وهل تحتاج المرأة المصرية لإثبات من الإدارة الأمريكية بأنها الأشجع؟

09:52 مساءً الجمعة 8 مارس 2013
فاطمة الزهراء حسن

فاطمة الزهراء حسن

مخرجة تليفزيونية، وكاتبة من مصر، مستشار شبكة أخبار المستقبل (آسيا إن)

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بعد أن استقلت الناشطة المصرية سميرة إبراهيم الطائرة متجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاستلام جائزة ( المرأة الشجاعة ) ـ ضمن عشرة نساء أخريات ـ شعرنا نحن كنساء مصريات بالفخر كونها فتاة مصرية استطاعت أن تكسر حاجز الخوف والقهر وتثبت للعالم أن المرأة المصرية هي من أقوى وأشجع النساء في العالم.

كان من المقرر أن يتم التكريم في احتفالية كبيرة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة يقوم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بتكريم هؤلاء النساء في حضور السيدة الأمريكية الأولى ميشال أوباما بصفتها ضيفة الشرف , ولكن سميرة فوجئت بسحب الجائزة منها أمس الخميس, أي قبيل تسليمها الجائزة بيوم واحد !!!

المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية/ فيكتوريا نولاند أعلنت في تصريحات لها خلال مؤتمر صحفي أن قرار الإستبعاد جاء بعد أن  اعتبرت الخارجية الأمريكية سميرة ابراهيم من أعداء السامية, وذلك بعد تأييدها الهجوم على حافلة تقل سائحين إسرائيليين في بلغاريا , وتؤيد كذلك الهجوم على القنصلية الأمريكية في بني غازي , بالإضافة إلى تأييدها للإحتجاجات ضد العنف التي شهدتها السفارات الأمريكية في دول عدة في 11 من سبتمبر / أيلول الماضي, وذلك عبر صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي تويتر.

اهتم فنانو الجرافيتي بتوثيق وجه سميرة إبراهيم في مواجهة قسوة ما فعله العسكر

وأضافت نولاند :” لقد علمت الوزارة مؤخرا بتعليقات سميرة إبراهيم المزعومة وبعد دراسة متأنية قررنا إرجاء تقديم هذه الجائزة لها لهذا العام حتى تتاح لنا الفرصة لمواصلة النظر بهذه التصريحات “.

وقد أعلنت الناشطة المصرية على حسابها على تويتر أنها تعرضت إلى ضغوط كبيرة من الحكومة الأمريكية للإعتذار عن تصريحات سابقة معادية للصهيونية لكنها رفضت فتم سحب الجائزة. لم تجد سميرة إبراهيم ملاذا إلا وزارة الخارجية المصرية وطالبت المسئولين فيها بالوقوف إلى جانبها لأن المسئولين الأمريكيين يضغطون عليها بشدة من أجل الإعتذار عن تصريحاتها ولأنها كثائرة تدرك تماما قيمة الحرية والكرامة …

سميرة إبراهيم، مشاركة في إحدى المظاهرات

 سميرة إبراهيم مناضلة ثورية وإحدى أكثر النساء تأثيرا في العالم 2012

الناشطة المصرية سميرة إبراهيم هي فتاة من صعيد مصر عمرها 27 عاما وقد أحدثت سميرة صدمة كبيرة في المجتمع المصري عقب تنحي الرئيس السابق حسني مبارك وتولي المجلس العسكري حكم البلاد فيما عرف إعلاميا (بقضية كشف العذرية ) , فلم تتخيل سميرة أن تتعرض لمثل هذه المهانة يوم 9 مارس / آذار 2011 إذ أعلنت انها ومجموعة من الفتيات تم احتجازهن في المتحف المصري من قبل ضباط بالجيش المصري وتم إجبارهن على إجراء فحوص للتأكد من عذريتهن مه توجيه تهديدات مباشرة لهن أنه في حال ثبوت عدم عذريتهن فسوف توجه لهن تهم بممارسة الدعارة وذلك في داخل السجن الحربي .

أحدثت هذه الواقعة شرخا كبيرا في مشاعر الشعب المصري نحو المجلس العسكري الحاكم للبلاد في المرحلة الإنتقالية واهتزت صورة الجيش في الشارع المصري وقد تحدثت سميرة عن تفاصيل هذه الواقعة باكية في مقطع فيديو انتشر بصورة كبيرة على مواقع التواصل الإجتماعي أوضحت فيه أنها تعرضت لكشف العذرية على يد رجل في زي عسكري في حضرة عدد من الجنود الذين وقفوا يشاهدونها مع أخريات تعرضن لنفس المصير وكيف أن الأمر استغرق وقتا طويلا مؤكدة أن المقصود من هذا الإجراء هو إذلالهن فقط لاغير .

بعد انتشار هذا الفيديو وبعدما أثاره من غضب الجماهير أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة البيان رقم 29 بتاريخ 28/3/2011 معلنا أنه قرر إتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقيق في حوادث كشف العذرية .

سميرة إبراهيم، إحدى سبع فتيات أجبرن على الخضوع لاختبار كشف العذرية، في سجن عسكري، لكنها الوحيدة التي جاهرت بما حدث، وقاضت المجلس العسكري.

لم تكن تلك هي الواقعة الأولى الشاهدة على نضال وشجاعة هذه الفتاة التي جاءت إلى ميدان التحرير لتشارك الثوار في تغيير النظام الفاسد بل تم اعتقالها أثناء دراستها الثانوية بعد أن كتبت بحثا انتقدت فيه الحكام العرب متهمة إياهم بعدم الإخلاص للقضية الفلسطينية , كما تم احتجازها 40 يوما بمبنى أمن الدولة في محافظة سوهاج بسبب توزيعها منشورات ضد مبارك وضد التوريث.

أما المرة الثالثة فقد قضت بسجن القناطر الخيرية أربعة أشهر بسبب تصويرها لإضرابات العمال في المحلة الكبرى بمحافظة الغربية بتهمة محاولة قلب نظام الحكم .

كما أسست الناشطة المصرية سميرة إبراهيم حركة ( إعرفي حقوقك ) التي تهدف إلى رفع الوعي السياسي والدعوة إلى حقوق المرأة في صعيد مصر .

هي الأشجع

وفي العام الماضي اختارتها مجلة تايم الأمريكية ضمن قائمتها لأكثر الشخصيات تأثيرا على مستوى العالم لعام 2012 وقد أوضحت المجلة أن حيثيات إختيار سميرة إبراهيم ليس فقط بسبب الظلم الذي تعرضت له ولكن لشجاعتها في مواجهته وإصرارها على قول الحقيقة ومواجهة كل الذين حاولوا إسكاتها , فهي تعتبر نموذجا لكيفية محاربة الخوف وقد كان تأثيرها أقوى من أن يظل في مصر فقط بل امتد للعالم كله .

هذا رأي الإعلام الأمريكي متمثلا في واحدة من أهم المجلاتوأكثرها تأثيرا  في الولايات المتحدة وقد يكون ردا صريحا ومباشرا على وزارة الخارجية الأمريكية التي لا ترى الأمور ولا تزن الأفعال إلا بعيون عبرية , فقط رضا دولة الإحتلال ولا شئ آخر … حسنا, فنحن نعلم تماما كما يعلم هؤلاء الذين تآمروا لحرمانها من هذه الجائزة أن من يختار النضال طريقا ليحصل على حريته ويسترد كرامته لا يتوقف عند صغائر الأمور , فلم تنزل سميرة إلى الميدان وتتحدى المجلس العسكري وتصر على الحصول على حقوقها في الكرامة والعدالة تماما كسائر أبناء الشعب المصري لم تقم بكل هذا من أجل أن تحصل على تلك الجائزة أو غيرها … وأنا كسيدة مصرية لاأرى أن سحب تلك الجائزة من المناضلة المصرية والناشطة الثورية سميرة إبراهيم يشكل أدنى فرق , فالقيم لا تتجزأ.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات