كيف يفكر مرسي؟

09:04 صباحًا الإثنين 7 يناير 2013
محمد فتحي

محمد فتحي

كاتب مصري، وأكاديمي وإعلامي، معد للبرامج التلفزيونية. وتنشر مقالاته في الصحف المصرية والعربية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بجد والله العظيم فشلت. .

حاولت أن ألتمس كل الأعذار الممكنة للرئيس مرسى، مراعياً أن أفكر بدماغه ودماغ جماعته، لعلنى أقتنع بمنطقهم فى الأمور، طالما أنهم غير مهتمين بشرح مواقفهم شرحاً يحترم عقولنا، أو تبرير قرارات الرئاسة بشكل احترافى نرفع له القبعة، ووالله العظيم لم أصل لشئ، فشلت بمعنى الكلمة.

حكت لى زميلة عزيزة عن رجل طلب الاجتماع مع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين د. محمد بديع، لسابق معرفة وصداقة، وربما حبس زنزانة واحدة، وسأله صراحة: لماذا تستعينون بأهل الثقة وتقدمونهم على أهل الكفاءة؟.. يا فضيلة المرشد عينوا من الإخوان وزراء.. ماشى.. لكن عينوهم فى مناصب يستحقونها فعلاً عن كفاءة، وليس عن مجرد ثقة، فكان رد المرشد الصادم هو: وهل كان نوح نجاراً؟

لم يفهم الرجل فى بادئ الأمر، فاستطرد المرشد: نوح عليه السلام كانت لديه رسالة كلف بها، ولأنه مؤمن بالله عز وجل فقد أداها على أكمل وجه رغم أنه لم يكن نجاراً فى الأصل، لكنه تعلم النجارة، وبنى السفينة، ونجح.

بصراحة لم أصدق هذه الرواية، رغم أنها جاءت عبر زميلة محترمة ومخلصة وصادقة ولم أعهد فيها كذباً من قبل، وكنت أريد ألا أصدق الأمر برمته حتى جاءت التعديلات الوزارية الأخيرة، التى يمكن وصفها بالصادمة بمنتهى الأريحية، فالمشكلة ليست فى وزراء بعينهم، لكن فى طريقة إدارتهم، التى تعكسها طريقة اختيارهم، والتى تدفعنا لشد شعورنا، وبيع المناديل فى الإشارات، وأعتقد أن ذلك سيحدث قريباً.

نحن أمام رئيس وزراء كل مؤهلاته هو أنه يقول: حاضر ونعم، ويسهل قيادته، وهو فاشل بنجاح ساحق فى إدارة حكومته، وبالتالى كان يجب تغييره، لكن ذلك لم يحدث، ومع ذلك كنا ننتظر تغييراً حقيقياً، لكن انظر ماذا حدث:

تم تغيير وزير الداخلية، وهى وزارة مهمة من وجهة نظرى المتواضعة، وكان الوزير يحاول أن يؤدى فيها بشكل جيد بعيداً عن دفع الفواتير السياسية للجماعة أو حلفائها أو معارضيها، ومع ذلك تم تغييره كما تم تغيير وزيرين من قبله، فى وزارة لا تحتاج لهذه الخلخلة، والتبديل المرهق لعقليات رجالها أنفسهم، الذين يثقون فى أن الوزير الجديد مدة صلاحيته لن تتعدى ستة أشهر، إضافة إلى الرسالة التى وصلت للكثير من الضباط: «مالكومش دعوة بالأحزاب الإسلامية وحلفائى»، والمقصود بذلك تحديداً حازم أبوإسماعيل الذى دخل فى صدام مع أحمد جمال الدين ظهر أن الأخير حسمه لصالحه، لكن التعديلات الوزارية أثبتت عكس ذلك مهما كان الهجوم على أحمد جمال الدين مستعراً.

ثم انظر بعد إذنك لرجل غاية فى الاحترام ودماثة الخلق، وأحد أفضل أوجه الإخوان المسلمين المحترمين، وهو د. محمد على بشر، الرجل الذى حصل على الدكتوراه فى الهندسة الكهربائية، وبالتالى فالمنطق إذا عينته أن تعينه وزيراً للكهرباء مثلاً، لكن الغريب أنه رفض سابقاً وزارة الكهرباء، ثم قبل لاحقاً منصب محافظ المنوفية، ثم الآن تم تكليفه بوزارة التنمية المحلية!

القائمة طويلة والأسئلة بلا إجابات، لكن سأختمها بسؤال عن مؤهلات الدكتور باسم عودة، الذى هو أصلاً حاصل على شهادة فى الهندسة الطبية، ثم كان مسئولاً عن ملف (الأخوات) فى الجامعات فى فترة من الفترات، وجهت له خلالها العديد من الانتقادات، ثم لأنه (مطيع) أصبح منسقاً عاماً للجان الشعبية فى الجيزة! ثم لأنه واصل الطاعة أصبح مسئولاً عن ملف (الوقود) فى خطة المائة يوم! وبسبب إنجازاته التى لا نعرفها أو نسمع عنها (إلا فى الطاعة)، ومؤهلاته الخارقة التى لم نشعر بأثرها، تم تعيينه وزيراً للتموين!

كنت أتمنى أن أفكر بمنطق د. مرسى ومستشاريه، أو حتى بمنطق هشام قنديل، أو يا سيدى حتى بمنطق المرشد ومكتب الإرشاد، لكننى شعرت أنهم جميعاً.. جميعاً.. لا يفكرون!

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات