قصتان متوازيتان عن شخصيتين من العراق، يوسف ومها، أحدهما يعيش في الماضي والأخرى تهرب من الماضي. ترى طائفية العراق في فترة حرب الكويت وما تلاها من إحتلال أمريكي للعراق، وما صاحبها من ترهيب للمواطنين عامة، وللعراقيين خاصة.
تنتقل الرواية خلال فصولها الخمس بين روايتين، إحداهما يحكيها يوسف الرجل الكبير في السن، الذي ما يزال يرى الأمل في وسط ما يعيشونه. ومها الشابة التي سلبتها الطائفية كل ما هو جميل في حياتها فلم تعد ترى الأمل الذي يراه يوسف.
أن تعيش بالماضي:
يأخذنا يوسف المسيحي العراقي في جولة بماضيه وحاضره الحزين وحياته في وطن يعاني المصائب. سواء أكانت مصائب الحروب التي أصابت بلاده بأجمعها أو المصائب التي يعاني منها المسيحيون خاصة. الأسلوب رقيق وهادئ، واللهجة المحلية إن تعذر على فهم بعض كلمات الحوار إلا أنها لمسة جميلة وتضفي واقعية على الرواية.
صور:
ذكريات يوسف و حياته تمر أمام عينه من خلال حائط صور بمنزله العائلة الذي مازال يقطنه بعد أن خلا من أهله بأجمعهم سواه، يعود به إلى ذكريات الماضي وعائلته. ويتطرق هنا إلى إضطهاد أقلية أخرى بالعراق غير المسيحيين وهم اليهود. تمكن الراوي من إدخال العديد من التفاصيل السياسية والحياة العراقية دون مبالغة منه، وتعد تجربة مميزة لي لمعرفة المزيد عن هذا البلد. الرواية مفعمة بالتفاصيل التي تشجع على القراءة وإن كنت أرغب بمزيد من العمق لشخصية يوسف. أعجبتني قصة حبه بالمسلمة دلال، التي رغم تقليديتها إستمتعت بها.
أن تعيش في الماضي:
حياة يوسف في كبره نعرف عنها المزيد في هذا الجزء، صداقته مع سعدون التي دامت 30 سنة والإشارة البسيطة لإختلاف ديانتيهما، والتي تجعل يوسف عكس مها، متمسكاً بجمال الماضي، وكذلك بعض ذكرياته الدافئة مع أخته حنة المتوفية.
الأم الحزينة:
قصة مها، شخصية عراقية أخرى، وهي الأم الحزينة. في مواضع كثيرة كانت تذكرني بنفسي، شعورها بالغربة في وطنها ووسط من يفترض بهم أن يكونوا أهلها. قصة مها مختلفة تماماً عن قصة يوسف، يوسف يتحلي بالأمل والتفاؤل، ولكن مها المسيحية الشابة، التي فقدت ابنها وخالها وفرحتها وبيتها وأصيبت باكتئاب حاد بسبب الهجمات الطائفية على المسيحيين جعلاها لا تتحلى بنفس الصبر أو التفاهم. مقاطع فيروز وصوتها أشعر بمدى ملائمتهما لشخصيتها تماماً. وأعتقد أن هذه الرواية تعد نافذة جميلة للتعرف على المسيحية بشكل أفضل. قصتها كذلك مع زوجها لؤي، تقليدية ولكنها دافئة.
الذبيحة الإلهية:
نهاية حزينة تليق بالحزن والمأساة التي تمثلها الرواية، وتجعلني هذه الرواية أعيد التفكير في الظروف التي نمر بها ونعيشها، ليس بالضرورة في مصر فقط بل في العالم بأجمعه، وأفكر باسم أي دين يقتل هؤلاء أو هؤلاء؟ أستطيع تخيل هذه الرواية كفيلم سينمائي على أنغام أغاني فيروز، سيكون تحفة سينمائية تعبر عن مأساة طائفة بأكملها بنكهة جديدة ومختلفة.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.
maillot foot pas cher
27 مارس, 2014 at 10:44 ص
this is great blog, I will certainly be back.