سالومي .Salome منذ أن كتب أوسكار وايلد دراما (سالومي) كمسرحية باللغة الفرنسية عام 1891وهي تثير المشاعر المتناقضة وإن كانت قد قوبلت بالرفض والنفور من المجتمع البريطاني ودول أوروبا الكاثوليكية بصفة خاصة. فالقصة هي معالجة درامية لقصة توراتية وردت في العهد الجديد في إنجيل مرقس وإنجيل متى، ولكن مع كثير من الدراما والمبالغات التي لم ترد فيهما مطلقا.
يمكننا أن نصنف الموسيقار الألماني الكبير ريتشارد شتراوسRichard Strauss كمؤسس للمدرسة الحديثة في الموسيقى الأوبرالية … فحينما عُين لأوركستر أوبرا ميونخ كان لديه متسعا من الوقت للتامل ووضع موسيقى تحمل روحا جديدة وفلسفة مغايرة قائمة على التجديد واستخدام المؤثرات الصوتية بقوة ومهارة ..
عام 1904 حينما سافر إلى نيويورك قدم هناك سيمفونية (جبال الألب) التي استعمل فيها مع الأوركسترا أجهزة وماكينات لإحداث مؤثرات صوتية لهزيم الرعد وصرير الرياح لتصوير العاصفة ..
في 1907 كتب أوبرا سالومي التي أثارت سخط الجماهير وغضبها لما تحتويه من جرأة غير مألوفة وعنف وجرأة فمُنع عرضها .. وأتبعها بعد ذلك بأوبرا (إلكترا) بأسلوب أقل عنفا وجرأة كما لوكان استجاب لرغبة الجماهير .
أوبرا (نزوة) كانت آخر أوبراته التي كتبها عام 1942,وقد كانت حياته مليئة بالسفر والترحال وقدم خلالها خمسة عشر أوبرا،عرضي باليه, ثلاثة سيمفونيات, كونشرتو للكورنو، كونشرتو للفيولينة، والعديد من الأغاني والمؤلفات الصغيرة للبيانو.
أوبرا سالومي بين القصة التوراتية والدراما المسرحية
تدور أحداث أوبرا سالومي المأخوذة عن مسرحية أوسكار وايلد،Oscar Wilde التي تحمل نفس الاسم في مدينة الجليل على أرض فلسطين في العام 30 بعد الميلاد، فترة الحكم الروماني .. وقد نجد شيئا من الهيبة والتجاوز عندما نجد أن بطل الدراما هو (يوحنا المعمدان) النبي الذي ورد ذكره في التوراة والإنجيل، فلم يرد اسم سالومي بل ذُكر فقط أنها ابنة (هيروديا)، كما لم يرد في أيا من الإنجيلين (مرقس و متى) أي أمر بخصوص هذا الهوس الجنسي الذي أصاب ابنة (هيروديا) تجاه (يوحنا المعمدان) كما لم يأمر (هيرودوس) بقتل ابنة زوجته،ولكن الدراما في المقام الأول تختلف بصورة كبيرة مع الوقائع المذكورة في العهدين القديم والجديد.
صاغ أوبرا سالومي شعرا (ماكس رينهارت) Max Reihardt .
أوبرا سالومي ذات الفصل الواحد
يُعجب الحاكم الروماني (هيرودوس) بزوجة أخيه (هيروديا) التي هي بدورها تصبو إلى السلطان والجاه وترى الشهوة في عينيه فتبادله الحب وتجد فيه فرصة ذهبية لترتدي تاج المُلك وتهرب لتعيش معه ومعهما ابنة زوجها السابق سالومي لكن (يوحنا المعمدان)النبي الصالح يرفض هذا الزواج ويعتبره مُحرم وغير شرعي لأن (هيروديا) زوجة أخو الحاكم ولاتجوز له شرعا، فما كان من (هيرودوس) إلا أن أمر بسجن يوحنا المعمدان لخوفه على حكمه أن يتقوض بعد فتوى المعمدان ويرفض تماما أن يستجيب لرغبة (هيروديا) بقتل النبي ..
لما يمر الزمان وتكبر سالومي وتصير فتاة رائعة الجمال, كما تشتهر كراقصة بارعة تسحر الرجال برقصها وهي شبه عارية, يهيم بها (هيرودوس)حبا وعشقا وتلاحظ ذلك زوجته (هيروديا) فتقوم بتشجيعه إرضاء لرغباته وشهواته..
كانت سالومي قد تمكنت بأسلوبها الأنثوي من إقناع المسئول عن سجن يوحنا أن يسمح لها أن تراه بعد أن منع (هيرودوس) الناس جميعا من رؤيته …ولكنها بعد حديث قصير معه تُفاجأ عند سماعه يلعن كل من في القصر ويحاول هدايتها إلى دين مختلف وإلى طريق مستقيم لكنها تصر على إشباع رغبتها الحسية معه وتحاول تقبيله فينهرها ويلعنها ويطالب بعودته إلى السجن مجددا..
وفي يوم الاحتفال الكبير الذي يقيمه الحاكم الروماني ويدعو إليه رجال الحاشية والبلاط الملكي ورجال الدين وصفوة المجتمع حيث الخمر والمجون بلا حدود، يطلب هيرودوس من سالومي أن ترقص لكنها ترفض في دلال، فيخبرها أنها إذا رقصت فسيحقق لها كل ما تريد أيا كان طلبها ومهما كلفه من عناء ..
ترقص (سالومي) رقصة الأحجبة السبعة التي تقوم فيها بنزع ملابسها كاملة الواحدة تلو الأخرى ..إلى أن تظل عارية تماما أمام الملك المثار العاشق، وعندما تنهي رقصتها تطلب منه رأس (يوحنا المعمدان)… ويضطر للقبول بعد أن حاول أن يٌثنيها عن طلبها دون جدوى ..
ينزل أحد الحراس إلى السجن ويأتي برأس (يوحنا المعمدان)على صينية من فضة وهنا تنتاب (سالومي) حالة من الجنون وتقبل رأس (يوحنا)الغارقة في دمائه الذكية بشهوانية ووحشية، لا يستطيع (هيرودوس)احتمال هذا الموقف البغيض فيأمر العساكر بقتل الفتاة التي أحبها وضحى من أجلها بحياة النبي (يوحنا المعمدان).
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.