رفقا.. بطلبتكم

06:59 مساءً الإثنين 28 يناير 2013
محمد سيف الرحبي

محمد سيف الرحبي

كاتب وصحفي من سلطنة عُمان، يكتب القصة والرواية، له مقال يومي في جريدة الشبيبة العمانية بعنوان (تشاؤل*، مسئول شئون دول مجلس التعاون في (آسيا إن) العربية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

المتتبع لعناوين تغطيات امتحانات الدبلوم العام سيجدها باكية، كحال الطلبة الذين يخرجون من حفرة ليقعون في أخرى، امتحانات وصفوها بالتعجيزية، وحاولت وزارة التربية والتعليم كفكفة دموع الطلبة وقالت أنها ستراعي وستنظر حينما يتم التصحيح.. وتحتسب النتائج.

ما قالته الوزارة إما أن يكون اعترافا بأن الامتحانات صعبة (جدا) أو أنها فوجئت بمستوى الطلبة وكأنها لأول مرة تدرك ذلك..
أعجبني ما قاله أحد الطلبة أنه يتحدى المدرس أن يتمكن من حل الامتحان، والحصول على درجة النجاح فيه.

ربما تلك مقولة طالب لكن لها دلالاتها، ثقته في معلمه، ومدى قدرته في الإجابة على امتحان لم يتمكن الطالب من معرفة طلاسمه.
لنفترض أنه امتحان عادي جدا.. لكن مستويات الطلبة لا تسمح لها بالرقي لهذا المستوى، فهل المسؤول: الطالب الذي لم يعرف (خارطة الطريق) لإدراك الحل، أو المعلم الذي لم يوصّل المعلومة إلى طلابه أو أن عقول طلابنا ليست مهيأة (في الغالب) لمواد دسمة بالعلم والمعرفة فباتوا خارج حسابات النجاح ، وبالضرورة بعيدا عن إطار التطور العلمي والمعرفي الذي تسير عليه بقية شعوب الأرض؟!
خروج الطلبة باكين مختلف بالطبع عن خروج الطالبات باكيات، فلكل قدرته على ذرف الدموع والإحساس بالفشل والرغبة في النجاح.

لكن هل تمتلك وزارة التربية والتعليم منهجا يعيد الطلبة إلى الطريق القويم القادر وحده على جعل طلبتنا قادرين على مواجهة امتحانات صعبة كهذه، وهل استشير المعلمين، القريبين من الطلبة، في مستويات هذه الامتحانات، وهل هي في متناول الطالب متوسط المستوى، أم أنها سكين قادر على الفصل بسرعة بين من يمكنه الحصول على درجات تدخل الجامعات (والمنح الحكومية) وبين من يعجز عن نيل الخمسين في المئة نسبة النجاح اللازمة للبحث له عن كلية خاصة تستلزم الآلاف سنويا.

المعضلة الأخرى هي ماذا يتبقى من معنويات لدى الطلبة إذ يخرجون من امتحان لم يعرفوا من طلاسمه ما يعينهم على الدفع بمعنوياتهم نحو الأفضل والاستعداد للنفق التالي حيث يدركون أن الدرب فوق مستوى فهمهم وقدراتهم، فماذا تجدي مذاكرة الساعات الطوال إذا كانت الغالبية أمام ورقة الأسئلة سواء.
لا جدال على أن مستويات الطلبة التعليمية ليست على ما يرام، وأن المعاناة تتكبدها الوزارة في ظل تراجع أدوار أخرى مساندة.

إنما إغلاق الطرق أمام الطلبة ليست الحل لاجتياز أهم مرحلة، وبعدها تأتي المرحلة الجامعية التي تقرب الطالب من التخصص الذي يسعى إليه ويعمل من أجله، حيث لا حاجة ماسة لتلك الخلطة من المواد العلمية والأدبية والمهاراتية.
وعندما يكون الطلبة في مستوى الامتحانات، من خلال مشوار تعليمي صائب ومنهجي قولا وفعلا، يمكن القول أن العلة ليست في الأسئلة، بل في أبنائنا (نحن) .. أو طلبة الوزارة

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات