حسابات وأرقام

07:35 مساءً الثلاثاء 22 يناير 2013
محمد سيف الرحبي

محمد سيف الرحبي

كاتب وصحفي من سلطنة عُمان، يكتب القصة والرواية، له مقال يومي في جريدة الشبيبة العمانية بعنوان (تشاؤل*، مسئول شئون دول مجلس التعاون في (آسيا إن) العربية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

تتصاعد الأرقام الاستهلاكية من حولنا..
نحو 127 ألف سيارة جديدة خلال أقل من عام تدخل إلى شوارعنا..
وما يقارب خمسة ملايين مشترك في خدمة الهاتف (حياك ومسبق وإخوتهما الباقين)..
بينما عدد السكان أقل من ذلك.

كل موظف جديد تقابله سيارة جديدة.. أعباء تولد على جيب الموظف، والشوارع، والحوادث.
وكل وافد يصل للسلطنة، ونحو 15 ألف شهريا، يعني أنه عبء آخر.. على اقتصاد البلد، وتركيبتها السكانية والاجتماعية، ومؤكد.. رقم جديد من أرقام الهواتف.. وربما هذا هو الجزئية البسيطة جدا في مربع الفوائد.

والدبلوم العام سيدفع بعشرات الآلاف منتصف هذا العام إلى سوق التعليم العالي.. وسوق العمل، وأسواق أخرى جانبية..
بما يعنيه: أرقام أخرى ستتصاعد، من بينها أعداد السيارات والهواتف وغيرها من الكماليات التي ترفع فاتورة الاستيراد إلى درجات عالية سنة بعد أخرى، كوننا أمة لا تلبس مما تنسج ولا تأكل مما تزرع مهما بدت درجات التفاؤل على ألسنة أصحاب التصريحات.

عشرات الآلاف من البشر الذين سيجدون وظيفة سيحتاجون إلى عشرات الآلاف من الأراضي السكنية، بينما المخططات عاجزة عن الإيفاء بالطلبات السابقة رغم حالة البحث عن بقع أراض تصلح للسكنى، خاصة في العاصمة مسقط.

وسيحتاجون (فورا) لسيارة فيما الشوارع تسابق الوقت لتكمل التوسعات الحالية، وإذا كنا شهدنا العام الفائت دخول نحو 130 ألف سيارة جديدة (على الأقل) فإن السنوات المقبلة ستشهد تصاعدا للرقم، وحتى تلك الجديدة التي تسحب سابقتها القديمة من السوق فإن (الثانية) قد تعود على يد شخص آخر، وفي المحصلة فإننا ندفع ثمنا من اقتصادنا باتجاه المزيد من الاستيراد.. وفي ظل سوق تأكل الكثير من الحصاد، حيث الورش تفسد أكثر مما تصلح في سياراتنا، ومع تراجع مؤشر الأمانة فإن البعض أرهقته هذه الورش فعمد إلى خيار مر آخر.. الوكالة.. وما أجمل عروضها وأذكاها.

أرقام تبدو أكثرها ضاغطة سلبا على المستقبل المفترض أنه أفضل، فالاحتمالات القائمة تضعنا في مواجهة البحث عن إجابات (غير مفترضة) وأكثر واقعية، لتعظيم الإمكانيات المحلية، وتقليل الفاقد الاقتصادي، وتوزيع أكثر عدالة للثروات، ومنح الفرص أمام أبناء المجتمع للمساهمة في البناء التنموي دون الاعتماد على إنتاجية مستوردة فيما تصاب العقول المحلية بالتكلس والتكاسل.

كلما زحفت الأرقام علينا بهذه القسوة، تنبع الأسئلة ساخنة:
أين موقعنا في زحام هذه الأرقام؟
ماذا أعددنا لها، وماذا خططنا للتقليل منها؟
والأهم: ماذا أعددنا كأفراد لنواجه العواصف من حولنا؟ بالعمل.. لا بالأمنيات

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات