تركيا ودولة الاحتلال الإسرائيلي…والناتو

10:28 مساءً الجمعة 18 يناير 2013
أحمد محمد حسن

أحمد محمد حسن

كاتب ومخرج بالتليفزيون المصري، القاهرة

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

في شهر مايوِ/آيار من العام الماضي 2012 إستخدمت تركيا حق الفيتو لمنع دولة الاحتلال الإسرائيلي من المشاركة في قمة الناتو التي عقدت في شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية و رغم أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ليست عضوا في الناتو إلا أنها تدخل ضمن مجموعة دول الحوار المتوسطي التي وضعها الناتو ضمن قائمة الدول المرشحة للتعاون والشراكة مع الحلف.

إلا أن تركيا وافقت مؤخرا على إنضمام دولة الاحتلال الإسرائيلي لأجندة الأنشطة المختلفة لحلف شمال الأطلنطي خلال عام 2013 ولكن التناقض في الموقف التركي بين المنع عام 2012 والموافقة عام 2013 له  ما يبرره فالعلاقة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي و تركيا ليست على ما يرام منذ عام 2010 بسبب قيام قوات الكوماندوز لدولة الاحتلال بضرب السفينة التركية “أسطول الحرية” التي كانت تحمل نشطاء أتراك في طريقهم لغزة في محاولة لكسر الحصار المفروض على غزة منذ عام 2006 وقد طلبت الحكومة التركية من دولة الاحتلال الإسرائيلي الإعتذار الرسمي والتعويضات المادية ولكن دولة الاحتلال الإسرائيلي لم تلق بالا للموضوع .

ويرجع السبب الأساسي في موافقة تركيا مجددا على إنضمام دولة الاحتلال الإسرائيلي لأجندة الأنشطة المختلفة للحلف خلال عام 2013 إلى الأزمة السورية الحالية فسوريا من أهم دول الجوار مع تركيا والمناطق الحدودية بينهما

غير مستقرة و تشعر تركيا بعد خظاب بشار الأسد الأخير أن نظام الأسد لن ينتهي خلال فترة وجيزة بل قد يمتد لشهور يعلم الله مداها خصوصا مع موقف روسيا والصين المساند لنظام الأسد ورغم أن الرئيس الصيني هوجينتاوأخبر تركيا بأن روسيا و الصين لن يستخدما حق الفيتو ضد الخطة لإقامة منطقة آمنة بين سوريا و تركيا إلا أنهما أستخدماه في التصويت بالأمم المتحدة.

وبالتالي فقد تم الإتفاق ما بين حلف الناتو و تركيا على نشر صواريخ باتريوت أرض جوعلى الحدود مع سوريا لحماية تركيا بإعتبارها عضوا بالحلف و ترتب على ذلك عدم التعنت التركي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي و الموافقة مؤخرا على مشاركتها في الأنشطة المختلفة للحلف الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية التي هي الحليف الإستراتيجي لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

والتي كانت تقوم بالضغط الشديد على تركيا للموافقة على إنضمام دولة الاحتلال الإسرائيلي لأنشطة الحلف و لكنه ضغط لا يصل إلى حد التهديد لأن الولايات المتحدة لا يمكنها الإستغناء عن تركيا كدولة محورية في حلف الناتو لأن أنقرة أحرزت تقدما ملموسا على مستوى السياسة الخارجية خصوصا خلال العامين الماضيين بعيدا عن الخلاف التركي الدولة الاحتلال الإسرائيليي بعد نجاحها في التواصل مع دول الربيع العربي لاسيما مصر و تونس والتواجد بقوة في القارة الإفريقية إضافة إلى الوضع الإقتصادي المتميز لها.

إن عدم إستخدام تركيا الفيتو ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي يشير أيضا إلى نقتطين :أولهما أن تركيا قد تركت الباب مفتوحا لعودة الحوار غير المباشر مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وأن ثمة رغبة لدى أنقرة في تحسين العلاقات التركية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة القادمة .

والثاني أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تسعى بقوة إلى الشراكة مع الناتو و هذه الشراكة لا تتحقق لو إعترضت تركيا كدولة عضو بالحلف و من ثم فإن معالجة الأزمة بين تركيا و دولة الاحتلال الإسرائيلي يمهد الطريق لشراكة مؤسسية قوية مع الناتو .

وعلى هذا فإن المصالح قد إلتقت ولم تجد تركيا مانعا من عدم الإعتراض على المشاركة    الإسرائيلية في انشطة دول حلف الأطلنطي مقابل الحماية وكسب دعم دول الحلف تجاه القضايا المختلفة التي تواجه أنقرة .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات