مبعوث الصين إلى العرب: دول الخليج أكثر حذرا إزاء أقوال واشنطن

07:23 صباحًا الخميس 11 أبريل 2013
شينخوا

شينخوا

وكالة أنباء، بكين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بكين : قال وو سي كه، مبعوث الصين الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط ، والذي عاد لتوه من جولة زار خلالها ثلاث دول بمنطقة الخليج العربي، قال إن جولته ساهمت في إزالة بعض سوء الفهم إزاء موقف الصين من شؤون شرق أوسطية وبخاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية، وإن الدول الخليجية “أصبحت أكثر حذرا إزاء أقوال الولايات المتحدة” فيما يتعلق بشئون المنطقة.

تواصل يساعد على إزالة سوء الفهم

ذكر وو سي كه في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) بعد عودته من الجولة التي زار خلالها كلا من السعودية والبحرين وقطر، حيث اجتمع مع الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، وملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني .كما اجتمع وو مع بعض العلماء في السعودية والقطرية.

وذكر وو أن هناك بالفعل سوء فهم عند البعض في دول الخليج إزاء موقف الصين من الأزمة السورية، وذلك بسبب ضعف التواصل بين الجانبين في هذا الصدد مؤكدا أن الصين لا تنحاز إلى أي طرف في الأزمة السورية.

ولفت وو إلى أنه خلال اجتماعه مع نحو عشرين عالما بمعهد الدراسات الدبلوماسية السعودي ومدير مركز الجزيرة للدراسات القطري صلاح الدين الزين وعدة الباحثين بالمركز، وجد أن بعضهم لا يتفهم موقف الصين من الأزمة السورية جيدا، حيث يعتقدون أن الصين تعمل على حماية الرئيس السوري بشار الأسد.

وأضاف وو أن سوء فهم موقف الصين ترك تأثيرا سلبيا على الجماهير، موضحا أن الصين منذ البداية تعارض حل الأزمة السورية عبر الطرق العسكرية وتعمل من منطلق مصلحة الشعب السوري واستقرار المنطقة وأمنها، وترى أن الشعب هو الذي يعاني بدرجة أكبر من النزاع المسلح. وانطلاقا من هذا الموقف، لا تحمي الصين النظام أو أية أطراف أخرى، بل تعارض بشدة جميع الأعمال العسكرية، على حد قول وو.

وأشار وو إلى أن هذه الجولة حققت إنجازات كبيرة في إزالة بعض سوء الفهم تجاه موقف الصين، معترفا بأنه لا يستطيع أن يقنع جميع العلماء بأن موقف الصين غير منحاز، وأن هذا أمر غير واقعي، ولكن مثل هذا التواصل وتبادل وجهات النظر يعززان التفاهم.

ولفت وو إلى أنه أوضح لعلماء الخليج أن الصين تدعو إلى الحوار الصريح وقد قامت باتصالات واسعة مع المعارضة السورية سواء بالداخل أو بالخارج، مؤكدا أن الهدف من هذه الاتصالات كان واحدا ويتمثل في وقف العنف في أسرع وقت ممكن ودفع الطرفين إلى التوصل إلى اتفاق، وأن الصين ستقبل خيار الشعب السوري وتدعمه أيا كان.

ويعتقد وو أن حكومات دول الخليج تعرف موقف الصين أكثر، مؤكدا أن الصين تحمل نية حسنة لشعوب المنطقة بصفتها صديقا قديما.

دول الخليج أكثر حذرا إزاء أقوال واشنطن

وقال وو إن “دول الخليج أصبحت أكثر حذرا إزاء أقوال الولايات المتحدة المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط . فقبل أقل من أربع سنوات عندما ألقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما كلمة إلى العالم الإسلامي في جامعة القاهرة بمصر، أعطى أملا كبيرا للشعوب العربية في دفع عملية السلام بالشرق الأوسط. ولكن بعد مرور أربع سنوات، ما يزال النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي في حالة جمود”.

ويرى وو أن ما تقوله الولايات المتحدة “مجرد كلام جميل، ولكن الواقع مختلف. ولهذا، يجب علينا أن نتابع النتائج. وبالنسبة للقضية الفلسطينية – الإسرائيلية، يظل موقف الصين واضحا وثابتا، وتعرف دول الخليج ذلك جيدا. وفي مختلف المراحل التاريخية، دعمت الصين إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، وخاصة في العام الماضي عندما دعمت بكين حصول فلسطين على وضع البلد المراقب غير العضو في الأمم المتحدة. وأشادت دول الخليج بهذا الموقف”.

وذكر وو أن “الولايات المتحدة تريد إعادة التوازن في منطقة شرق آسيا وتقليل مشاركتها في الشرق الأوسط، ومن جهة أخرى لا تريد أن تفقد سيطرتها على المنطقة، ما يجعلها واقعة في حيرة. ويتضح هذا من الزيارات المتكررة التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى في المنطقة، حتى أنه وصل إلى هناك ثلاث مرات خلال شهرين منذ توليه المنصب”.

وأوضح وو أنه إذا لم تغير الولايات المتحدة موقفها المنحاز إلى إسرائيل، وهذا ما تحدده سياسة واشنطن الأساسية، فمن الصعب أن تحقق انجازات كبيرة في هذه القضية.

وأشار المبعوث الصيني كذلك إلى أن “دول الخليج تتابع ما تفعله الولايات المتحدة وليس ما تقوله، وترحب بمشاركة الدول المختلفة في المنطقة، ولا تضع جميع البيضات في سلة واحدة، وتعتقد أن ذلك يصب في مصلحة أمنها”.

وجهات نظر مشتركة

على الرغم من أن هناك تباين الآراء حول كيفية حل الأزمة السورية، ثمة وجهات نظر مشتركة بين الصين ودول الخليج، على حد قول وو الذي أشار إلى أن من بين وجهات النظر هذه إنهاء معاناة الشعب السوري في أسرع وقت ممكن وحل الأزمة السورية سياسيا.

وقال وو إنه “بعد عامين من الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، ثمة حالة من القلق تنتاب دول الخليج التي تشعر بأن استقرار الأوضاع لم يعد سهلا ولا تريد أن تتعرض لأية هزة. لذلك تصبح الدول الخليجية أكثر يقظة في التعامل مع المشكلة”.

كما صرح وو بأنه بالنسبة إلى الأزمة السورية، “فما زالت هناك خلافات كبيرة بين مختلف الأطراف الدول العربية، إذ تعتقد الغالبية إنه لا يتعين حل الأزمة السورية من خلال أسلوب عسكري مثلما حدث في العراق وليبيا. بل وترى أنه لا بد من الحفاظ على الجيش والأجهزة الحكومية السورية، وتأمل في الانتقال السلمي. وذلك بسبب ما شهده العراق وليبيا من اضطرابات طويلة بعد التدخل العسكري الخارجي”.

وتابع وو قائلا “من جهة أخرى، تخشى دول الخليج أن يؤدي الحل العسكري للأزمة السورية إلى توفير تربة مناسبة لانتشار قوى دينية متطرفة، وهذا ما لا تريد أن تراه دول الخليج. ولذلك، أصبحت أكثر حذرا في اتخاذ أية إجراءات. وفي هذه المرحلة، من المهم تبادل وجهات النظر لتعزيز التفاهم بين الصين ودول الخليج”.

وفي السياق ذاته، أوضح وو أن الصين تعمل على دفع الانتقال السياسي وتدعم دور جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والمبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي..

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات