بعدما جسّد ومثّل أدوار شخصيات تاريخية تراثية مثل شخصية المتنبي وسيف البحر وسواهما في مسرح الرحابنة ، أطل من جديد بدور (عنتر) في عمل مسرحي أوبرالي باللغة العربية ، أول عمل فريد من نوعه ، انطلق على مسرح كازينو لبنان.
غسان صليبا في دور (عنتر) شاركته السوبرانو، لارا جوخدار دور (عبلة) الى جانب أكثر من ثمانين ممثلاً وراقصاً .
ويتحدث الفنان غسان صليبا عن العمل الجديد ، متناولاً التفاصيل والتحضيرات التي أسست لهذا العمل ، وانتقل الى كلام آخر حول الفن والتجربة الإبداعية التي يخوضها منذ أعوام كثيرة.
ـــــ في سؤالنا للفنان صليبا عن دوره في العمل الأوبرالي ، قال : ” هذا العمل هو فعلاً ينتمي الى الجديد ، الى الخصوصية التي لا شبيه لها عربياً . أوبرا عنتر وعبلة هي أول أوبرا مغناة باللغة العربية وفق منهج موسيقي أكاديمي معتمد في الكونسرفتوار . ويرتكز هذا العمل على على نسج إبداعي للموسيقى السيمفونية مع جمالية الشعر باللغة العربية . كتب الأوبرا الكاتب انطوان معلوف ، ويعرض العمل في كازينو لبنان.
أضاف: وبالطبع لهذا العمل أهمية كبرى ، على صعيد اللغة والموسيقى السيمفونية .
ــــــ وعن كيف يرى دوره (عنتر) في الأوبرا بعدما جسّد ومثّل شخصيات تراثية كبيرة مثل ، المتنبي وسيف البحر ، في أعمال الرحابنة ، يقول صليبا : ” لا شك أن دوري محوري في العمل ، وهو دور هام لما يمثل من تاريخ وتراث ضارب في جذور تاريخنا وثقافتنا ، وقد كان لي شرف تنفيذ هذا الدور ، خصوصاً أنه يجسّد صورة مشرقة في التراث العربي ، ويجعلني أقدم للعالم صورة الماضي الجميل ، صورة الزمن الذي أسس لحضور اللغة العربية كأساس فاعل في بناء الهيكل الجمالي للحياة . إن دور عنتر في الأوبرا هو دور البطل الذي يقاتل من أجل الحب ، الحب الذي يغذي الإنسانية بوعي آخر ، يساهم في مد جسور الأمل في الحياة المستمرة “.
ــــــ يعترف صليبا أنه مهتم جداً بالتاريخ والتراث وباللغة العربية ، لذلك يعمل دائماً على تجسيد شخصيات تاريخية : ” دور عنتر الذي أجسّده في العمل الأوبرالي له وقع كبير على تجربتي وموهبتي ، ويعطيني كل الأمل والنشاط والمحبة ، الكفيلة بمدّي بزخم أكبر وحيوية كبيرة . ويأتي هذا العمل الأوبرالي ليرفع بارقة الأمل ، وليعطي للغة العربية حقها وأحقيتها . فهذا العمل هو الأول من نوعة ، يرتكز الى أوبرا مغناة باللغة العربية ، وحضور (عنتر) اليوم في عمل ضخم من هذا القبيل هو بحد ذاته حضور للغة العربية الأصيلة وحضور للثقافة العربية الأصيلة ، وقبل كل هذا هو حضور للكرامة العربية وعنفوانها ، ذلك أن دور عنتر اليوم في هذه الأوبرا هو بمثابة استحضار شهامة الإنسان التي كانت أساس الحياة ووعيها ، وفي المقابل هو حضور ثقافي حضاري يحاول قول الأشياء الجميلة الصافية التي ترفض كل ما هو دخيل على ثقافتنا اليوم ، كتلك “الثقافة” التي تجيز الخوف والتخلف والرعب والإرهاب . لقد جسّد عنتر الحياة الصافية بالحب والكرامة والإنسانية ، ودوره اليوم ،حضوره ، في عمل موسيقي أوبرالي هو حضور التأكيد على الهوية العربية الناصعة بالرقي ، الرافضة لكل أشكال وألوان الإرهاب والتخلف السائدة اليوم في بعض نواحي الواقع العربي والعالمي “.
ـــــــــ الفن والغناء ، مساحة حياة كاملة يعيشها الفنان غسان صليبا ، ويرى في نشاطه الفني الغنائي مرايا كثيرة تعكس صورة الحياة بأوسع إشراقاتها ، ويقول : ” جمال الحياة وعذوبتها ، يمكن أن يتجسّد ويستقر ويتلألأ ويلمع أكثر في العمل الفني الذي يقدمه الإنسان ويجترحه في الواقع . فالغناء هو نبض أساسي في قلب الحياة ، وكلما كانت الموسيقى والغناء والطرب والألحان متجلية في مساحة الأيام والوجدان الإنساني ، فلا بد أن الحياة هي إشراقة متجددة ودائمة . وبالنسبة لي ، أرى في الغناء ما تراه الروح في لحظات الحب والسعادة ، وأرى في الموسيقى كل هدوء وعاطفة، وأسمع في ثناياها نغم الروح حين تحوم في مدار الحب والمحبة والسلام العاطفي .
إن علاقتي بالفن والغناء هي علاقة أصل قائمة بين الجمال والأمل . لا أمل من دون غناء ، ولا غناء من دون أمل ، وغنائي في كل الظروف وفي كل الأعمال هو تأمّل كبير في مساحة هذا الوعي الجمالي الذي نسعى إليه دائماً ، بالصوت واللحن ” .
ـــــــ أتقن صليبا الصوت المفتوح القادر على تأدية الصعوبة مهما كانت ، ودوره الأوبرالي في (عنتر وعبلة) يستلزم تأدية الصوت الأوبرالي القوي ، وفي جوابه على سؤالنا عن قدرة صوته في تأدية هذا النمط الصوتي الصعب ، يقول غسان صليبا : ” لا شك أن الصوت الأوبرالي ليس سهلاً ، ولا يمكن تأديته بسهولة ، ولكن الحمدلله ، أجد صوتي على أهبة الإستعداد لخوض غمار هذا الصوت الصادح ، وبعد تمارين ودراسة وأنشطة في هذا السياق ، استطعت الوصول الى النبرة التي ترفع منسوب الصوت المرتجى . ولا شك أيضاً أن الصوت الأوبرالي هو نوع من أصعب أنواع الصوت الذي ينسجم ويتداخل مع الموسيقى السيمفونية ، والحمدلله أيضاً ، هو أنني استطعت التعامل مع هذا التداخل بكثير من التمرين ، ووصلت الى مرحلة قديرة . ثم أنني أعشق الصوت الأوبرالي ، وأجد نفسي كلها في مساحته . وكما استطعت تأدية الأصوات الأخرى في أعمال غنائية أخرى مختلفة ، لا بد أنني على نفس المنوال والإصرار في تأدية الصوت الأوبرالي ، انشالله “.
ــــــــ يؤكد صليبا على استمراره بالخط الفني الغنائي الملتزم أصول الفن وخصوصيته ، ويقول : ” لا يمكن للفنان الأصيل أن يحيد عن خط فني غنائي ارتضاه لنفسه وسار على دربه منذ انطلاقته الفنية ، وبدوري ، إنني أحافظ على التزامي الفني الغنائي ، ولا يمكنني سلوك سوى هذا الخط وهذا الصوت وهذا اللحن وهذا النشاط الغنائي المسرحي الذي بدأته وما زلت على دربه وفي صميمه ” .
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.