وليد توفيق … نجم الغناء المتألق

09:17 صباحًا الأحد 8 أغسطس 2021
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

شخصية فنية طربية غنائية مختلفة ومميزة طبعت حضورها الفني في الأوساط الواسعة وما زالت الى يومنا الحاضر تحصد النجاح والإعجاب ، وتتألق في المساحة الغنائية الطربية . شخصية غنائية سطعت نجوميتها منذ انطلاقتها الأولى ، حفظها الجمهور وترسخت في ذاكرته ، وذلك لما تمثل من صدق الموهبة وجمال في الصوت والإخلاص للغناء بما يضمن استمراريتها . انها شخصية الفنان اللبناني المطرب وليد توفيق ، المولود في 8 آب (أغسطس) عام 1956 في مدينة طرابلس ، شمال لبنان . والإسم الكامل للفنان : وليد الدركي توفيق توتنجي . وتعود أصول عائلة التوتنجي الى مدينة حلب .

رسالة بيروت – إسماعيل فقيه

ـــــ نشأة الفنان ، البداية المتألقة :
بداية فنية موفقة طبعت حياة المطرب الصاعد ، وعلامة فارقة تلازمت مع انطلاقته ، فقد نشأ وليد توفيق علي حب الفن والموسيقى ، حيث تفتّحت مسامعه وذهنه وأحلامه على الغناء الجميل ، وخاصة صوت والدته العذب الجميل ، والتي كانت تشدو التواشيح الدينية وأغنيات لأمّ كلثوم وسعاد محمد . ولكن ، حسب ما يقول الفنان أنه لم يكن بمقدور والده أن يتيح له الفرصة لدراسة الموسيقى، فخيّره بين المدرسة والعمل الحرّ ، واختار توفيق حرفة تصليح الآلات الكهربائية ، ” وهذه البداية كانت محورية ومؤثرة جداً قي حياتي ، وكان لها انعكاسات كثيرة تغيرت وتبدلت كثيراً مع الزمن وعوامله “.


لم يستسلم وليد توفيق الا لرغبته ، رغبته الفنية وموهبته الصافية في الغناء . لم يستطع التنازل عن حبه للموسيقى والغناء ، فعمل المستحيل من أجل حلمه وموهبته . وسرعان ما أتقن العزف على آلة العود وهو لا يزال في السابعة عشر من عمره ، حيث تعلم فنون العزف على يد “أمين عازار” ، ويقول توفيق : ” ثم بدأت مشواري الفني ، في عام 1973 من خلال الاشتراك في برنامج “استديو الفن” . وفي حينها حصلت على الميدالية الذهبية بعد أن قمت بأداء أغنية “عيون بهية ” ، للمطرب المصري محمد العزبي . وكانت تلك اللحظة بداية مرحلة هامة لمشواري الفني “.. ومن يومها فتحت أمامه أبواب الشّهرة.


موهبة متنوعة يمتلكها الفنان ، فلم تقتصر الموهبة الفنية للمطرب وليد توفيق علي الغناء فقط ، بل تنوعت وطاولت باقي الفنون ، حيث اقتحم عالم التمثيل عام 1975 ، وحلّ ضيف شرف على الفيلم الشهير “الأستاذ أيوب” ، بعد ذلك قدّمه المخرج اللبناني سمير الغصيني عام 1977 في فيلم “ساعي البريد”، وفي عام 1978 تقاسم البطولة مع دريد لحام وصباح الجزائري في فيلم “سمك بلا حسك”. وفي عام 1978، أطل من خلال مجموعة من الأفلام بالعديد من الأغنيات التي زادت من شهرته ونجاحه منها ، “أبوك مين يا صبية” و”تحت أرزك يا لبنان” وغيرها الكثير من الأعمال السينمائية ، ويعترف الفنان ويقول : “التمثيل والغناء هما الصورة التي وجدت فيهما نفسي وموهبتي. ولكن يبقى الغناء هو الأساس الذي قادني الى كل هذه الموهبة المتنوعة التي تشكلت في داخلي “.
وفي مرحلة تالية من حياة الفنان وليد توفيق، وبعد فترة زمنية مرت في مسيرته ، استمع له الموسيقار الراحل بليغ حمدي أثناء تصويره فيلم “زواج على الطريقة المحلية”، وطلب منه السفر الى القاهرة حيث اختاره المخرج الراحل محمد سلمان لبطولة فيلم “من يطفئ النار” عام 1982 الذي كان فاتحة لمشاركات عديدة للنجم اللبناني في السينما المصريّة، من أبرزها “قمر الليل” و”أنغام” و”أنا والعذاب وهواك” وسواها.


ـــ الصوت الصافي .. الذهبي ــــ

إلى جانب التمثيل اشتغل وليد توفيق على صوته وأجرى تدريبات ودراسات على الصوت بين عامي 1982 و1984م في باريس، كما لحّن معظم أغنياته حتى بلغ رصيده الغنائي أكثر من 600 أغنية، ومن أبرز ألبوماته: “ابوكي مين” و”لفيت المدائن” و”احتمال” و”عشقك عذاب” و”اسهر” و”أكبر جرح” و”محلاها السمرا” و”تيجى نقسم القمر” و”يا بحر” و”توب هيتس وليد” و”لا تعودني عليك”، وشارك أيضاً في العديد من الحفلات والمهرجانات بمختلف أنحاء العالم والبلدان الأجنبية كمهرجان قرطاج وجرش والمدينة، ويتوقف الفنان عند تجربته الفنية الغنائية ويقول : ” انها تجربة الحياة الجميلة ، فالحياة أجمل وأنقى حين تكون على تماس مباشر مع الرهافة والغناء والطرب. وتجربتي مع الفن والغناء كانت مسافة مفتوحة على احتمالات السعادة والأمل ، وهذا ما يشدني أكثر الى الغناء ، ومتابعة المسيرة الفنية بكل ثقة وأمل” .


أضاف قائلاً : ” الغناء ليس لحظة سعادة عابرة تعبر وتنتهي ، بل هي لحظة مستمرة ، لا يمكن أن تتوقف طالما كانت الأغنية ولحنها وكلماتها نابعة من الصميم الأنساني ، ومن أعماق الروح الإنسانية التواقة للحب والحرية… وكم أجد نفسي في فضاء الحب والحرية كلما أنشدت أغنية أو كلما لحنت عملاً غنائياً . الغناء هو غذاء الروح ، ونعمة للإنسان تعطيه كل ما يصبو اليه ” .
نال واستحق الفنان وليد توفيق العديد من الجوائز والتكريمات خلال مشواره الفني، وكانت تجربته الغنائية محط اهتمام على المستوى المحلي والعربي ، ويرى في هذا التكريم ،” صورة مشرقة للفن وللغناء العربي . هذا التكريم ليس لفن محدد بقدر ما هو تقدير للفن الغنائي الملتزم وعي الحياة ، وجمال الحياة وانسان الحياة
يواصل الفنان وليد توفيق مسيرته الفنية الغنائية بخطى ثابتة وواعدة بالمزيد من العطاء : ” لا يمكن للمطرب الحقيقي الا أن يكون الصدى الذي يتردد في وطن الفنان نفسه ، صدى المحبة والأمل ، فالفنان المطرب هو الصورة الصافية التي تعكس جوهر الحياة التي يتشارك فيها الفنان مع سائر أبناء الحياة ، سائر ابناء الوطن الكبير الذي نحيا فيه جميعاً ، نحن أبناء الحياة ” .
في عام 1990 انتقل الفنان وليد توفيق الى الحياة المشتركة ، وتزوج من ملكة جمال الكون السابقة اللبنانية جورجينا رزق ، وانجب زواجهما ، ابنتهما نورهان وابنهما الوليد ، واكتملت شجرة العائلة الجميلة ، وصارت أكمل جمالاً ، ” فالجمال لا حدود له ، لا حدود لعطائه ، كلما تألق الجمال في حياة الفنان ، ارتفعت اسهم الخير والسعادة . الجمال هو كل ثمرة لقاء وتواصل بين أبناء الحياة “.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات