هيهات أن يسرقوا “فجر الضمير”

08:33 صباحًا الجمعة 19 أبريل 2024
خالد سليمان

خالد سليمان

كاتب وناقد، ،مراسل صحفي، (آجا)، تونس

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
صلاح السعدني
  • في السينما المصرية مصطلح الفيلم التجاري الذي طالما أرتبط غالبا بالأعياد والمناسبات والعطل كان يتوفر فيه دائما الحد المقبول من فن السينما بكافة روافده رغم تكلفته المحدودة نسبيا ومع ذلك كان يحقق مردودا محترما في معظم الأحيان بسبب عدة عوامل من أهمها توقيت العرض وينسحب هذا الوصف (بتصرف) على نوعية من الأعمال المسرحية، على العكس من أفلام ومسرحيات المقاولات أيضا..تلك الأعمال قليلة التكلفة التي كانت تستغرق في إنجازها زمنا قليلا لا يتجاوز الأسبوع أو العشرة أيام ثم يتم تصويرها ليتم تسويقها بعدة طرق أهمها أندية الفيديو وربما تم عرضها لمدة قليلة جدا…

  • فالنسبة للمسرحيات كانت تعرض مجانا (بدعوات) لعدة أيام بغية وجود جمهور أثناء تصويرها لإيهام زبائن أشرطة الفيديو بأن هذه الأعمال تم عرضها جماهيريا ولاقت نجاحا للمساهمة في ترويجها…، أما الأفلام فقليلا ما عرضت على شاشات السينما لفترات قليلة في محاولة لزيادة مردودها المادي فيما بقي أكثرها حبيس العلب وأشرطة الفيديو التي تؤجرها الأندية المنتشرة خلال فترتي الثمانينيات والتسعينيات…
    والحقيقة أنه أضحكني كثيرا استخدام أحد المخرجين العرب لمصطلح يجهل معناه أصلا وهو (أفلام المقاولات) التي انقضى زمنها في تخليط واضح بينها وبين ما أصطلح على تسميته (بأفلام العيد) التجارية في ملاحظة له حول السينما المصرية…

  • والأغرب أنه كان يقصد بذلك تثمين ما يتصور أنه عمل سينمائي من إنجازه أقل ما يوصف به إنه ساذج وسطحي ومباشر بصورة طفولية…، لم أستطع تمرير الموقف ببساطة خاصة بعد الحملة المغرضة على مسلسل “الحشاشين” مؤخرا وما سبقه… وما سيليه من أعمال أيضا…
    ببساطة القوى المصرية الناعمة في كافة المجالات مستهدفة مع سبق الإصرار في منطقة لا يمكن مقارنة ما قدمه أي كيان فيها مع ما قدمته مصر وفي كافة مناحي القوى الناعمة…
  • إن هذا الاستهداف ليس مصادفة لأنه جزء من المنجز الحضاري المصري الذي حاولت أطراف كثيرة سرقته عبر الحقب والعصور السحيقة وصولا إلى هذا العصر إذ حاول الكيان الصهيوني الغاصب في الشرق سرقة هذا المنجز الحضاري لنفسه وبلغ من وقاحتهم أن حاولوا ادعاء أنهم بناة الأهرام… التي شيدت قبل ابتلاء البشرية بظهورهم بقرون، ثم حذا حذوهم بعض البربر في الغرب، وبعض العرب في الشرق ولا يستطيع عاقل استيعاب كيف ينتمي الأصل إلى الفرع؟!!، فضلا عمن تبنوا نظرية (الأفروسنتريك)… وربما كان هؤلاء من عملاء التوجه الصهيوني الإجرامي…
  • وواقع الحال والحقيقة أن العرق أو الجنس الوحيد الذي لم يسع لتلك المحاولات الخبيثة هم الأغريق “اليونانيين” فقد إحترموا تلك الحضارة منذ ما قبل الإسكندر الأكبر الذي إنتمى لها وإندمج فيها منذ تتويجه في “معبد الوحي” في سيوة وإعلانه إبنا ل “أمون رع” وتم الإندماج تماما في عصر البطالمة…، وما زال التاريخ يشهد لليونانيين بإحترامهم للحضارة المصرية فما ورد في إحدى محاورات “أفلاطون” حول زيارة “سقراط” لمصر.. وروى بأمانة كيف خاطبه كاهن “معبد أمون” قائلا “مازلتم أطفال أيها اليونانيون”، وليس إنتهاء بدراسة “فيثاغورث” وغيره من أعلام الأغريق في جامعة الإسكندرية… وفيما عدا هؤلاء ناصب الكثير الحضارة المصرية العداء أوحاولوا تدميرها وسرقتها لتغيير حقيقة أن مصر هي التي أهدت للعالم “فجر الضمير”…

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات