طلال شتوي … و[زمن زياد]:الرجل هو نفسه ولكن بمعطف مختلف

09:00 صباحًا السبت 22 مايو 2021
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

حقق طلال شتوي روائع الكلمات والكتابات والإطلالات من خلال نشاطه الصحافي،إن في الكتابة الصحافية أو في الصحافة المرئية، وخصوصاً الصحافة الإجتماعية والوفنية و”التوك شو”.. تجربة بدأت بالكتابة اليومية في الصحافة وامتدت الى برامج التلفزيون،واستقرت في التفرغ للكتابة،واصدار الكتب المتصلة بالذاكرة والذكريات والرواية. وكانت كتبه مشوقة لما تحمله من الذاكرة الجميلة ومن الوقائع المعيوشة.
ولمناسبة إصداره عدة كتب تحاكي الزمن الجميل، وخصوصاً كتابه “زمن زياد” ، تحادثت مع شتوي عن التجربة، والنشاط والعمل والفعل الذي مارسه؟

رسالة بيروت – إسماعيل فقيه


ـــ ماذا تقول عن نفسك بعد تجربتك الغنية في الصحافة والكتابة؟
ــــــــــــ أنا لا زلت أنا، تغيرت الوسيلة ولكن الغاية بقيت هي هي، تماما كما القول الشهير انني الرجل نفسه لكن بمعطف مختلف .عملي في الصحافة ومن ثم في التلفزيون، كان دائما محكوما بمزاجي القلق والمتطلّب، بحيث لم يكن يرضيني ويقمع جموحي ومللي من المهنة سوى القدرة على ابتكار شيء جديد ولربما غير مسبوق، وهو ما أدّعي أنني فعلته في ميدان الصحافة الأجتماعية والفنية، كما في ميدان “التوك شو” التلفزيوني. واليوم، أكرر الحكاية مع الكتابة، أسعى الى انماط جديدة وأساليب جديدة، وربما بنضج أكثر، وبطبيعة الحال بحرية أكبر.
ـــ كتابك الأخير “زمن زياد” ملفت ومثير وفيه انحياز كبير لزياد الرحباني. لماذا هذاالانحياز؟

ــــــــــــ هل أنا حقا كنت منحازا لزياد الرحباني في الكتاب؟ لا أعرف! ربما مجرد اختياري له محورا لكتابي الأخير هو انحياز، ولكن الكتابة بكل أشكالها هي عمل انتقائي، ولا أجد غضاضة كما لا أعتقد أنني بحاجة لتقديم مبررات. متخيّلة، وليس فيه أي رأي مباشر وفج يمس بشخصه عن زياد أو أعماله الفنية، فأنا لست ناقدا ولست رجل أرشيف، لكن لا أنكر أنني سلّطت أنوارا كاشفة وقوية على تقاطعات زياد الرحباني مع مدينة هي بيروت، ومع أمكنة وأشخاص وأحداث مسرحها لبنان وكل الكوكب، والأهم أن هذه التقاطعات لم تكن مصطنعة، بل أتت تلقائية لدرجة أدّعي معها أنني صنعت حبكة غير مسبوقة في هذا النوع من الكتابة
ــــ تجربتك الصحافية قادتك إلى الكتابة الإبداعية. كيف ولماذا؟
ــــــــــــ قد تندهش اذا كشفت لك أن العكس هو الصحيح، فأنا دخلت عالم الكتابة من باب الشعر والقصة القصيرة، ونشرت في مطبوعات كثيرة وشاركت في مسابقات وفزت في بعضها، ولعل ذهابي الى الصحافة أتى بسبب تخصصي الجامعي في الأعلام، ومن ثم تكفل النجاح السريع الذي حققته في المهنة بأن تسحبني الصحافة بشكل كامل خصوصا وانها صارت عملي الوحيد ومورد عيشي الوحيد. هذا لا يمنعني من الأعتراف بأن الصحافة عرقلت خياراتي الحقيقية والعميقة، وأنا الآن ومع صدور كتابي الرابع خلال سنتين تقريبا أعرف كم تأخرت في ما كان يجب أن أفعله، وكم كانت المهنة متوحشة بنجاحاتها وضغوطاتها بحيث لم تقبل شريكا لها، وبحيث كانت كتاباتي القليلة خلال سنوات المهنة أشبه بالنصوص المهرّبة.
ــــ ماذا تعني لك الكتابة او لماذا تكتب؟
ـــــــــــــ أنا أكتب للوصول الى الناس ولأقامة صلات سوية مع الحياة! انا لا أكتب لنفسي ولا اؤمن بمفهوم الفن للفن، كما لا علاقة لي بكل ما يقال عن الكتابة كوسيلة للتعايش مع الآلام او المعاناة. وبالطبع، أستطيع العيش بسعادة كاملة دون كتابة فهي لا تسري في دمي كما يقول كثيرون احترم خصوصية علاقتهم بالكتابة لكنني لا اشبههم فيها. نعم انا اكتب للناس، واذا لم اجد رواجا سأتوقف فورا، وأساسا انا لم أصل الى الكتاب الرابع اليوم سوى بسبب اقبال واعجاب الناس.
ـــ كتبك الصادرة حديثا توحي بأنك أقرب إلى الكتابة الروائية. لماذا لم تباشر بكتابة الرواية أو القصة؟

ــــــــــ لا بد في نهاية المطاف من الرواية، وسأكتبها كما أعتقد حين أتيقن بأن روايتي ستكون اضافة في الشكل والأسلوب لفن الرواية. كما قلت لك أنا متطلّب ولست مضطرا لتقليد أحد، لا بل أنا أرفض تقليد نفسي. كل مشروع كتابي جديد لا بد ان يكون مغامرة، وببساطة أنا لا احب الرحلات الى المدن التي يزورها كل البشر، أنا مشغوف بالفتوحات، ولن أكتب الا اذا تمكنت أن أطأ ارضا لم يمر فيها احد قبلي.
ـــ ماذا استخلصت من تجربة التدوين؟
ـــــــــــ ان ما استخلصته من تجربتي القصيرة نسبيا في ميدان اصدار الكتب هو ان القارىء العربي مظلوم حين يتم اتهامه بأنه ليس بقارىء، والحقيقة هناك مشكلتان، الأولى في التوزيع العربي المتراجع وفي صعوبة وصول القارىء الى الكتب سواء لأسباب رقابية أو مالية.
ـــ تعتبرها مذكراتك ما كتبته؟
ـــــــــــــ ليست مذكراتي. أنا موجود في كتبي كشاهد عيان. انا لا أروي قصة حياتي على الأطلاق، انا اروي حيوات أمكنة وأزمنة صودف أنني عشت فيها أو قربها أو أحيانا مررت بها عبورا خاطفا

ــــ مشاريعك القادمة؟
ـــــــــــ المشاريع موجودة وكثيرة، المهم أن اجد الطريقة التي تشجعني على الشروع في تنفيذ أحدها ، وكلها .
ــــ هل كان للمرأة دور خاص فيما كتبته بمعنى هل شغلتك المرأة بحدث لا ينسى ودونته؟ ـــــــــــ هناك الكثير من النساء في الحكايات التي رويتها، سواء في “بعدك على بالي” أو في “زمن زياد”، ولكنني لم أتقصد حضورها ولم انشغل بها على نحو خاص، هي حضرت وبرزت بشكل تلقائي، فأنا أكتب الحياة، والحياة فيها رجال ونساء.
ـــ الحب وطلال شتوي كيف التقيا ؟
ــــــــــ في كل مكان وفي كل الأوقات، فالحب يأتيك زائرا أو سارقا أو مطاردا أو خاطفا، لكنه كان دون دعوة ودون اتفاق ودون تواطؤ .لا بأس هنا من بوح قليل بأن حبي لنجاحاتي المهنية كان أقوى من كل علاقاتي البشرية الشخصية بما فيها الحب، وهو أمر حصل بوعي كامل مني

بما يحصل، لذلك لا يجدي أي ندم بعد مضي العمر ولكن دعني أكشف لك أن الحب لا يعترف وأنني اليوم أعيش في اشراقات الحب النضرة.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات