داني بسترس راقصة حتى الموت … الألم من شدّة الجسد والحياة

08:31 صباحًا الأحد 15 أغسطس 2021
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

تحضر النجمة البعيدة ، تهبط في وعينا وذاكرتنا بشهب متفاقم ،وتسطع دافئة في مسافة الروح والأشواق.
المبدعة المنتحرة اللبنانية ​داني بسترس​ راقصة ​لبنان​ية من الرائدات والمجددات في ​الرقص الشرقي​، فلقد أدخلت عليه الرقص الغربي مثل الفلامنكو والرقص المعاصر.

رسالة بيروت – إسماعيل فقيه

وُلدت يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر عام 1959، وعائلتها من أبرز وأكبر العائلات ال​بيروت​ية الأرستقراطية في بيروت، والتي سيطرت على الكثير من الجمعيات في العاصمة اللبنانية لفترة طويلة من الوقت، كما أن عائلة بسترس تملكُ العديد من العقارات ويعمل معظم أفرادها في المجال العقاري، وأصبحت في وقت لاحق سيدة أعمال وفنّانة وصاحبة أو مالكة أراضي في جميع أنحاء لبنان.


تحدت داني بسترس عائلتها وتقاليدها وكسرت كل القيود وقررت أن تحترف الرقص الشرقي والذي عارضه أهلها بشدة نظراً لمكانتهم الاجتماعية، ومن هنا بدأت أولى فصول رحلة الألم في حياتها التي أنهتها بطريقة مأساوية عبر ​الإنتحار​، بعد أن عاشت صدمات كثيرة وعانت من اكتئاب على عكس ما كان يبدو عليها، فكان الناس يرونها مفعمة بالحياة ويظنون أنها سعيدة، أما هي فكانت تجهد في إخفاء أحزانها عن الناس وحين تعود إلى منزلها تبدأ رحلة العذاب.
حققت داني بسترس شهرة كبيرة عقب عرض صورها المثيرة في مجلة بولفارد دو لا سيت (بالفرنسية: Boulevard de la Cite) في عام 1991. شاركت عام 1993 لأول مرة في مجال التمثيل، من خلال دورها الثانوي تقريبًا في مسرحية فرنسية بعنوان فقط دقيقة (بالفرنسية: Encore Une Munite).
قدمت داني بسترس العديد من المسرحيات الناجحة، وعملت لـ 7 سنوات على مسرح LBC وقدمت مع الموسيقار ​ملحم بركات​ عدداً من الأعمال الناجحة، وأهمها مسرحية “ومشيت بطريقي”.

(حياتها)
لم توفق داني بسترس في حياتها الزوجية، فإنفصلت عن زوجها الأول الذي أنجبت منه جورج إبنها الوحيد، والذي كان مصدر سلواها الوحيدة، لكن شاء القدر أن تحرم من هذه السعادة، وأن يموت ابنها غرقاً في البحر وهو لا يزال في عمر الشباب، وبالكاد كان يبلغ الـ16 عاماً.
وفجعت داني بسترس بوفاة إبنها، ولم تستطع أن تتجاوز حزنها وألمها على فراقه، وكانت مجبرة أن تظهر للناس الوجه المبتسم في حين كانت تعتصر بداخلها من الحزن والوجع، فكانت محسودة على حياتها وشهرتها.


( انتحارها)
في أيامها الأخيرة، لم يكن ثمّة ما يوحي أنّ داني بسترس على وشك الرحيل، فقد أكّد جيرانها بعيد الحادث أنّهم كانوا يراقبونها يومياً وهي تتدرّب على الرقص أمام مرآة كبيرة في صالونها. كانت تتمرن لساعات من دون أن تقفل النوافذ، تلقي على جيرانها تحية ودودة وتنسى نفسها أمام مرآتها.
وفي 27 كانون الأول/ديسمبر عام 1998، توفيت داني بسترس برصاصة في الرأس اقتحمت الجمجمة، وبعد الفحص الميداني لموقع الجريمة، وُجد أن المسدس الحربي المستخدم في الحادث قد أخفته الخادمة في خزانتها بحجة عدم ضياعه وأظهرته للشرطة ولم يوجد عليه بصمات داني، ولكن وجد عليه دماؤها وآثار لشعرها مما يعني قربه من رأسها، وهذا ما أثبته الطب الشرعي أيضاً عند فحص الجثمان وتبين أن الرصاصة أُطلقت من بُعد 30 سنتيمراً، ولذلك سُجل الأمر انتحاراً.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات