الشاعر اللبناني الراحل عادل الفاخوري في المنطق الرياضي: “أنا أفكّر إذن، أنا كومبيوتر”

09:20 صباحًا الثلاثاء 25 مايو 2021
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

أخذ الموت عالم اللسانيات والمنطق والشاعر اللبناني عادل الفاخوري باكرا عن عمر ناهز77 عاماً، وافتقدته البلاد والثقافة.
والفاخوري من مواليد سنة 1939، صور، جنوب لبنان، وتابع دراسته في جامعات روما وفرايبورغ وأرلنغن نورنبرغ (ألمانيا) والسوربون (فرنسا) في الفلسفة والرياضيات وعلم النفس.
ويحمل دكتوراه PHD من ألمانيا ودكتوراه es-Lettres من فرنسا.
درس في الجامعة اللبنانية، والجامعة اليسوعية، والجامعة الأردنية، والجامعة الليبية، والجامعة الكويتية، ودرس فيها المنطق الرياضي، فلسفة العلوم، فلسفة الذهن والذكاء الإصطناعي، فلسفة اللغة والسيمياء.

رسالة بيروت – إسماعيل فقيه


كما يتقن عدة لغات ومنها اللغات العربية، الفرنسية، الإنكليزية، الألمانية، الإيطالية، اللاتينية، واليونانية القديمة…
ومن أهم مؤلفاته: أفكّر إذن أنا كمبيوتر، المنطق الرياضي، منطق العرب من وجهة نظر المنطق الحديث، الرسالة الرمزيّة في أصول الفقه، تيّارات في السيمياء، علم الدلالة عند العرب.
كتب ماسماه بالشعر الالكتروني في منتصف الثمانينات في صفحات الملحق في صحيفة «النهار اللبنانية » وراح ينشر قصائده الإلكترونية المصممة تصميماً خاصا ً لهذا النوع الذي انتشر كثيرا في الغرب في ذلك الوقت.
الدكتور عادل فاخوري هو من أفضل الباحثين في علم المنطق الرياضي، ومن أبرز المطبّقين لعلم المنطق الرياضي على الّلغة، كونه كان يهتم بعلوم اللغة أو اللسا نيات. وهو أكاديميّ لامع بتفسير علمه الذي يعتبر من أصعب العلوم الفلسفية. أيضاً، هو الباحث، الذي كان على معرفة واطلاع دائم بكل ما يحصل في التقنيات الرقمية وربط ذلك بالذّكاء الاصطناعي. إضافة إلى أنه كان يتابع كل ما ينشر في العالم عن الموضوع، ساعدته في ذلك معرفته للغات عديدة؛ فهو أتقن العربية، الفرنسية، الإنكليزية، الألمانية، الإيطالية، اللاتينية، واليونانية القديمة.


لعادل فاخوري قيمة علميّة وفكريّة سبّاقة في العالَمين العربيّ والغربيّ، لناحية رؤيته للتطوّرات والتغيّرات في العلوم الإنسانيّة، أي تأثّر هذه العلوم بكل المتغيّرات الحاصلة على مدى السنوات السابقة من جرّاء إدخال الحاسبات الالكترونيّة إلى الحياة في مطلع الثمانينيات.
لقد تميّز عادل بأنّه استطاع أن يجمع بين كل هذه العلوم ويستثمرها بالشكل المطلوب، فمجمل العلوم التي عمل عليها متداخلة بعضها ببعض. فعلم السيمياء يؤدّي إلى استثماره في القصيدة الإلكترونيّة والبصريّة ، وعلم المنطق يؤدّي إلى فهم المعنى بمعادلات رياضيّة دون أن تكون ملتبسة، كل ذلك مرتبط بعلم الدلالة، لأنّ كل نشاطاتنا الفكريّة تتعلّق ببناء المعنى مهما كانت الطريقة والوسيلة لذلك.
ليس بإمكاننا أن نتكلّم عن كتاب واحد لعادل فاخوري، من دون أن نتطرّق إلى باقي الكتب التي ابتكرها، كونها مترابطة كلّها ببعض من ناحية بناء المعنى من النصوص، إن كان كتابه المرتبط بعلم السّيمياء، “تيارات السيمياء”، الذي يهتم فيه بتفسير الإشارات، أو كان “علم الدّلالة عند العرب”، أي علم المعاني الذي يهتم بتفسير النّصوص لخلق المعنى؛ على سبيل المثال: “ناولني الملحاة” معنى ذلك أن الطّعام، حلو المذاق، ينقصه الملح”.. أو كان كتاب “أنا أفكر إذن: أنا كومبيوتر”، أو أول كتاب صدر له وهو “المنطق الرّياضي”. كل هذه الكتب تؤدّي إلى خلق المعنى للإنسان أو لخلق برامج حاسوبيّة.


لم يكتفِ عادل فاخوري بالتعرّف على اللسانيّات والإبداع فيها من خلال عمله على علوم الدلالة والسيمياء، بل تعدّى ذلك إلى البحث والتنقيب عن أصول المصطلحات والمفاهيم الحديثة في الثقافة العلميّة عند العرب وإبرازها. ويتجلّى هذا دائماً في كتبه، بالأخصّ مقدّمة كتابه “المنطق الرياضي”، إذ يقول إنّه استقى المفردات والمفاهيم من التراث الذي امتدّ من الكِندي إلى الكلنوي، ولم يستحدث مصطلحاً إلّا نادراً. فالمنطق الذي كان يسعى إليه هو كيفيّة الاستدلال عن قضيّة جديدة من قضايا أخرى حاصلة. فقد كان يقول العرب إنّ التفكير المنطقيّ هو عملية انتقال من المعلوم إلى المجهول، على هذا ارتكزت ممارسته المعرفية لأبحاثه المنطقية. وإذا كان قد كتب في مقدمة كتابه “المنطق الرياضي”: “إننا اعتقدنا أن المنطق ولد كاملاً مع أرسطو”، فأرى أنّ هذا الكتاب هو جزء من تاريخ المنطق الرياضي في ال لغة العربية، أي تاريخ للمنطق باللغة العربية من ناحية، ومن ناحية ثانية هو استحداث رموز لكتابة المنطق.
نستذكر اليوم صديقنا الراحل ولا ننسى فضله على علمنا وتطورنا.

One Response to الشاعر اللبناني الراحل عادل الفاخوري في المنطق الرياضي: “أنا أفكّر إذن، أنا كومبيوتر”

  1. الاعلامي الشاعر محمد درويش رد

    25 مايو, 2021 at 11:50 ص

    يسجل للشاعر الناقد الكبير اسماعيل فقيه بحروف من ذهب القاء الضوء على الشاعر الر احل المميز عادل فاخوري المجدد في مجاله وقصيدته الفريدة وابحاثه الخاصة ونظرياته الطليعية الحديثة يسجل لفقيه كسره لهذا الجدار والصمت حول الشاعر فاخوري واعادة الاعتبار الى هذه القامة الشعرية والفكرية الفلسفية اللبنانية والعربية وبالتالي الدولية
    .ان فقيه احد كبار أسياد الاقلام بل ملوكها في عالمتا الذي يكتب للتاريخ وهو اليوم من خلال كتابته عن فاخوري انما يجسد العبقرية والعلم والشعر والثقافة بكل اعماقها وأنوارها ومساحاتها اللامحدودة .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات