حماس تبدأ عسكرة التعليم الثانوي بمشروع للفتوات!

09:53 مساءً الجمعة 25 يناير 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

 حبس الفتى محمد عبد ربه أنفاسه وهو يقفز وسط حلقة حديدية مشتعلة بالنيران ضمن عرض لتخرجه ضمن 10 آلاف من طلبة الثانوية من دورة تدريبية نظمتها الحكومة المقالة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.

وأدى محمد (16 عاما) عروضا شبه عسكرية بعد تدريبات تلقاها على مدار أسبوع في مخيمات أطلق عليها اسم (الفتوة)، نظمتها وزارة التربية والتعليم العالي بالتعاون مع وزارة الداخلية في حكومة حماس.

وشملت التدريبات 35 مركزا في جميع مدارس قطاع غزة كتتويج لفعاليات (عام التعليم) الذي خصصته حكومة حماس بداية العام 2012.

وأمسك الفتى محمد بمجسم خشبي لسلاح (كلاشينكوف) في جزء من العروض التي شملت القفز بحبل من علو عدة أمتار والنزال اليدوي ومحاكاة المواجهة في ساحة معركة.

وقال محمد الذي كان يرتدي بزته العسكرية وقميصا كتب في منتصفه (الفتوة) لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه منذ صغره “يحب ويهوى المقاومة الفلسطينية ويتمني اللحاق بها”.

ويضيف محمد الذي تخط اللحية الخفيفة وجهه، “أريد أن أكون جنديا مدافعا عن الأرض الفلسطينية”.

ويشير إلى أنه تدرب في المخيم على حمل السلاح الخفيف وتفكيكه وتركيبه وإطلاق النار، إضافة إلى أنه تلقى تدريبا جسمانيا وعقليا من خلال المحاضرات، وكذلك تم تدريبه على الإسعافات الأولية.

وشملت التدريبات الخاصة التي تلقاها الفتية خلال مشروع (الفتوة) المشي العسكري ومحاضرات أمنية لمكافحة التخابر لصالح إسرائيل.

وقال الطالب عزات (15 عاما)، إنه دخل المخيم “ليتدرب أخلاقيا وعسكريا وأمنيا على محاربة مفهوم العمالة لصالح العدو” ، مشيرا إلى أنه تلقى تدريبا ضمن “برنامج مقاومة العمالة للدفاع عن الأرض الفلسطينية”.

ويضيف عزات، أن انخراطه في المخيم “لم يكن إجباريا بل بمحض إرادته”.

ويشير وائل وهو أحد المدربين في دورة (الفتوة)، إلى أن المشروع هدف إلى تنمية قدرات الشباب داخل قطاع غزة المحافظ الذي يتعرض للحصار الإسرائيلي منذ سنوات.

ويضيف وائل لـ ((شينخوا))، أن المشروع يرمي بشكل أساسي إلى تنمية قدرات الشباب البدنية والعسكرية والتعامل مع المواقف الأمنية والعسكرية داخل قطاع غزة الذي “يتعرض بشكل يومي للعدوان الإسرائيلي وكذلك الملاحقات لإيقاع أكبر قدر من الشباب في مستنقع العمالة”.

وضم المشروع 10 آلاف طالب من كل فئات الشباب داخل المدارس الحكومية في المرحلة الثانوية من سن 15 سنة وحتى 18 عاما.

وبحسب القائمين على المخيم التدريبي، فإن انضمام الفتية إليه اختياريا، وامتد لمدة 6 ساعات كل نهار.

وسبق الدورة فعاليات شملت جميع مدارس قطاع غزة الحكومية منذ بداية العام الجاري، وتضمنت تدريب الطلاب في طابور الصباح عبر التمارين العسكرية والبدنية السريعة ومن ثم طوال أيام الأسبوع عبر الحصص الترفيهية الرياضية.

ويعتبر وائل أن مشروع الفتوة “مشروعا وطنيا بامتياز لتنمية قدرات الشباب بالأمور العسكرية والتدريبات البدنية لأننا في صراع مستمر مع الاحتلال ولذلك لابد من تدريب جيش قوي قادر على المواجهة من أجل طرد المحتل”.

بدوره، اعتبر وزير التربية والتعليم العالي في الحكومة المقالة أسامة المزيني، أن الهدف الرئيسي لبرنامج الفتوة هو “كنس الاحتلال الإسرائيلي عن أرض فلسطين”.

وقال المزيني خلال جولة تفقدية لعدد من مراكز تدريب برنامج الفتوة أخيرا، إنه “برنامج أصيل لنا الحق في ممارسته مع طلابنا كباقي دول العالم خاصة وأننا نعيش تحت وطأة الاحتلال”.

وأضاف المزيني، أن وزارته وضعت شروطا لمن يريد الالتحاق، أهمها حصول الطالب على موافقة خطية من ولي الأمر للالتحاق بالمخيم.

وعادة ما تقيم حركة حماس مخيمات صيفية خلال العطلة المدرسية كل عام تحاول من خلالها استقطاب الطلاب الفلسطينيين وتعتمد في إدارتها على عناصرها وقياداتها ورواد المساجد بهدف نشر الثقافة الإسلامية والترويح عن النفس، لكنها لأول مرة تقيم هذا العام معسكرات للتدريب شبه العسكري.

واعتبر رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية في كلمة له خلال حفل التخرج، أن مشروع الفتوة “سينتهي بالنصر والتحرير ولن يتوقف إلا بالصلاة بالمسجد الأقصى المبارك”.

ودعا هنية، إلى إنشاء “مدرسة فلسطين العسكرية” للطلاب يتبعها كلية عسكرية تضم التخصصات العسكرية المختلفة، معتبرا ذلك تتويجا لاختتام برنامج الفتوة الأول “لأننا على مشارف مرحلة التحرير”.

وطالب هنية بهذا الصدد الوزارة، بوضع ذلك في خطتها الإستراتيجية للعام القادم بحيث يتم استيعاب الطلبة بهذه المدرسة العام المقبل بدءا من المرحلة الإعدادية.

وقال هنية “هذا جيل مفصلي بمرحلة مفصلية ويحتاج لقيادة استثنائية وحكومة حاضنة للحفاظ على القيمة المعنوية والمادية لهذا الجيل في مرحلة التحرير والبناء ويمثل بناء جيل للتصدي للاحتلال الإسرائيلي”

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات