تونس: إغتيال شكري بلعيد يفضح الصراع الخفي داخل حركة النهضة ويفجر التساؤلات

05:18 مساءً الخميس 7 فبراير 2013
خالد سليمان

خالد سليمان

كاتب وناقد، ،مراسل صحفي، (آجا)، تونس

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بعد حادث إغتيال شكري بلعيد الذي أثار ردود أفعال قوية في الداخل و الخارج .. ؛ ومنها رد الفعل الفرنسي الذي صرح به الرئيس فرانسوا هولاند الذي أدان الحادث بأقصي درجات الحسم ؛ كان لابد للحكومة التونسية أن تجد حلا و لو مؤقتا لتهدئة الشارع الغاضب و الذي كان مستعدا للمواجهة حتى آخر مدى و كانت كل الخيارات مطروحة بما في ذلك الثورة من جديد .. ظهر السيد حمادي الجبالي رئيس الحكومة ليعلن عن تشكيل حكومة تكنوقراط مصغرة تدير البلاد الفترة القادمة حتى إجراء الإنتخابات على أن لا يترشح أي من أعضائها في الإنتخابات المقبلة أو يكون له أي إنتماء حزبي بما في ذلك وزارات السيادة.

و قد جاء تصريح رئيس الحكومة مهدئا و مطمئنا بعض الشيئ حيث إنتظر المواطنون في تونس منذ فترة تعديلا وزاريا ” تحويرا” أو توسعة لتشكيل حكومة إئتلاف وطني تدير البلاد في الفترة المقبلة .. فإذا برئيس الوزراء ” الوزير الأول ” يعلن عن تشكيل حكومة مصغرة ليس لها إنتماء حزبي من الكفاءات الوطنية ؛ خاصة و أن من مأخذ المواطنين على الحكومة السابقة عددها الكبير الذي يقترب من ثمانين وزيرا بعضهم مستشارين بدرجة وزير .. ؛ و كان يمكن أن يكون إعلان رئيس الوزراء عن تلك الحكومة أحد الحلول الممكنة بعد ظهور أول حالة إغتيال سياسي في تونس منذ عقود .. و إنتظر الجميع أن يمر يوم غد الجمعة بسلام وهو اليوم المقرر لجنازة الفقيد شكري بلعيد الذي دعت فيه قوى المعارضة للإضراب العام .. ثم محاولة تجاوز المحنة إلى مرحلة الحل النهائي ممثلا في الإنتهاء من الدستور و الإستفتاء عليه و إجراء الإنتخابات البرلمانية و الرئاسية لتنعم البلاد بمرحلة إستقرار بهد إنهاك طويل …

إلا أن تونس بأكملها فوجئت بتصريحات عدد كبير من القيادات السياسية لحزب حركة النهضة و منهم ” الصحبي عتيق” رئيس كتلة النهضة في المجلس الوطني التأسيسي يرفضون فيها قرار رئيس الحكومة “حمادي الجبالي” والمنتمي أيضا هو و عدد كبير من وزرائه إلي حركة النهضة .. خاصة وزراء الوزارات السيادية ؛ و ذلك بعد إجتماع سياسي وصفته بعض المصادر بالعاصف إستمر حتى ساعات الصباح الأولى .. وهو ما يرجح أن ما يتردد عن وجود أجنحة متصارعة في حركة النهضة و إنقسامات أبرزها وجود كتلة متشددة بقيادة الشيخ / راشد الغنوشي و بعض الشباب ممن يطلق عليهم ” مجموعة الخارج ” .. و ما يطلق عليه “مجموعة الداخل” الذين عانوا الإعتقالات و السجون و التضييق في حقبة حكم “بن علي” و أبرزهم ” حمادي الجبالي ” رئيس الوزراء و “سمير ديلو ” وزير حقوق الإنسان و العدالة الإنتقالية ؛ و يتردد أيضا أن مجموعة الداخل بها ما يسمى “بكتلة الساحل” و هي المنطقة التي ينتمي إليها رئيس الوزراء ” الجبالي” و التي تلعب دورا أساسي في حكم تونس منذ الإستقلال فضلا عن ثقلها المعرفي ممثلا في عدد الفئة المتعلمة هناك و التي تعد من أعلى النسب في تونس.

وبعد صدور تلك التصريحات الرافضة لما ورد في خطاب رئيس الوزراء ليلة أمس عادت حالة الغضب و الإحتقان في الشارع التونسي إلى ما كانت عليه ؛ كما زادت الشكوك في رغبة النهضة في الإستحواذ على مقاليد الحكم و بالتالي ظهور مخاوف تجاه العملية الإنتخابية المقبلة في ظل سيطرة النهضة التي يقول خصومها بوضوح أنها تؤسس لديكتاتورية جديدة فى ظل مشروع إقليمي للإخوان المسلمين ضمن صفقة غامضة مع الإدارة الأمريكية بوساطة قطرية .. و هذا هو سر تعنت هذا التيار و إقصائه لكل معارضيه في دول ما يسمى بالربيع العربي.

الجبالي يعلن عن حكومة جديدة

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات