الصينيون يستقبلون عيد الربيع بالرسوم البهيجة

10:17 صباحًا الخميس 31 يناير 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

ولدت رسوم يانغليوتشينغ لعيد الربيع التي تطبع على الكليشيه الخشبي في بلدة يانغليوتشينغ بضاحية مدينة تيانجين، وهي أحد الأنواع النادرة من الرسوم الملونة المطبوعة على الكليشيه الخشبي المتميزة ذات النكهة الفنية الشعبية والمحلية القوية.

 بدأت هذه الرسوم في فترة تشونغتشين من عهد أسرة مينغ (1368-1644)، وانتشرت كثيرا في فترات يونغتشينغ وتشيان لونغ وبداية فترة قوانغ شيوي لعهد أسرة تشينغ (1644- 1911)، وهي من آلاف الأنواع.

في أوج ازدهارها كانت كل عائلة في البلدة وفي أكثر من 30 قرية تابعة للبلدة ترسمها، وكانت الدكاكين التي تبيعها متجاورة، وكان مشتروها كثيرين، ولهذا كانت البلدة موطن الرسم الحقيقي.

هناك علاقة وثيقة بين رسوم يانغليوتشينغ لعيد الربيع وتقاليد الاحتفال بعيد الربيع الصيني. يشتمل الاحتفال بعيد الربيع على الاحتفال بالحصاد الوافر والسعادة والفرح والأمل والأمنية. تتميز هذه الرسوم بالجمع بين الطباعة على الكليشيه الخشبي المائي والرسم اليدوي، مع الخفاظ عل مهارات الرسم الشعبية والتأثر بدور الرسم في عهد أسرة تشينغ.

 تتميزهذه الرسوم أيضا بالموضوعات الوافرة والخيوط المنتظمة والألوان الزاهية، بل تستخدم مسحوق الذهب في رسم رؤوس الشخصيات مما يكسبها بريقا زخرفيا ، فتراكمت لديها تجارب وافرة وقيمة لتطور الرسوم المطبوعة على الكليشيه الخشبي في الصين بعدها. موضوعاتها غنية وتشمل إله البوابة وصور الجميلات والطفل المبارك ورسوم البركة والسعادة وطيور وحيوانات البركة والزهور والطيور والجبال والأنهار وشخصيات المسرحيات والأساطير والحكايات.

 لكن البركة والسعادة هي الموضوع الرئيسي لها، مثل البركة وتحقيق الأمنية والاحتفال بعيد الربيع وتمنيات تحقيق الثراء والجاه والثروة وفيض المال في كل سنة والسلامة والاستقرار..تعكس أشكالها أجواء البهجة والسعادة وتمني الاستقرار والسلامة والثراء. مثل في رسم “فيض الثروة في سنوات متواصلة” يحمل طفل سعيد سمكة شبوط وزهرة لوتس، ونطق هذه الأشياء بالصينية رمز للحياة الغنية. وقد أصبح هذا الرسم من موضوعات رسوم عيد الربيع التقليدية وينتشر في كل أنحاء الصين.

 في تاريخ الرسوم المطبوعة على الكليشيه الخشبي الصينية، تسمى رسوم يانغليوتشينغ لعيد الربيع مع رسوم تاوهواوو لعيد الربيع بمدينة سوتشو في جنوب الصين بـ”زهور الخوخ في الجنوب وأشجار الصنوبر بالشمال”.

 تعبر رسوم يانغليوتشينغ لعيد الربيع عن المشاعر والتمنيات الجميلة لأبناء الشعب بأسلوب التعبير وتصوير الحقيقة وغيرهما من الأساليب المتنوعة، وتتميز بالعادات والتقاليد والحكايات التاريخية في مختلف المراحل التاريخية.

تهتم بموضوعات ذات علاقة وثيقة بحياة عامة الشعب وموضوعات الأحداث والأخبار، فهي ليست فقط ذات قيمة إمتاعية، بل تحتوي معلومات تاريخية لها قيمة بحثية. شكلت التقاليد الحميدة التي تجمع بين الواقعية والرومانسية المتمثلة في بعض أعمالها الممتازة التيار الفني الرئيسي لرسوم يانغليوتشينغ لعيد الربيع المستمر إلى اليوم.

كل عام يمنحه الصينيون اسمًا، ونحن في عام الأفعي, ويبدأ عيد الربيع المعروف أيضا باسم العام القمري الصيني الجديد, في10 فبراير ولكن الاحتفالات تبدأ في26 يناير ومن المتوقع ان يسافر أكثر من224 مليون راكب عن طريق القطارات خلال فترة العيد.حيث بعد هذا العيد أهم عطلة صينية يتم فيها إعادة شمل الأسرة, فيسافر معظم الصينيين إلي بلداتهم لقضاء بعض الوقت مع أسرهم بهذه المناسبة وهو أضخم عيد للصينيين في كل عام مثل عيد الميلاد بالنسبة إلي الغربيين. يرجع تاريخه إلي ما قبل أربعة آلاف سنة.

وتعرض في الاسواق الكثير من رسوم عيد الربيع التي تصور حياة الشعب ومشاهد فرحهم في العمل أو تظهر الازهار والنباتات والمناظر الطبيعية.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات