عينة بول لوزارة الداخلية

07:33 مساءً الثلاثاء 22 يناير 2013
محمد فتحي

محمد فتحي

كاتب مصري، وأكاديمي وإعلامي، معد للبرامج التلفزيونية. وتنشر مقالاته في الصحف المصرية والعربية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

أعجبتنى تصريحات وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الثانى (اللى هو غير الأولانى) حين أكد أن الوزارة (مش فاضية) لكل ما أثير عن موضوع (الحمامة) التى وجدها أحد أفراد الشرطة وفى رجلها ميكروفيلم، ولم نعرف حتى الآن لماذا اشتبه فرد الشرطة فى (حمامة) أصلاً، ولا لماذا هذه الحمامة تحديداً، لكن الفيس بوك وتويتر قاما بالواجب فى هذا الموضوع لدرجة أن أحدهم أشاع أن الضابط المسئول عن قضية الحمامة نال ترقية، وحتة من الصدر.

الوزير يا عينى مرعوب من الألتراس وتهديداتهم لما قد يحدث بعد الحكم فى قضية مذبحة بورسعيد، وبالتأكيد هو أحد الذين شاهدوا أو علموا بالجرافيتى الذى ملأ العديد من الشوارع تحت شعار: القصاص أو الفوضى، وكلنا نعرف أن أحداً من شهداء مصر لم يتم القصاص له حتى الآن، ولذلك نحن فى انتظار الفوضى، والوزير مرعوب منها من يومه الأول فى وزارة الداخلية، وهو الذى صدر خوفه ورعبه هذا لوسائل الإعلام بالمناسبة، ولعله فى حاجة لضبط تصريحاته فى هذا الصدد، حتى تصبح مثيرة للاهتمام أكثر من إثارتها للقلق، أو الضحك. وآه يا سيدى من الضحك الذى لم أتمالك نفسى منه وأنا فى ضيافة الزميلة العزيزة والإعلامية المحترمة دينا عبدالرحمن فى برنامجها «زى الشمس»، حيث كانت تستمع كعادتها للنقيب مصطفى حسب النبى من الإدارة العامة للمرور، وهو راجل عشرة، أصبح معروفاً عند كثيرين كما عرف من قبله أحمد عاصم بنبرته الحنون المستفزة، والتى يتقمص فيها نبرة صوت البلطجى إذا كان المتحدث هو السائق أو المواطن، ثم يرقق صوته إذا تكلم بصوت الضابط (ما عرفتكش أنا كده)، ثم العقيد الدكتور أيمن الضبع الذى يظهر متجهماً وصارماً ويدلى ببيان، ثم الرائد مريد ألبرت الذى يشرح الطرق والطرق البديلة فى طريقة جذابة ولطيفة ومفيدة بالفعل، وكل هؤلاء الضباط عرفناهم وتابعنا ترقياتهم ولا ينقصنا سوى أن نجلس معهم على القهوة من كثرة سماعنا لهم ولتقريرهم عن الحالة المرورية، لكن النقيب مصطفى حسب النبى كان متجلياً وهو يشرح حملة الإدارة العامة للمرور لضبط هؤلاء الذين يقودون سياراتهم تحت تأثير المخدر. جميل.. إزاى يا سيادة النقيب؟ يرد سيادة النقيب باللهجة الرسمية إياها.. عن طريق جهاز يا فندم استوردناه يا فندم ياخد عينات يا فندم من المشتبه بيهم يا فندم (طبعاً كل يا فندم دى من عندى لكيلا تظلموا الرجل).. جميل عينات إيه سعادتك؟.. دم وبول يا فندم!!!! هو قال ذلك وأنا ومن معى فى الاستديو (فطسانين) على روحنا من الضحك.. التقطت طرف الحديث على الهواء وسألته: إزاى؟.. ، وبصراحة: الإفيه حكم.. والرجل كان على ما يبدو غاضباً لكنه يجيب بعبارات صارمة لا مجال فيها للبس، وهو ما كان يضحكنا نحن ومن فى الاستديو معاً، حيث تصورنا الضابط المحترم يستوقف سائقاً، ويأخذه (على جنب) لكى يأخذ منه عينة (بول) بمنتهى الشياكة والمعاملة الطيبة، وغالباً سيقول له: بعد إذنك يا فندم.. تعملنا ببيه فى الكوباية دى عشان نحلل، وكل ما يمكن أن تتخيله لأن الداخلية بدلاً من أن تستورد الجهاز الذى يعرف الشخص الواقع تحت تأثير المخدر أو الخمر من (النفس) أو من (زفيره) على شريحة يحدد الجهاز بعدها حالته، استرخصت وجابتلنا جهاز لعينات البول. خيالى المريض صور لى الكمائن وكل السائقين يقفون فى صف واحد، والعسكرى يستعجلهم على العينة، بينما هم مالهمش نفس، ولا حاجة، ثم قالت لى قارئة كريمة على تويتر السؤال الأزمة: وكيف سيتعامل مع النساء ممن يقدن السيارات؟؟. صحيح.. هياخد منهم عينة إزاى ده؟؟

أنا، الحقيقة فى انتظار توضيح أكبر لأن الضحك أنسانى أسئلة أخرى أكثر منطقية عن نتيجة التحليل، وكيف لا تختلط العينات، وما مقدار العينة أساساً، وهل المنوط بنقلها عساكر أم ضابط لا يقل عن رتبة معينة لأنه يحمل (بول) ناس. فى انتظار توضيح بجد من وزارة الداخلية، ولا أجد ما أختم به المقال سوى كلمات من قصيدة الأميات الممنوعة لنجيب سرور: «أخش بيت الأدب ألقى الأدب ممنوع.. تدخل ورايا المباحث شىء ومش معقول.. يمين شمال بتراقبنى والكسوف مرفوع.. لولا الملامة لياخدوا عينة م البول»!!!.

رحم الله نجيب سرور.. كان سابقاً لعصره.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات