كان إغتيال المعارض التونسي البارز شكري بلعيد بالرصاص أمام منزله في حادثة هي الأولى من نوعها منذ الثورة التونسية التي اندلعت قبل عامين مؤشرا خطيرا لإحتمال فتح باب الإغتيالات السياسية في دول ما يطلق عليه الربيع العربي .

والمحامي المعارض التونسي شكري بلعيد (48 عاما) كان رئيسا لحركة الوطنيين الديمقراطية وقيادي بارز في الجبهة الشعبية التي تضم فصائل مهمة من اليسار والقوميين..وقد كان يوصف بأنه أشرس معارض للحكومة و في آخر ظهور تلفزيوني له حذر بلعيد مما اعتبره تحالفا بين حركة النهضة الحاكمة وشريكها في الإئتلاف الحاكم حزب المؤتمر و سلفيين بالقيام  بتشكيل رابطات حماية الثورة من أجل إستهداف الشخصيات المعارضة في البلاد وكان بلعيد أول من تم إستهدافه والتخلص منه .

ونظرا لأن بداية ثورات الربيع العربي كانت في تونس بداية من 14 يناير/ كانون الثاني 2011 ثم في مصر إعتبارا من 25 يناير/ كانون الثاني 2011 فإن ما يحدث في تونس يكاد يحدث بتفاصيله في مصر فقد إنتهت ثورات الربيع العربي مؤقتا إلى حكم الإخوان حيث بدأ إخوان تونس حركة النهضة ثم أقام الإخوان المسلمون في مصر نظاما سياسيا مشابها .

ونظرا لان التيارات الإسلامية في دول الربيع العربي قد قامت بسرقة الثورات من صناعها الحقيقيين واتضح أنها تؤسس لديكتاتورية جديدة في ظل مشروع إقليمي للإخوان المسلمين يقوم بتصفية الخصوم السياسيين المعارضين لكي يتمكن من سدة الحكم حيث تم في البداية ضرب و سحل و قتل المتظاهرين وإستخدام الغازات المسيلة للدموع ثم وصل إلى مرحلة الإغتيالات السياسية التي بدأت بإغتيال شكري بلعيد في تونس حيث تزامن ذلك مع ظهور فتوى في مصر من (مفتي تنظيم الجهاد) بإهدار دم المعارضين للنظام ولكن هذه الدعوة قوبلت بالإستهجان و الإدانة من جهات كثيرة و على رأسها الأزهر الشريف . ومثل هذه الفتاوى الطائشة لن يترتب عليها إلا المزيد من العنف والدماء و تشويه صورة الإسلام والمسلمين في العالم .

Tweet