الصين وروسيا..الملف السوري والنموذج الليبي

12:28 مساءً الأحد 20 يناير 2013
أحمد محمد حسن

أحمد محمد حسن

كاتب ومخرج بالتليفزيون المصري، القاهرة

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

حلب : جمرة من نار الحرب السورية

عندما قام الشعب الليبي بثورته ضد نظام القذافي ضمن ثورات الربيع العربي كانت ثروة ليبيا النفطية هي المحور الأساسي في فكرة التدخل العسكري الغربي في ليبيا. حينها لم يوافق مجلس الأمن على التدخل العسكري ولكنه وافق على إقامة منطقة حظر طيران فقط بينما كان حلف شمال الأطلسي هو الذي قام بالتدخل لتدمير ليبيا  والقضاء على نظام القذافى .

أما بالنسبة للملف السوري فيبدو أن الدول الأعضاء في مجلس الأمن قد تعلمت من الدرس السابق خصوصا روسيا والصين “حلفاء بشار الأسد” حيث أنهما إستخدمتا حق الفيتو في مجلس الأمن لإيقاف أي مشروع غربي للتدخل العسكري في سوريا .

ورغم تعرض روسيا والصين لضغوط من دول الخليج العربي من ناحية ومن الغرب من ناحية أخرى لحسم الموقف في سوريا ضد نظام بشار الأسد إلا أن هذه الضغوط لم تسفرعن تغير في موقف الدولتين حيال الملف السوري..فبالنسبة لدول الخليج العربي نجد أن العلاقات الإقتصادية بينها وبين روسيا والصين علاقات متبادلة وليست أحادية من طرف واحد وبالتالي فإن المصالح لم تلعب دورا في تحديد السياسات الروسية الصينية .

وبالنسبة لموقف روسيا والصين من الغرب فإن الدولتين تسعيان لتدشين نظام عالمي جديد تجاه القوى العظمى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية فالعالم يشهد إضطرابات و تناقضات حادة…فالدب الروسي النائم قد أفاق من سباته وصوتت روسيا ضد قرار مجلس الأمن لتسد الطريق أمام الجهود الدبلوماسية التي تقودها واشنطن لإنهاء الحرب الأهلية هناك ومع عودة فلاديمير بوتين لتولي الحكم مرة أخرى في مايو/آيار من العام الماضي إستمرت في تقديم الدعم والسلاح لنظام بشار الأسد الأمر الذي ساعده على الإستمرار في حكم سوريا حيث أن روسيا متمسكة بوجود الأسد في أي حل للمعضلة السورية  .

أما العملاق الصيني القادم بقوة والذي يشكل قوة إقتصادية ضخمة فإنه لن يسمح بمرور المشروع الغربي في سوريا لأنها تدرك أن المستهدف الحقيقي في الأزمة السورية ليس نظام بشار الأسد ولكنها إيران فهي الهدف الأساسي بالنسبة لدول الخليج العربية وإسرائيل والغرب.كما أن الصين تهدف للوصول إلى مصادر الطاقة في الشرق الأوسط وبالتالي فهي ترى أن السياسة الأمريكية تجاه سوريا قد تحول دون تحقيق هذا الهدف .

والقضية بالنسبة للصين وروسيا هي جزء من التحول في الموازين العالمية سواء في إتجاه الصدام الأمريكي الصيني في شرق آسيا أو في إتجاه الصعود الروسي واسترداد روسيا لدورها في آسيا واوروبا .

ويرى الكثير من المحللين أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو والحلفاء العرب المتمثلين في قطر والسعودية تجاه ليبيا بالأمس وتجاه سوريا اليوم هو مخطط يهدف إلى إشعال فتيل الحرب الأهلية وإشاعة الفوضى في البلاد أخذا في الإعتبار أن النظام السوري يتحمل جزءا كبيرا من المسئولية تجاه إنفجار الموقف في البلاد .

ولأن مثل هذه الزوبعة الضخمة يمكن أن تسدد ضربة خطيرة لمصالح روسيا والصين في الشرق الأوسط فإنه لابد من قيام تحالف دفاعي من موسكو والصين ليكون في مواجهة النهج الحالي للولايات المتحدة

وحلفائها في الشرق الأوسط .

وهذا التحالف يهدف أساسا إلى الإستقرار العالمي من خلال إحترام مبادئ القانون الدولي وسيادة الدول على أراضيها..ولا تروق لموسكو أو لبكين اللهجة الإملائية للولايات المتحدة في الشؤون الدولية وسعيها لإثارة بلبلة في دول تعتبر من الشركاء المهمين إقتصاديا بالنسبة للصين و روسيا .

وبالتالي فإن مدة بقاء بشار الأسد في سدة الحكم في سوريا قد تطول إلى وقت غير قليل نظرا للدعم الروسي و الصيني..الأمر الذي يختلف عن الموقف في ليبيا والذي أدى إلى نهاية نظام القذافي بهذا الشكل.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات