حمامات الدم تغرق مدن العراق

بغداد : لقي 38 عراقيا مصرعهم واصيب 133 آخرون بجروح في موجة عنف جديدة اجتاحت العراق نفذت اغلبها في المحافظات ذات الغالبية الشيعية جنوبي البلاد اليوم (الاحد) ، فيما قتلت قوات الامن اثنين من المسلحين.

وقال مصدر في الشرطة العراقية لوكالة انباء (شينخوا) إن سيارة مفخخة مركونة قرب السوق الشعبي وسط مدينة الكوت مركز محافظة واسط (180 كم) جنوب بغداد، انفجرت ما أدى إلى مقتل اربعة اشخاص واصابة 30 آخرين بجروح، فضلا عن تدمير عدد من السيارات والحاق اضرار مادية بعدد من المحال والمباني القريبة.

واضاف ان ثلاثة اشخاص قتلوا واصيب 35 آخرون بجروح في انفجار سيارتين مفخختين بالتعاقب قرب سوق شعبي في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار (350 كم) جنوب بغداد، مبينا أن اضرارا مادية لحقت بعدد من السيارات والمباني.

وأضاف المصدر ان سبعة اشخاص قتلوا واصيب 10 آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة قرب سوق شعبي في محافظة البصرة اقصى جنوبي العراق اعقبها انفجار دراجة بخارية.

ولفت المصدر إلى أن خمسة اشخاص قتلوا واصيب 10 آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة قرب سوق شعبي غربي مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة الواقعة على بغداد (110 كم) جنوب بغداد.

واشار المصدر إلى أن اربعة اشخاص قتلوا واصيب 16 آخرون بجروح عندما فجر انتحاري نفسه عند مدخل الجامع الكبير في بلدة المسيب (50 كم) شمال محافظة بابل (100 كم) جنوب بغداد ، مبينا ان اربعة اشخاص قتلوا واصيب 12 آخرون في انفجار سيارة مفخخة وعبوة ناسقة بالتعاقب قرب سوق شعبي في بابل ايضا .

وافاد المصدر أن شخصين قتلا واصيب 10 آخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة قرب مسجد سني في حي المهدية بمنطقة الدورة جنوبي العاصمة بغداد بعد انتهاء صلاة التراويح.

من جهة ثانية ، قال مصدر في شرطة محافظة نينوى شمالي العراق ان ثلاثة من افراد حماية الرائد فلاح احمد، مدير شرطة مركز الصمود في بلدة حمام العليل (25 كم) جنوب الموصل مركز محافظة نينوى ، الواقعة على بعد (400 كم) شمال بغداد ، قتلوا في انفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه ، مؤكدا ان الرائد نجا ولم يصب باذى، مبينا ان الضابط ، شقيق القاضي محمد احمد قاضي محكمة الارهاب في الموصل.

واضاف المصدر أن محمد عبيد سلطان عضو مجلس البلدي في حمام العليل ونجله قتلا في انفجار عبوات ناسفة في مضخة الري بمزرعته صباح اليوم ، لافتا إلى أن الانفجار اسفر ايضا عن اصابة اثنين من اقارب المسؤول المحلي.

واشار المصدر إلى أن العميد الركن خالد الحمداني مدير شرطة محافظة نينوى نجا من محاولة اغتيال في انفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه في بلدة الحضرة (80 كم) جنوب غرب الموصل، اثناء قيامه بجولة تفتيشية على قوات الشرطة في المحافظة اسفرت عن اصابة ثلاثة من مرافقيه بجروح واعطاب احدى عجلات الموكب.

وذكر المصدر ان اثنين من المسلحين هاجموا نقطة تفتيش تابعة للشرطة في مفرق الجرن (10كم) جنوب الموصل فردت عليهم قوات الشرطة وتمكنت من قتلهما واحراق السيارة التي كانا يستقلانها، مبينا ان جثتي المسلحين تم نقلهما الى الطب العدلي لمعرفة هويتهما.

إلى ذلك افاد مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين شمال بغداد ان مسلحين يستقلون سيارة مدنية اطلقوا النار ظهر اليوم على سيارة مدنية تقل مجموعة من الجنود متوجهة الى الموصل، غربي تكريت ، (170 كم) شمال بغداد، ونتج عن الهجوم مقتل اثنين منهم وجرح ثلاثة اخرين نقلوا الى مستشفى المدينة للعلاج.

اما محافظة ديالى شرقي العراق فقد شهدت مقتل عنصر في قوات الصحوة، واصابة زوجته بجروح بنيران مجهولين قرب منزلهما في اطراف قرية سنسل (45 كم) شمال شرق بعقوبة، مركز المحافظة، حسب مصدر في شرطتها.

وبين المصدر أن شرطيا قتل واصيب اخر بجروح بليغة في انفجار عبوة ناسفة على دورية تابعة للشرطة قرب منطقة زاغنية (15 كم) شمال شرق بعقوبة، لافتا إلى أن احدى عجلات الدورية دمرت جراء الانفجار.

واكد المصدر أن الاجهزة الامنية اعتقلت قياديا في تنظيم القاعدة يعمل مساعدا لامير تنظيم القاعدة لمنطقة غرب بعقوبة، المدعو ابو براء وبحوزته اسلحة ومتفجرات داخل منزل سكني في منطقة المفرق غرب بعقوبة، مبينا ان المعتقل يعد من القيادات الخطرة في تنظيم القاعدة وهو من المتورطين بالعديد من اعمال العنف.

من جانبه ، ادان رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي هذه التفجيرات متهما من اسماهم بالمجرمين باستهداف العراقيين وتمزيق وحدتهم واثارت النعرات الطائفية .

وقال النجيفي – في بيان صدر عن مكتبه – “ندين وباشد عبارات الشجب والاستنكار التفجيرات الاجرامية الآثمة التي نفذتها ايادي المجرمين ، واستهدفت اهلنا واحبائنا في عدة مدن عراقية في محاولة جديدة لتمزيق وحدة النسيج الاجتماعي واثارة النعرات الطائفية”.

وطالب النجيفي ، الاجهزة الامنية التي كان من المفترض ان تكون استعداداتها مضاعفة خلال شهر رمضان المبارك، ببذل جهود اكبر واتخاذ اجراءات اكثر فاعلية للحد من تكرار هذه الهجمات التي طالما ادت نتائجها إلى اراقة دماء الابرياء.

يشار إلى أن موجة العنف في العراق ارتفعت وتيرتها بشكل واضح منذ اليوم الثاني من شهر رمضان المبارك، حيث سقط المئات من الابرياء بين قتيل وجريح، ويلاحظ ان الهجمات في اليوم الثاني من رمضان التي راح ضحيتها نحو 90 قتيلا واكثر من 200 جريح، نفذت اغلبها في محافظات ذات غالبية سنية، فيما اتسمت هجمات اليوم الثالث والرابع من رمضان على مناطق تضم خليطا من القوميات العراقية، والتي راح ضحيتها اكثر من 80 قتيلا و140 جريحا، فيما نفذت هجمات هذا اليوم في محافظات ذات غالبية شيعية. ويرى المراقبون ان الهدف من شن هذه الهجمات هو اثارت الفتنة الطائفية وتعميق الهوة بين ابناء الشعب العراقي والحكومة، من خلال اظهارها بانها عاجزة عن توفير الامن والامان لانباء شعبها.