ذكرى العاشر من رمضان

01:32 صباحًا الجمعة 19 يوليو 2013
أحمد محمد حسن

أحمد محمد حسن

كاتب ومخرج بالتليفزيون المصري، القاهرة

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

يوافق اليوم الجمعة ذكرى معركة العاشر من رمضان التي وافقت في عام 1973 السادس من أكتوبر/ تشرين الأول وهي ذكرى تحرير أرضنا الطيبة وانتصار جيشنا العظيم على العدو الصهيوني الغاشم في معركة تاريخية حطمت أسطورة كيان الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر وقد أراد الله عز وجل أن يكون هذا النصر المبين في شهر الرحمة والغفران والعبادة والصيام ، شهر رمضان الكريم الذي أنزل فيه القرآن وفي هذا الشهر حقق المسلمون والعرب انتصارات كثيرة منها غزوة بدر عام 2 هجرية وكذلك فتح مكة عام 8 هجرية وفتح الأندلس عام 92 هجرية ، وفي عام 1393 هجرية كانت حرب أكتوبر/ تشرين الأول أو العاشر من رمضان التي انتصر فيها المصريون والسوريون على الإسرائيليين في كل من جبهتي سيناء والجولان .

وكانت حرب أكتوبر/ تشرين الأول جزءا من الصراع العربي الإسرائيلي ، هذا الصراع الذي تضمن العديد من الحروب منذ عام 1948 وفي حرب عام 1967 احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان في سوريا في الشمال والضفة الغربية لنهر الأردن ومدينة القدس وشبه جزيرة سيناء في الجنوب ووصلت إلى الضفة الشرقية لقناة السويس وأمضت إسرائيل السنوات الست التي تلت حرب يونيو/ حزيران في تحصين مراكزها في الجولان وسيناء وانفقت مبالغ ضخمة لدعم سلسلة من التحصينات على مواقعها في قناة السويس فيما عرف بخط بارليف .

ولم يكن هناك بد من ضرورة التخطيط إلى حرب لاسترداد الأرض التي خسرها العرب في حرب عام 1967 تعتمد على خداع أجهزة الأمن والإستخبارات الإسرائيلية والأمريكية ومفاجأة إسرائيل بهجوم من كلا الجبهتين المصرية والسورية .

وكان العدو الإسرائيلي منذ احتلال سيناء الحبيبة عام 1967 يقف على الضفة الشرقية لقناة السويس مختالا بقوته وكان الجنود المصريون على الضفة الأخرى من القناة قد أوهموا العدو أنهم قد يئسوا من الحرب وارتضوا بالذل والهوان حيث كانت توجد مجموعات من الجنود المصريين تسبح في مياه قناة السويس ومجموعة أخرى تلعب الكرة على الشاطئ حيث لا يتدرب الجنود على القتال بل يلعبون ويمرحون وأرسلت وحدات المراقبة اليهودية هذه الرسالة إلى قيادتهم العامة فخفف من استعدادهم للحرب بعد أن أحست أن مصر لا تفكر في الحرب .

وكانت المفاجأة ذلك اليوم ، يوم العاشر من رمضان السادس من أكتوبر في تمام الساعة الثانية ظهرا فانطلقت الطائرات المصرية تقصف مواقع العدو في سيناء وتدفقت القوارب المطاطية حاملة فوقها أرواحا وهبت نفسها للشهادة في سبيل الله ودوت صيحات التكبير تزلزل خط بارليف قبل أن تزلزلة المدفعية المصرية ، إنها الخدعة فالحرب خدعة كما علمنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم..والمسلم كيس فطن .

ومع العبور الجديد للشعب المصري في 25 يناير/ كانون الثاني و30 يونيو/ حزيران ومع الحرية والعدالة الإجتماعية دعت حركة “تمرد” المصريين للنزول يوم العاشر من رمضان في ذكرى أكتوبر العظيم لاستكمال مطالب الثورة وكتبت الحركة على صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) : “احنا نازلين 10 رمضان في ذكرى نصر أكتوبر العظيم متوحدين نحمي ثورتنا من الإرهابيين”.

ودعت جبهة 30 يونيو المصريين إلى الإحتشاد السلمي لأداء صلاة الجمعة والإفطار الجماعي في كافة ميادين وشوارع مصر ومحافظاتها تأكيدا على التمسك بمكتسبات موجة 30 يونيو بميدان التحرير وأمام قصر الإتحادية وتأدية صلاة التراويح وذلك تحت شعار “جمعة النصر” أو “العبور” التي تصادف ذكرى انتصار العاشر من رمضان .

وفي مصر كلها ومع تلاحم الشعب والجيش تعم الفرحة والإحتفال بذكرى النصر الكبير فهناك إفطار جماعي للقوى الثورية بالغربية بساحة الشهداء أمام ديوان عام المحافظة تأكيدا على وحدة الشعب والجيش حفاظا على مكتسبات الثورة ورفضا للمعونة الأمريكية ، وهناك إحتفالية ثقافية بأسيوط وأخرى بالشرقية بمناسبة مرور 41 عاما بالتقويم الهجري على حرب العاشر من رمضان المجيدة .

تحية إجلال وتقدير للأيادي والسواعد الطاهرة التي شاركت في المعركة المجيدة..تحية إجلال إلى كل شهيد روى بدمائه الذكية الأرض العربية..تحية إجلال إلى كل أم دفعت ابنها إلى الجهاد وآزرته ووقفت خلفه تدفعه للقتال بشجاعة منقطعة النظير ..تحية تقدير إلى كل قدم عبرت القناة فوق جثث بني صهيون..تحية إجلال وتقدير لكل الشعب العربي من مشرقه إلى مغربه .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات