جماعة رابعة يفشلون في توسعة رقعة الاعتصام

02:30 مساءً الأحد 4 أغسطس 2013
شينخوا

شينخوا

وكالة أنباء، بكين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

القاهرة : رأى محللون مصريون ان جماعة (الاخوان المسلمين) التى ينتمى اليها الرئيس المعزول محمد مرسي فشلت فى تكتيك”توسيع رقعة اعتصام” مؤيديها الذين يطالبون بعودة الاخيرة الى السلطة، والذى لجأت اليه فى اطار التصعيد والرغبة فى ارباك المشهد الداخلي، رغم تردد وزارة الداخلية فى التدخل لفض الاعتصام.

واعتصم مؤيدو مرسي أمس فى ثلاث مناطق جديدة هى ميدان “الالف مسكن” بالقاهرة، وميدان “مصطفى محمود” وأمام مدينة الانتاج الاعلامي بالجيزة، غير انهم اضطروا الى فض هذه الاعتصامات بعد اشتباكات مع الاهالي و الشرطة، اسفرت عن اصابة 26 شخصا، ليتبقى فقط اعتصامان فى ميداني”رابعة العدوية” و”نهضة مصر”.وحذرت وزارة الداخلية، فى بيان بثه التليفزيون الرسمي اليوم من أن استمرار اعتصام مؤيدي مرسي فى ميداني رابعة ونهضة مصر “يعرضهم للمساءلة القانونية”، وطالبتهم بفض الاعتصام، مشيرة إلى أن ذلك يسمح لجماعة الاخوان المسلمين بالعودة إلى دورها ضمن عملية سياسية ديمقراطية. ويعد هذا ثاني تحذير توجهه وزارة الداخلية للمعتصمين منذ ان كلفها مجلس الوزراء قبل عدة ايام باتخاذ كل ما يلزم لفض الاعتصام بميداني رابعة العدوية ونهضة مصر.

وقال الدكتور سمير غطاس مدير مركز مقدس للدراسات السياسية انه” ليس بمقدور الاخوان توسيع رقعة الاعتصامات فى القاهرة..والجماعة فشلت فى تحريك الشارع” ضد السلطة الحاكمة لارباك الوضع الداخلي.واضاف، لوكالة انباء (شينخوا)، ان الاخوان حاولوا توسيع رقعة الاعتصامات بهدف بعث رسالة رمزية للخارج بان انصارهم يمثلون الاغلبية فى مصر، لكن هذا لم يعد ينطلى على دول العالم.

وتابع ان اقصى قدرة لدى الاخوان المسلمين ان يستمروا فى الاعتصام بميداني”رابعة العدوية” و”نهضة مصر” فقط، وذلك ليس بفعل جمهورها فى القاهرة فهو ليس بكبير، وانما بفعل جمهورها من المحافظات و” هم فقراء مصر فى الريف” الذين يتوافدون على الميدانين للاعتصام .

واعتبر غطاس ان الجماعة فشلت فى الشارع الذى سعت لتحريكه لارباك الوضع الداخلي، ولا تستطيع تنظيم اعتصامات فى المحافظات او امام مدينة الانتاج الاعلامي، مشيرا الى ان السبب الاساسي لاستمرار المعتصمين فى ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر هو تردد وزارة الداخلية فى التدخل وفقا للقانون.وعزا التردد فى فض الاعتصام الى ضغوط خارجية، وعدم وجود معالجة شاملة سياسية واعلامية وامنية للتعامل مع الاعتصامات التى تتسبب فى تعطيل العمل، فضلا عن وجود عناصر مثل الدكتور محمد البرادعي نائب الرئيس المؤقت والدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء تفضل التأنى فى التعامل مع الاعتصامات.

وتساءل : هل التظاهر والاعتصام امام مدينة الانتاج الاعلامي ومحاولة تعطيل العمل بالمدينة عمل سلمي؟ ولماذا لم يتم منع الاعتصام قبل ان يبدأ؟. ورد على سؤال حول ما اذا كانت جماعة الاخوان المسلمين تسعى من خلال محاولات توسيع رقعة الاعتصامات الى الضغط لاعادة مرسي لمنصبه ام الخروج الآمن لقياداتها بقوله ان الهدف المعلن هو اعادة مرسي الى السلطة، والعمل بالدستور الذى تم تعطيله بعد عزله.واضاف ان “عودة مرسي معناها اعدام كل قادة الجيش والشرطة فى ميادين عامة..لأن عودته تعنى اعتراف بـ (حدوث) انقلاب ومن ثم اتهام منفذوه بالخيانة العظمى”.

واستطرد ” لا اعتقد ان مرسي سيعود، والملايين التى خرجت فى 30 يونيو لن تقبل بعودته”.وختم” لا مكان للجماعة (الاخوان المسلمين)، فسلوكها انتحارى، ورفع سقف مطالبها يدخل فى اطار مباراة صفرية” بمعنى ان وجود طرف (من طرفي الازمة) مبنى على الطرف الاخر.من جهته، قال المحلل السياسي زهدي الشامي ان محاولات الاخوان المسلمين توسيع رقعة الاعتصام” تكتيك تنفذه الجماعة فى اطار التصعيد واثارة الشغب” فى الشارع.

واوضح، لـ”شينخوا”، ان هناك اصرارا من قبل جماعة الاخوان على التصعيد وتعطيل العمل بمؤسسات الدولة من خلال الخروج بالاعتصام عن طابعه السلمي وتوسيع رقعته، مشيرا الى ان ذلك بدا جليا خلال اعتصام امس امام مدينة الانتاج الاعلامي الذى شهد اشتباكات ونوايا لاقتحام المدينة.

وأضاف ان لجوء الاخوان إلي اعتصامات صغيرة فى اماكن متفرقة بالقاهرة والمحافظات ” يواجه مشاكل عملية كثيرة ” لاسيما “فى ظل هذا الجو غير الودى سياسيا بين الاخوان والمواطنين”.

وتابع ان هذه الاعتصامات لن تنجح فى الاستمرار، وستواجه ردود فعل تتمثل فى اشتباك الاهالي مع منفذيها وبالتالي فانه ” لا افق لهذه النوعية من الاعتصامات ومشكوك فى نجاحها”.

وحول عدم لجوء وزارة الداخلية الى فض الاعتصامات، قال الشامي ان الشرطة تتأنى بسبب الاثار التى قد تترتب على عملية فضها لاسيما ان المشهد فى مصر به قدر من الارتباك الحكومي الناجم عن الارتباك السياسي. واستطرد ان هناك دعوات متفاوتة للتعامل مع العنف الاخواني، فبعض القوى السياسية يطالب بالتأنى فى فض الاعتصام بينما هناك تململ فى قطاعات واسعة من المجتمع لان الدولة ممثلة فى الحكومة ووزير الدفاع عبدالفتاح السيسي طلبت تفويضا للتعامل مع العنف وبالفعل اخذت التفويض عبر خروج الملايين فى الشوارع لكن لم يتم تنفيذه.

وعن اهداف الاخوان من الاعتصام، قال ان الجماعة لا تعترف بأن ما حدث فى 30 يونيو الماضى ثورة شعبية خرج فيها ملايين المواطنين للمطالبة باسقاط مرسي، وتحاول تصوير الامر على انه انقلاب عسكري وتصدره للخارج.

واضاف ان الاخوان مازالوا “فى حالة صدمة..ورد فعلهم عصبي.. ويتخيلون ان بامكانهم اعادة مرسي” الى الحكم، لذلك لم يظهروا اى استجابة حتى للوسطاء الاوروبيين للوصول الى حل وسط.

وأشار إلي ان الاخوان يعانون مشكلة كبرى هى ان قياداتهم الرئيسية المطلوب القبض عليها موجودة فى ميدان رابعة العدوية ، وفض الاعتصام يعنى القبض على هذه القيادات فى مقدمتها المرشد العام محمد بديع.

ورأى ان عزل مرسي اصبح امر واقع، والعالم يتعامل على هذا الاساس، وسيناريوهات الاخوان (لحل الازمة) يجب ان تنطلق من هذا الامر، لان عودته مستحيلة.

غير ان جمال تاج الدين عضو اللجنة القانونية بحزب الحرية والعدالة المنبثق عن الاخوان اكد ان ” المعتصمين مصرون على الوصول لاهدافهم بعودة الشرعية” التى تعنى عودة مرسي للحكم. ورأى ان هناك ” اعتصامات فى كل شوارع وميادين مصر” وانه ” اذا ارادت (وزارة) الداخلية ان تفض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر فلن تستطيع فض اعتصامات الشعب فى كل شوارع وميادين مصر”.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات