العودة إلى مدرسة السلطان أوباما

12:15 مساءً الخميس 8 نوفمبر 2012
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

في صيف عام 2009، أعجب كثير من المصريين بزيارة باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة إلى مسجد السلطان حسن، أثناء جولته بمصر المباركية، وكان في طريقه إلى جامعة القاهرة ليلقي خطابه (المهم) إلى العالم الإسلامي.

بالنسبة للكثيرين، اعتبر أوباما – في البدايات الأولى – أنه الفرصة الوحيدة للعرب والمسلمين للحصول على بعض الحقوق من العالم الغربي، وخاصة الولايات المتحدة، التي تعتبر ـ لدى كثير من أصحاب الرأي ـ العدو رقم (1)، ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في العالم!

باراك حسين أوباما القادم من أسرة ونشأة ذات خلفية مسلمة، وكونه رجل أسلافه الأفارقة، كان ينظر إليه باعتباره الرجل الذي يمكن أن يحل مشاكل الأقليات، وعديمي الحيلة، والفقراء، والبؤساء.

الجامع الذي زاره أوباما يعد معماريا أحد روائع العمارة المملوكية. أمر ببنائه السلطان حسن بن الناصر بن قلاوون عام 1356 م كمدرسة ومسجد ومركزا لجميع المذاهب الفقهية الأربعة للإسلام السني. الشافعي، المالكي، الحنبلي والحنفي، وقد بدأ البناء عام 1356 م وانتهى بعد 7 سنوات. وقد انهارت واحدة من المآذن أثناء عملية البناء مما أسفر عن مقتل 300 شخص. آنذاك كانت الدولة قادرة على تمويل ذلك البناء الضخم.

واعتبرطلب أوباما لزيارة ذلك المعلم بادرة احترام، وإشارة لموجة جديدة في سياسات الولايات المتحدة. حتى أن أوباما نال جائزة نوبل للسلام، وهو الرجل الذي لم يكن قد اعتاد بعد على الجلوس في البيت البيضاوي الأبيض!

تبخرت معظم الأحلام. توقفت عملية عملية سلام، نشبت المزيد من الحروب، وصل أكثر المتعصبين إلى السلطة، بمساعدة سرية أو علنية من الولايات المتحدة، مما سكب المزيد من الكراهية تجاه دور القوة العالمية رقم 1.

كل مراقب، سواء كان خبيرا أم لا، يمكنه أن يدرك كيف تعاملت سياسة أوباما الخارجية مع كلا المعسكرين المتعارضين، حتى يتم الإعلان عن منتصر، فيبدأ التحالف معه، وتأتي الخارجية الأمريكية لتغسل صفحات الماضي بآمال جديدة لن تتحقق أبدا.

لقد بدا من الواضح جدا أن أيا من أوباما أو منافسه، في حملات الانتخابات الخاصة بهما، كانا حريصين على خطب ود دولة الاحتلال الإسرائيلي، فأعلنا وقوفهما بحزم مع ودعم جميع مطالب إسرائيل، وهذا يعني بالنسبة للملايين في المنطقة أن كلا من الرجلين ضد إيجاد مخرج عادل للفلسطينيين الذين حرموا من أراضيهم ووطنهم منذ عام 1948.

الآن، يعود السلطان أوباما متوجا مرة أخرى ليستقر في قصره الأبيض. ينتظر اشتعال المزيد من الحروب، واستشراء المزيد من الظلم، وهي كوارث تنكبنا بردود الفعل المتعصبة التي لا تفيدنا. لقد كان الأمر قبل 4 سنوات بمثابة معجزة أن يتم اختيار رجل أسود رئيسا للولايات المتحدة، ولكننا بانتظار معجزة أخرى للحصول على مستقبل أفضل لمنطقة الشرق الأوسط على مدى السنوات السنوات الأربعة القادمة!

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات