البرادعي: جميعا مصريون، لسنا سلفيين ولا إخوانا ولا أقباطا ولا ليبراليين

09:58 صباحًا الجمعة 25 يناير 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

 

د. محمد البرادعي

بينما يستعد المصريون لتنظيم تظاهرات عبر أرجاء البلاد في 25 يناير الجاري لإحياء الذكرى السنوية الثانية للثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، تؤكد المعارضة وحركات ثورية التزامها بالسلمية وتحث جميع المشاركين على تجنب العنف.

السياسي الليبرالي والدبلوماسي السابق محمد البرادعي، أحد زعماء جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة، حث في بيان يوم الخميس على الالتزام بسلمية التظاهرات وضرورة الوحدة بين جميع المصريين.

وقال البرادعي “نعتزم النزول إلى الشوارع لنقول إننا جميعا مصريون، لسنا سلفيين ولا أعضاء في جماعة الأخوان المسلمين ولا أقباط ولا ليبراليين. وسنذهب لتأكيد ضرورة استعادة وحدتنا”.

واتخذت حركة شباب 6 ابريل الثورية، إحدى جماعات المعارضة الرئيسية التي ساهمت في الإطاحة بنظام مبارك، اتخذت موقفا متوافقا مع ما صرح به البرادعي، وشددت على أنها تعتزم تجنب العنف على الرغم من أن 25 يناير بالنسبة للحركة “موجة ثورية ثانية، وليس مجرد احتفال”.

وقال أحمد ماهر، منسق حركة 6 ابريل وأحد مؤسسيها، قال لـ((شينخوا))، “غدا سوف يكون يوما عظيما. سوف نحاول تجنب العنف والالتزام بالسلمية لأن العنف يخلف خسائر فادحة”.

وأضاف ماهر أنه في حالة وقوع أعمال عنف بين أية أطراف “فسوف نحاول بقدر استطاعتنا التدخل بشكل سلمي لوقف هذا العنف، وإن لم نستطع فسوف ننأى بأنفسنا عنه”، مشددا على أن المطالب الأساسية للحركة تتضمن إجراء تعديلات دستورية على المواد المثيرة للجدل، وإقالة الحكومة الحالية “غير المؤهلة”، ومطالبة الرئيس مرسي بتحقيق وعوده في الحملة الانتخابية.

وقال ماهر “: “أرى أن الوجود الأمني عشية الذكرى السنوية الثانية للثورة ليس كافيا. ولكن على أية حال، الأمر الأكثر أهمية هو تأمين المؤسسات الحيوية”.

 بيد أن بعض المحللين السياسيين ليسوا متفائلين إلى حد كبير إزاء التظاهرات المزمعة، مستندين إلى قيام بعض المتظاهرين يوم أمس الخميس بإضرام النيران في مبنى ملحق بالمجمع العلمي الواقع بوسط العاصمة المصرية القاهرة بعد مناوشات مع قوات الأمن، ما أدى إلى إصابة عدد من المتظاهرين وعناصر الأمن.

وفي هذا السياق، قال ثروت بدوي، أستاذ العلوم السياسية، لوكالة الأنباء ((شينخوا)) “إذا لجأت بعض القوى للعنف والتخريب أثناء تظاهرات 25 يناير، فأعتقد أن قوات الأمن سوف تتصدى لها، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، سوف يواجهها المؤيدون الإسلاميون للرئيس محمد مرسي بدون تنسيق بينهم”، محذرا من مزيد من الاضطرابات حال وقوع مواجهة.

وحذر بدوي من أن أية محاولة قد يقوم بها متظاهرون لاقتحام مؤسسات حكومية حساسة، مثل مقر الرئاسة في القاهرة، ربما تستفز الإسلاميين الذين تعهدوا بعدم المشاركة في التظاهرات، وتجعلهم يتدخلون للدفاع عن الرئيس مرسي ذي التوجه الإسلامي.

وأضاف بدوي قائلا “أظن أن الإسلاميين قادرون على استخدام القوة والسيطرة على العناصر التخريبية، ولكن الثمن سوف يكون غاليا، وسوف يدفعه الشعب المصري”.

وكانت المعارضة والقوى الثورية قد أوضحت أنها تعتزم اللجوء إلى السلمية وتجنب الاشتباكات والمواجهات.

وأوضح الجيش المصري أنه لن يشارك في تأمين تظاهرات 25 يناير، وأنه يعتزم تأمين المؤسسات الحيوية مثل قناة السويس وبعض الوزارات، مشيرا إلى أن تأمين التظاهرات مسئولية وزارة الداخلية، وفقا لتقارير إعلامية رسمية.

وبدا أحمد قنديل، الخبير السياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، بدا أكثر تفاؤلا بشأن سلمية تظاهرات 25 يناير، وحث المعارضة والقوى الإسلامية على ضرورة التعلم من أخطاء المواجهات الدامية التي وقعت بينها خارج قصر الرئاسة في ديسمبر 2012.

وقال قنديل لـ((شينخوا)) “لا أعتقد أنه سوف تكون هناك أعمال عنف أثناء التظاهرات، إذ لا تريد القوى الثورية أن تبدو فوضوية أمام عامة الشعب، كما أن الإسلاميين ليسوا راغبين في تكرار الخطأ الذي ارتكبوه خارج قصر الرئيس مرسي”.

ومن جانبه، أكد الرئيس مرسي في خطاب يوم الخميس على أن حكومته تعمل بجد لتحقيق أهداف الثورة بما فيها تحسين مستوى المعيشة وتحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين المرافق العامة وتعويض ضحايا الثورة، فيما يراه مراقبون محاولة لتهدئة المتظاهرين عشية ذكرى الثورة.

وقال مرسي “حققنا كثيرا من أهداف الثورة، ونعمل على تحقيق المزيد”، داعيا جميع المصريين إلى العمل من أجل تنمية البلاد.

وقال إسلاميون، وبخاصة جماعة الأخوان المسلمين المؤيد الرئيسي لمرسي، قالوا إنهم لا يعتزمون المشاركة في تظاهرات 25 يناير، وبدلا من هذا سوف يطلقون مبادرة بعنوان “معا نبني مصر”، كطريقة بناءة لإحياء ذكرى الثورة.

وصرح مصطفى الغنيمي، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الأخوان المسلمين، صرح لـ((شينخوا)) قائلا “سوف ننزل إلى الشوارع فقط لبناء البلد، وليس للتظاهر. لقد سئمنا من التظاهرات والعنف وتعطيل الإنتاج”. وأضاف الغنيمي أن حماية مقار جماعة الأخوان المسلمين مسئولية الشرطة، مستبعدا احتمال حدوث مواجهة بين أعضاء الجماعة والمتظاهرين.

اليوم  تتزايد مشاعر المصريين بالخوف والقلق إزاء احتمال وقوع مواجهات عنيفة، على الرغم أن إعلان المعارضة عن التزامها بالسلمية وقرار جماعة الأخوان المسلمين الخاص بعدم المشاركة في التظاهرات وفر لهم بعض الطمأنينة، ولكن الجماعة وحزبها وقادتها نادرًا ما وفوا بعهودهم أو التزموا بكلامهم.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات