الناقد والصحافي اللبناني الراحل نزيه خاطر … ذاكرة ثاقبة جدا

08:15 صباحًا الجمعة 9 يوليو 2021
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

الكاتب الكبير الناقد والكاتب اللبناني الراحل نزيه خاطر (1930-2014) الذي لم ينشر في حياته كتاباً، فضّل لآخر لحظة أن تظلّ مقالاته النقدية في مجال المسرح والفن التشكيلي في المكان الذي ولد فيه، داخل صفحات جريدة “النهار” اللبنانية طوال مدة قاربت تجاوزت النصف قرن.

رسالة بيروت – إسماعيل فقيه


تتعدد إسهامات خاطر (والده المؤرخ المعروف لحد خاطر) في الحياة الثقافية لبيروت بتعدد المقاهي التي كان لا يفارقها . فبين طاولات وكراسي “الباليت”، و”حاوي”، و”باب ادريس”، و”أنكل سام”، مروراً بـ”الهورس شو”، و”سيتي كافيه”، ووصولاً إلى “المودكا” و”الويمبي”؛ شرب خاطر قهوة المدينة بفناجينها المتنوعة، وبنكهات السجالات والنقاشات الفكرية للتيارات المتلاحقة بل والمتصارعة التي كانت تمنح المدينة ألقها الذي اشتهرت به.


أسّس خاطر نهاية الخمسينات أول صفحة ثقافية أسبوعية (بالفرنسية) في جريدة “لوسوار” البيروتية، ثم انتقل عام 1964 إلى زميلتها “لوريان لوجور” (أطلقها جورج نقاش في 1924)، قبل أن يتصل به الشاعر الراحل أنسي الحاج ويدعوه إلى الكتابة في “النهار”، حيث بقي حتى خروجه من وعكته الصحية في 2010، ليباشر تخصصاً جديداً في علم المتاحف.
ويُعرف عن خاطر تسلّمه إدارة أولى صالات العرض الفني في بيروت مثل “غاليري أليكو”، و”غاليري وان” (مع يوسف الخال). كما كان أحد مؤسسي مسرح بيروت (مع ليندا سنّو)، وهو الذي يحمل شهادة دكتوراه في فنون المسرح من جامعة “السوربون” عن أطروحته “المسرح اللبناني بين ثورتين 1958 ـ 1975”.
وقد سبق قراره بالتوجه إلى فرنسا (عاد نهائياً 1978) التزامه بالتدريس في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة (مدة 25 عاماً) حيث كان ممن وضعوا حجر الأساس لإنشاء معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية.


بيروت بالنسبة لخاطر في أيامه الأخيرة باتت بيروتَيْن؛ واحدة منفعلة بأمواج ثقافة الستينات، وأخرى ما زالت صلصالاً يتشكل في مخيال وأعمال الشباب الجديد المقبل على فنون الأداء المعاصرة والفيديو.
وإن كان لنزيه خاطر أن يعرّف عن نفسه بنفسه، فلن يستطيع إلى ذلك سبيلاً بدون أن يقرن وجدانه بفضاء مدينته.
يقول خاطر في احدى حوارته: “أنا من الرعيل الذي أحبّ بيروت، وأراد لها أن تكون مختبراً طليعياً للحداثة العربية، وعاصمة ثقافية في زمن الظلاميّات العربية”.
يضيف: “أعترف بأنانية أنني أكتب نصي النقدي لنفسي قبل الآخرين، كأنني قارئه الوحيد. أحب أن أقول إن قلمي هويتي، وإلى حد كبير إن قلمي وطني”.
مواقف واراء كثيرة جاهر بها الراحل وكانت محط نقاش وجدل في الوسط الثقافي البيروتي واللبناني. ونستذكره اليوم في زمن الانحطاط العام الذي يلف البلاد وناسها. ويبقى اسم الراحل علامة محورية في تأسيس فن النقد وفن الكلام وفن الصمت،الذي التزمه في سنواته الاخيرة.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات