عزيزى البوب.. إحنا حنهرج بقى؟!

04:22 مساءً الخميس 31 يناير 2013
محمد فتحي

محمد فتحي

كاتب مصري، وأكاديمي وإعلامي، معد للبرامج التلفزيونية. وتنشر مقالاته في الصحف المصرية والعربية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

هذا هو البرادعى.. رئيس جمهورية الضمير.. نوستراداموس الثورة المصرية.. عراب التغيير فى مصر.. هذا هو البرادعى الذى جعل الناس تتفاعل مع دعوته للتغيير فنشطت حملاته لجمع مليون توقيع لصالحه فى عز جبروت مبارك الذى لم يكن يستسيغه أو يبلعه للدرجة التى جعلته مرتبكاً فى مؤتمر صحفى له فى إحدى الدول الأوروبية حين ذر اسمه.

هذا هو البرادعى الذى سبب أرقاً مزمناً للفريق شفيق حين صار رئيساً للوزراء فقال عنه إنه مصدر قلق، وهو البرادعى الواضح فى تغريداته وتصريحاته بما لا يحتمل اللبس واللف ولا الدوران، وهو البرادعى الذى قرر فجأة أن يصدم مريديه فيقرر عدم خوض سباق الرئاسة، ثم يغرد منفرداً على تويتر وفى الحياة السياسية المصرية كواحد من أهم أطراف المعادلة.

البرادعى يا سادة كوّن جبهة الإنقاذ ونزل فى عهد مرسى للتحرير ما لم ينزله فى عهد مبارك نفسه، وتعرض لتشويه غير طبيعى، ولا يطيقه بشر من تخوين واتهامات بالعمالة وبالبحث عن مصلحته، بل وللإساءة لأسرته المحترمة، والرجل ثابت، يؤسس حزب الدستور، ويصمد فى وجه انتقادات أعضائه واتهام الحزب بالتسبب فى موت أحد أعضائه، ثم ينتقى اللحظة التاريخية الفارقة ليشارك فى تأسيس جبهة الإنقاذ.

نحن أمام رجل مهم على أقل تقدير، عظيم لو لم تكن من كارهيه أو المصابين بهرش مناطق التأفف فى جسدك إذا سمعت اسمه، ثابت على موقفه، مواظب على تغريداته، مصمم على عدم حضور أى حوار مع مرسى إلا بشروط واضحة لم يتزحزح عنها.

هذا الرجل البوب كما يحب شباب الحزب أن يطلقوا عليه ويستحسن هو ذلك، قرر فجأة أن يكتب تغريدتين فى أقل من ساعة، وفى سابقة تاريخية لم تتكرر كثيراً، وكانت الأولى عن دعوته لحوار حقيقى وعاجل مع الرئيس مرسى والحزب الحاكم والتيار السلفى وجبهة الإنقاذ، ثم أضاف إليهم وزير الدفاع!!! ووزير الداخلية!!! حقناً للدماء أو لوقف العنف على حد تعبيره.

شىء عظيم وخطوة مهمة لكنها مربكة ومدهشة من رجل كان يرفض الحوار حتى يومين قبلها، صحيح أضاف هو وزير الدفاع للمشهد ووزير الداخلية (عشان البرستيج بس يمكن) لكنها تبقى خطوة مهمة ما دامت لنبذ العنف. هو تراجع حميد عن موقف طالما لامه عليه معارضوه لرفضه الحوار، ولغاية نبيلة هى رفض العنف ووقفه بعد أن صار يمثل خطراً كبيراً على مصر والمصريين، لن نسىء الظن بالرجل ونقول إن ذلك جاء بعد اتصالات من هنا أو هناك أو تلميحات، وربما رسائل أمريكية ترفض أسلوب المعارضة فى مصر، لكن من حقنا أن نشد فى شعرنا بعد أقل من ساعة حين يكتب البرادعى تغريدته الثانية الشارحة للأولى والتى يمكن اعتبارها عكسها تماماً، حيث عاد البوب إلى شروطه مؤكداً أن الجلوس لوقف العنف سيكون بنفس شروط جبهة الإنقاذ!!!

يا سلاااااام. هل يعنى هذا أن البرادعى قادر على وقف العنف لو استجيبت طلبات جبهة الإنقاذ؟؟!! أم يعنى ذلك أن مرسى (كرف) على البرادعى فجعله يتراجع عن قراره وحماسه، الذى يبدو أنه قوبل برفض من رفاقه، فى أقل من ساعة.

عزيزى البوب. الموضوع ليس لعبة ولا تهريجاً ولا فرصة لمزايدات سياسية أو استغلالاً لموقف كلنا نخسر فيه بنجاح كبير، الموضوع باختصار أن الأمور الآن أكبر منك ومن مرسى لأن العنف الدائر الآن ليس تحت سيطرتكم، ولن يتدخل الجيش، ولن تشيل الشرطة الليلة، فوحياة والدك يا أيها البوب الموضوع مش ناقص.

ساهم فى وقف العنف بدون شروط، ثم عد لنضالك ضد مرسى، وافعل ذلك من أجل إنقاذ حقيقى وليس من أجل جبهة إنقاذ، ولا تجعلنا نقُل إننا كفرنا بالجميع لأنك فى أول القائمة.. يا بوب.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات