بماذا قدم كتابه ولاد الناس الكويسين؟ يقول محمد فتحي، وهو ينبش ذاكرة لي ولكم:

أنا هو أنت لكن على الورق.
ذكرياتك الجميلة التي تتمنى لو لم تغادرها أو تغادرك.
اعترافاتك التي تحتاج للبوح بها مهما سببت لك من مشاكل.
حبك القديم الذي تتذكره وتبتسم.
معيلتك في الحب، وجدعنتك في الخلعان. وألمك حين تتذكر.
أنا هو أنت لكن على الورق.
(تهريج السنين)، ودموعك التي لم يراها أحد، وجرحك الذي لم يشعر به غيرك.
فرحة أول هدف تحرزه حين تتعلم كرة القدم، قبل أن تدرك أنك أحرزته في نفسك.
لهفتك وأنت تشتري ( المريلة) مع أهلكـ وتنتقي (شنطة المدرسة)
زعلك من (بوشان) البقسماطة في قلب الشاي أبو لبن.
يحيحتك (كلمة يحححح) مع وضع الميكروكروم على أول (تعويرة)، ولهفتك على نزع قشرتها بعد أن تنشف.
الجلبية البيضاء يوم صلاة العيد، وترنج الوقفة، وفرجتك على (الدبح)، ووضح كفك في الدم ثم طبعها على باب بيتكم، أو في وش الواد الغلس جارك.
كرهك للقرنبيط وحبك لحمص الشام في الشتاء، وتأكيدك على الرجل : زود اللمون شوية.
أنا هو أنت لكن على الورق.
خسارتك لاصحابك الذين تدرك أنهم ليسوا كذلك بعد فوات الأوان.
لعب (الأتاري) والنينتيندو، والسيجا، وعودتك سريعاً من المدرسة لتلحق بكارتونك المفضل مازنجر وكابتن ماجد.
هركليز وزينا، واللوليتا التي تضيع مصروفك عليها، وأدهم صبري رجل المستحيل الذي تود أن تقتله حين ترى كلمة : “البقية في العدد القادم”.
ماتشات الشارع قبل الفطار والسحور في رمضان، وزحمة الطورشجي وبتاع التمر والسوبيا.
حبك لرائحة الشوارع وقت المطر، وأكل الآيس كريم في الشتاء، ومعاكستك لبنات المدرسة المجاورة، وخوفك من خرزانة الأستاذ في ابتدائي، ثم خوف الأستاذ نفسه منك وانت في ثانوي.
حجزك للبنشات في مدرج الجامعة عشان تقعد جنبك البنات يا واطي
خنقتك من بائعي الورد والفل وانت ماشي مع حبيبتك ع الكورنيش.
وقوعك وانت بتتعلم ركوب العجل، وسيبانك إيدك بعد أن تتقنه.
جريك وراء المواصلات وقفزة الثقة في الأتوبيس وهو ماشي.
شبطتك في الجلوس بجانب النافذة، ودندنتك تحت الدش وانت تستحم.
أنا ..
تفاصيلك الصغيرة التي هي أنت
لكن على الورق.

Tweet