غسّان صليبا في الأوبرا العربية (عنتر وعبلة): يقاتل من أجل الحب

08:47 صباحًا الإثنين 9 أغسطس 2021
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بعدما جسّد ومثّل أدوار شخصيات تاريخية تراثية مثل شخصية المتنبي وسيف البحر وسواهما في مسرح الرحابنة ، أطل من جديد بدور (عنتر) في عمل مسرحي أوبرالي باللغة العربية ، أول عمل فريد من نوعه ، انطلق على مسرح كازينو لبنان.
غسان صليبا في دور (عنتر) شاركته السوبرانو، لارا جوخدار دور (عبلة) الى جانب أكثر من ثمانين ممثلاً وراقصاً .

رسالة بيروت – إسماعيل فقيه


ويتحدث الفنان غسان صليبا عن العمل الجديد ، متناولاً التفاصيل والتحضيرات التي أسست لهذا العمل ، وانتقل الى كلام آخر حول الفن والتجربة الإبداعية التي يخوضها منذ أعوام كثيرة.
ـــــ في سؤالنا للفنان صليبا عن دوره في العمل الأوبرالي ، قال : ” هذا العمل هو فعلاً ينتمي الى الجديد ، الى الخصوصية التي لا شبيه لها عربياً . أوبرا عنتر وعبلة هي أول أوبرا مغناة باللغة العربية وفق منهج موسيقي أكاديمي معتمد في الكونسرفتوار . ويرتكز هذا العمل على على نسج إبداعي للموسيقى السيمفونية مع جمالية الشعر باللغة العربية . كتب الأوبرا الكاتب انطوان معلوف ، ويعرض العمل في كازينو لبنان.
أضاف: وبالطبع لهذا العمل أهمية كبرى ، على صعيد اللغة والموسيقى السيمفونية .


ــــــ وعن كيف يرى دوره (عنتر) في الأوبرا بعدما جسّد ومثّل شخصيات تراثية كبيرة مثل ، المتنبي وسيف البحر ، في أعمال الرحابنة ، يقول صليبا : ” لا شك أن دوري محوري في العمل ، وهو دور هام لما يمثل من تاريخ وتراث ضارب في جذور تاريخنا وثقافتنا ، وقد كان لي شرف تنفيذ هذا الدور ، خصوصاً أنه يجسّد صورة مشرقة في التراث العربي ، ويجعلني أقدم للعالم صورة الماضي الجميل ، صورة الزمن الذي أسس لحضور اللغة العربية كأساس فاعل في بناء الهيكل الجمالي للحياة . إن دور عنتر في الأوبرا هو دور البطل الذي يقاتل من أجل الحب ، الحب الذي يغذي الإنسانية بوعي آخر ، يساهم في مد جسور الأمل في الحياة المستمرة “.


ــــــ يعترف صليبا أنه مهتم جداً بالتاريخ والتراث وباللغة العربية ، لذلك يعمل دائماً على تجسيد شخصيات تاريخية : ” دور عنتر الذي أجسّده في العمل الأوبرالي له وقع كبير على تجربتي وموهبتي ، ويعطيني كل الأمل والنشاط والمحبة ، الكفيلة بمدّي بزخم أكبر وحيوية كبيرة . ويأتي هذا العمل الأوبرالي ليرفع بارقة الأمل ، وليعطي للغة العربية حقها وأحقيتها . فهذا العمل هو الأول من نوعة ، يرتكز الى أوبرا مغناة باللغة العربية ، وحضور (عنتر) اليوم في عمل ضخم من هذا القبيل هو بحد ذاته حضور للغة العربية الأصيلة وحضور للثقافة العربية الأصيلة ، وقبل كل هذا هو حضور للكرامة العربية وعنفوانها ، ذلك أن دور عنتر اليوم في هذه الأوبرا هو بمثابة استحضار شهامة الإنسان التي كانت أساس الحياة ووعيها ، وفي المقابل هو حضور ثقافي حضاري يحاول قول الأشياء الجميلة الصافية التي ترفض كل ما هو دخيل على ثقافتنا اليوم ، كتلك “الثقافة” التي تجيز الخوف والتخلف والرعب والإرهاب . لقد جسّد عنتر الحياة الصافية بالحب والكرامة والإنسانية ، ودوره اليوم ،حضوره ، في عمل موسيقي أوبرالي هو حضور التأكيد على الهوية العربية الناصعة بالرقي ، الرافضة لكل أشكال وألوان الإرهاب والتخلف السائدة اليوم في بعض نواحي الواقع العربي والعالمي “.


ـــــــــ الفن والغناء ، مساحة حياة كاملة يعيشها الفنان غسان صليبا ، ويرى في نشاطه الفني الغنائي مرايا كثيرة تعكس صورة الحياة بأوسع إشراقاتها ، ويقول : ” جمال الحياة وعذوبتها ، يمكن أن يتجسّد ويستقر ويتلألأ ويلمع أكثر في العمل الفني الذي يقدمه الإنسان ويجترحه في الواقع . فالغناء هو نبض أساسي في قلب الحياة ، وكلما كانت الموسيقى والغناء والطرب والألحان متجلية في مساحة الأيام والوجدان الإنساني ، فلا بد أن الحياة هي إشراقة متجددة ودائمة . وبالنسبة لي ، أرى في الغناء ما تراه الروح في لحظات الحب والسعادة ، وأرى في الموسيقى كل هدوء وعاطفة، وأسمع في ثناياها نغم الروح حين تحوم في مدار الحب والمحبة والسلام العاطفي .
إن علاقتي بالفن والغناء هي علاقة أصل قائمة بين الجمال والأمل . لا أمل من دون غناء ، ولا غناء من دون أمل ، وغنائي في كل الظروف وفي كل الأعمال هو تأمّل كبير في مساحة هذا الوعي الجمالي الذي نسعى إليه دائماً ، بالصوت واللحن
” .
ـــــــ أتقن صليبا الصوت المفتوح القادر على تأدية الصعوبة مهما كانت ، ودوره الأوبرالي في (عنتر وعبلة) يستلزم تأدية الصوت الأوبرالي القوي ، وفي جوابه على سؤالنا عن قدرة صوته في تأدية هذا النمط الصوتي الصعب ، يقول غسان صليبا : ” لا شك أن الصوت الأوبرالي ليس سهلاً ، ولا يمكن تأديته بسهولة ، ولكن الحمدلله ، أجد صوتي على أهبة الإستعداد لخوض غمار هذا الصوت الصادح ، وبعد تمارين ودراسة وأنشطة في هذا السياق ، استطعت الوصول الى النبرة التي ترفع منسوب الصوت المرتجى . ولا شك أيضاً أن الصوت الأوبرالي هو نوع من أصعب أنواع الصوت الذي ينسجم ويتداخل مع الموسيقى السيمفونية ، والحمدلله أيضاً ، هو أنني استطعت التعامل مع هذا التداخل بكثير من التمرين ، ووصلت الى مرحلة قديرة . ثم أنني أعشق الصوت الأوبرالي ، وأجد نفسي كلها في مساحته . وكما استطعت تأدية الأصوات الأخرى في أعمال غنائية أخرى مختلفة ، لا بد أنني على نفس المنوال والإصرار في تأدية الصوت الأوبرالي ، انشالله “.
ــــــــ يؤكد صليبا على استمراره بالخط الفني الغنائي الملتزم أصول الفن وخصوصيته ، ويقول : ” لا يمكن للفنان الأصيل أن يحيد عن خط فني غنائي ارتضاه لنفسه وسار على دربه منذ انطلاقته الفنية ، وبدوري ، إنني أحافظ على التزامي الفني الغنائي ، ولا يمكنني سلوك سوى هذا الخط وهذا الصوت وهذا اللحن وهذا النشاط الغنائي المسرحي الذي بدأته وما زلت على دربه وفي صميمه ” .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات