محفل… افتتاح مهرجان قرطاج الدولي

05:57 مساءً السبت 15 يوليو 2023
خالد سليمان

خالد سليمان

كاتب وناقد، ،مراسل صحفي، (آجا)، تونس

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

” مَحُفَل ” عرض مسرحي موسيقي ” كولاج ” يفترض أنه يجمع التراث التونسي في الإفراح من مختلف الجهات برؤية مسرحية إستخدم فيها المخرج ثلاث مستويات رأسية للعرض شغل المستوى العلوي منها الفرقة الموسيقية و في صدارتها عازفي الإيقاع ، و في المستوى الثاني المغنيين و الكورال .. ، فيما شغل المستوى الثالث ” السفلي ” ” الحصان البربري ” الضخم و فارسه و مرافقه في بداية العرض و ختامه ، و من قاموا بالأداء الكيروجرافي طوال فترة العرض ..

  • لا يستطيع من تابع العرض تصور أن مخرج عروض مميزة كالنوبة و الحضرة التي ضمت عددا معتبرا من الأفراد تم توظيفه بإقتدار .. على سبيل المثال لا الحصر .. هو مخرج العرض الذي شاهدناه في إفتتاح مهرجان قرطاج الدولي .. فالحيز الذي شغله المستوى العلوي من المسرح الذي إحتضن الفرقة الموسيقية قد جثم على المشهدية بشكل عام بفائض من الإستاتيكية المخلة التي تتعارض مع ما ينتظر من ديناميكية في مجمل العرض ، أما المستوى الثاني فكان مزدحما إلى درجة الإكتظاظ بالكورال ، و مغني “الصولو” التي تعثر عليه وسطهم بالصدفة ، و في المستوى الثالث أداء كريوجرافي إتسم بالعشوائية على كافة الصعد ليس إبتداء بالأداء و لا إنتهاء بالأزياء ..
    كما غاب تماما وجود أي خطة إضاءة تصنع تكاملا مع بقية عناصر العرض بما يخلق سينوغرافيا ثرية أو حتى عادية .. إذ كانت الإضاءة أقرب لما تراه في ديسكوتيك شعبي !
  • و كأن العرض قد إعتمد كليا على إستدرار عواطف الجمهور من خلال نوستالجيا التراث ليس إلا .. ، و قد أطاح بهذا الجانب أيضا أداء المغني الذي أدى أغنية ” بجاه الله يا حب ” بطريقة غريبة حاولت المزج بين الأداء الأوبرالي و موسيقى الجاز مختلطة بقالب الروك مع اللحن الأصلي فخرجت مسخا فنيا مشوها ..
    كما يمكن ملاحظة تركيز العرض على التراث البدوي في معظم ما تم تقديمه بحيث لم يراع جوانب أخرى من التراث تعكس فسيفسائية المكون الحضاري الثري و المتنوع لتونس الخضراء التي لا يمكن تصورها على أنها بادية فقط ..

و ربما كان مقبولا إبتداء العرض برقصة ” الحصان ” ، لكن إختتام العرض بنفس الطريقة مع مشهد المبارزة كان نابيا إن جاز التعبير .. خاصة مع إخضاع الحصان بعنف ملحوظ من قبل الفارس و مساعده إلى درجة أن الحيوان النبيل قد أجفل عندما أرغم على الرقود على جنبه و كأنه سينحر .. في مشهد يتنافى مع أية جمالية فنية أو شعور نبيل ..

  • و لابد من الإشارة إلى رداءة ضبط الصوت الذي خرج غير واضح حافل بالضجيج و التشويش ليضيف إلى جانب خطة الإضاءة الغائبة عوار تقني إلى عرض الإفتتاح ..
  • كان الجانب الإيجابي في العرض هو عازفي الإيقاع. الذين عرفوا بإقتدار بإيقاعات تونسية هامة و معتبرة خاصة في تنويعاتهم على إيقاع “المصمودي” بمختلف أنواعه مع التركيز على إيقاع “المصمودي الكبير” المتميز في تونس .. بيد أن دوي الطبول أو حتى هزيمها لم يفلح في إخفاء عورات العرض أو صرف نظر الكثيرين عنه .. ، حتى أن السؤال الذي فرض نفسه على المشهد العام و سيطر عليه بقوة هو أين غابت الخبرة العريقة لمخرج العمل و حنكته ؟! للحق بحثت خلال العرض على المخرج التونسي الكبير ” الفاضل الجزيري ” و لم أعثر عليه .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات