ماريانا برتزليان | مدينتي التي هي مسقط رأسي

09:15 صباحًا الأحد 14 مايو 2023
مدونات

مدونات

مساهمات وكتابات المدونين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بقلم الكاتبة الأديبة ماريانا برتزليان (من كتابها الأرمني أهمسي أيتها الشجرة)

ترجمة وارتوار برتزليان

مدينتي التي هي مسقط رأسي

مدينتي التي هي مسقط رأسي

محاطة بالضباب

خارج مرمى انظاري

مدينتي التي هي مسقط رأسي

تسبح في الظلام

مرسومةٌ بالأحلام

مدينتي التي هي مسقط رأسي

بأيديها المقددة

تمزق قلبي المجروح

-تستمر أصوات النيران-

تارة أخرى تنهار القذائف

التنانين يعوون بصوت واحد

ناسين أن للكون مالكٌ واحد

عالق بين أيديه الكوكب

الأطفال لا يبكونْ

رموشهم المعطرة بالدموع والبكاء

قد استراحت

إنهم الآن ملائكة

ولكن احلامهم البشرية لن تتلاشى

الأمهات لن تنتفن شعراتهن بعد الآن

تحولن إلى أشجار يابسة وصفصافة

قناديل خامدة

والمسنين جذور

مغروسة في التراب بقوة

شكاويهم ولعناتهم

لن يصل إلى الأعلى بعد الآن

تستمر تتصدع

روح المدينة القديمة التي تشعر بالبرد

والتي تحولت إلى تماثيل من الملح تتقشعر #

المسبحون ورؤساء الملائكة يعودون

ولكن نيران الشباب الصامدين

تستمر بالهواء دون انقطاع

محاولةً إسكات قصص أحلام

الملائكة ومواعظهم المبشرة

أن تكون حلبياً يعني أن تكون بطلاً

ومثيراً للشفقة أيضاً

بطلاً، حلمه الوحيد

أينما وجد، شيء واحد هو السلام

– ( أروي لي ) –

أروي لي عن مقسط راسي

عن الأطفال الذين ولدوا هناك

وعن المسنين الذين توفوا

هل من بكاء مولودٍ ؟

أو بركة مسنٍ فارقَ الحياةَ بشكل طبيعي

هل المدينة المأهولَة وحيدَة

أم تبتسم من حين لآخر ؟

– ( حلب ) –

إنكِ بابُ الدخول للمهجر، ولكنك الآن باب المخرج

متراس يجاور الوجود الأرمني الأم

لا تبتعدِ يا حلب

ترتفع أياَدينا مع قلوبنا إلى السماء

نرفعها نحوك

لا تبتعدِ يا حلب

– ( كل شيء جديد ) –

إنها مهرجانٌ

من قاعات السماء المُرَصع بالذهب

يبتهج بكسر الصمت

يتحول إلى هَديِر فرحٍٍ

و مرح

تسبح في بحر الابتهاج

دروبٌ خضراء

مضاءةٌ بشمس الظهيرة اللامعة دون كسوف

حوامل بأحلام الأرض المزهرة

بنداء حبٍ

بنجوم مدينةٍ تلمعُ بلطفْ

حيث يُرعىْ الحمل برفقْ

تنطلق البراعم الجدد إلى الأعلى بشكلٍ مكتومٍ

لابسةً الروحَ مع الشمسِ

دروبٌ صخرية حمراء

إجهار جديد

وابتسامة جديدة

أنظر إلى الأعلى

شمس – ضوء – حب – سماء – روح – اشتياق

ملائكة كغيوم … غيوم كملائكة

هدوء ….. حلم سماوي

انظر إلى الأسفل

حلب المدينة التي تحلم برائحة الياسمين

المدينة المباركة بلون الحليب

لن تتلاشى وتتحول إلى قطعة أرض قديمة

ما زلت تبتسمين …

داخل وخارج الحدود

الباب المحُصَّنُ للوجود الأرمني

نكون بجانبك

للوصول معاً إلى كيليكيا

أجنحتك التي كنتِ تطيرين بها، الآن مقطعة

والريش متساقطةَ

مسجونة في الفقص

نظرات نسرٍ ولكن الآن مثل العصفور الدوري ولكنكِ غير مهملة

ابتعد المفترسون وتلاشوا

مدينة الأحلام

في حدقتك حلم متجمد

تتأرجحين بحكايات أحلام الربيع

أسمك تكتب في الصحف بأحرف كبيرة

يتم إهداء كتب عنكِ مثل وسام

لتخفيف أوجاعكِ

لآلئ أشجارك الرمان تتبعثر في التراب

يلتهب شجرك الأبكم

قلبكِ يغني من الشقوق، بلحن لطيف، من داخل النار

خيوطَ شعركِ باتت معدودة

أوراق أشجارك لن تتساقط على الأرض دون الموافقة دموعك معدودة

مذاب في أمطار الخريف

يأخذون ويمسحون معاناتك اللطيفة

ينظفون حزنَكِ اللادغ، وروحك المتألمة

يكتبون اسمك على وجه ترابك الذي يحلم بالسلام لكي تتبرعم من جديد

ليبرعم حبك، ايمانك الذي لم تفقده أبدا.ً

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات