بشـــيـر عيـَّــاد ينتظرُ رؤيته في سجن طُرة العثماني : أردوغان … العاهرةُ التي تتحدّثُ عن الشرفِ والفضيلة !!

11:34 مساءً الجمعة 3 يناير 2014
بشير عياد

بشير عياد

شاعر ، وناقد ، وكاتب ساخر ، يغني أشعاره كبار المطربين، له عدة كتب في نقد الشعر، متخصص في " أمّ كلثوم وشعرائها وملحنيها " .

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

أردوغان، نسخة باهتة من العياط

وكأنّه نسخة باهتة من مرسي العيّاط صاحب الخطب البليدة الجوفاء ، والتعبيرات الهزلية المُضحكة! فها هو الإخوانجي التركي الأرعن رجب أردوغان يتخبّط في الحفر التي تخبّط فيها العيّاط ، ويتحف مواطنيه الثائرين بما زكمنا به مرسي الرطراط ، من الحديث عن الأصابع الخفيّة التي تلعب في الحارات المزنوقة ، والمخابرات المعادية التي لا تريد للبلاد أن تستقر  أو تتقدّم ، وأنه يعرف كلّ صغيرة وكبيرة ، ولن يسمح …. ، ولن يغفر ….، ولن ولن …. إلخ إلخ إلخ ، كتالوج الغباء يتم تنفيذه بحذافيره ، وقائمة التهم المعلّبة هي نفسها مع ترجمتها للغة التركية ، أما الفضائح فمشتركة ، وكأنهم ـ العياط وعشيرته وأردوغان وعصابته ـ مجموعة من مواسير الصرف الصحي المتصلة ببعضها من تحت الأرض وفي الخفاء عبر آلاف الأميال ، مواسير تطفح بروائح الفضائح والخيانات والمتاجرة بالدين وبالوطن وأحلام المواطنين ، كما لم يختلف نصّاب تركيا عن نصّابي مصر الذين كادوا يضيعون الوطن في سنة واحدة ، لولا أن تدخّلت العناية الإلهية وأنقذت مصر من بين أنيابهم المسمومة ، وبرغم كل ما ندفعه الآن من آلام ، فإنها ثمن المستقبل وفداؤه ، ندفعه عاجلا وعدًّا ونقدًا من دمائنا وأرواحنا ، ليعيش القادمون في حضن أمهم مصر أعزّةً أحرارًا آمنين مطمئنين.

مشرع إسلامي لالتهام الأوطان

أردوغان ، بريشة خضر حسن ، رسّام جريدة ” فيــــتو

رئيس الحكومة التركية الذي يدّعي الشرف والفضيلة ويرتدي ثوب البطولة الزائفة ، غارقٌ حتى شعر رأسه في مستنقع الفضائح والفساد المتعدد الألوان ، ويحمل على كتفيه تاريخًا من الاستبداد والديكتاتورية والعجرفة وكبت الحريّات، لكنه لا يخجل ، وبين الحين والحين يقفز من وسط وحل فساده ، ويستخدم لسانه الذي تعتّق في الماء الزّفر ، ويصب عصارة حقده وغيظه وخيبة أمله على مصر والمصريين ، بجيشهم وأزهرهم وكنيستهم وإعلامهم وعمالهم وفلاحيهم ، ولا يترك فرصة إلا واستغلها في التلسين على مصر وهو يرفع إشارة الماسونية الربعاوية ، ثم يتقيّأ بأحط ما في جوفه على سمعة الجيش المصري وقائده الفذ الفريق أول عبد الفتاح السيسي منددا بانحياز جيش الوطن إلى صف الإرادة الشعبية التي وأدت أحلامه بعودة الخلافة العثمانية ليصير خليفة المسلمين من بوابة مصر العظيمة ، وبخيانة عصابة المجرمين الذين تحالفوا معه وقاسموه الوهم وحراسة السراب ، وكم تفنن وتمادى في سبّ الانقلاب والانقلابيين ، ولكي يطفئ لهيب الصدمة التي عصفت بعقله وكيانه فتح بلاده أمام جحافل الخونة المنتمين للتنظيم الدولي للإرهاب ، وأغدق عليهم من أموال الدولة العثمانية ليترجموا هذه الأموال إلى قنابل ورصاص وأسلحة تدمير من أجل ترويع المصريين وقتلهم وتخريب ممتلكاتهم لينقلبوا على جيشهم العظيم الذي انتفض لحماية ثورتهم واستردادها من أنياب الخونة تجّار الدين والوطن  .

الأتراك يقارنون بينه وبين أتاتورك، كما يقارن المصريون مرسي ببني آدم

العقرب التركي ضاق جسده عن مساحة السموم التي فيه ، وبات لا يرى غير مصر أمامه ليفرّغ فيها شحنات سمومه وحقاراته ، وبينما هو يصرخ ويتلوّى ويهاجم المصريين ، انبعثت رائحة الشياط من ملابسه الداخلية ، وتسرّبت نيران الفضائح مثل ماء النار لتشوي جلده وتمزّق ما يستر عفّته الكاذبة وتكشف عوراته للناظرين ، وبدلا من أن ينكفئ على العفن المتفاقم فيه ، راح يتحدّث عن الأصابع التي تلعب في الشأن الداخلي التركي ، ولم يخجل من توجيه الاتهام للمخابرات المصريّة ، وكأن المخابرات المصرية هي التي أوقعت وزراءه الحرامية وأولادهم في مستنقع الرشوة واستغلال النفوذ ، وكأن المخابرات المصرية هي التي حرّضت الشعب التركي والأقلام الحرة على الثورة ضده ، تلك الثورة التي تكبر وتنتشر الآن إيذانا بدك عرش غروره ودقّ المسامير الأخيرة في نعش حكومته وأحلامه ، ولأنه متغطرس أبله كالرمرام صديقه مؤلف شريط الشرعية تبعنا ، فقد أمر أردوغان رجال الشرطة تبعه بممارسة أقصى درجات العنف ضد المتظاهرين وعدم السماح لهم بالتكاثر أو الاعتصام ، وكان رجال شرطته عند حُسن ظنه ، فما نراه عبر نشرات الأخبار يؤكد لنا أن الشرطة المصرية أحن من الأم الرءوم ، وأنها شرطة طيّبة وبنت حلال و” تتحط على الجرح يطيب  “!!

حالم واهم بعودة السلطنة العثمانية

ها هو ميدان تقسيم ـ الرمز المناظر لميدان التحرير ـ يشهد الزحف المتتابع ضد أردوغان وحكومته الفاسدة ، وبرغم الضرب والتنكيل والغاز المسيل للدموع ، فإن ثائري ميدان تقسيم يتزايدون ويتحدّون الكذاب وحكومته ولا يبالون بالإصابات الجسدية  ولا بالملاحقات التي يجيده نظام أردوغان ، وكأن الجيش التركي قد استوعب الدرس البطولي من جيش مصر في ثورة 30 يونيو تحديدا ، فقد رفض قادة الجيش أن يقمعوا المتظاهرين أو يعتدوا عليهم ، وفي يقيني ( وأمنياتي ) أن الجيش التركي سيتدخّل إذا تصاعدت وتيرة الثورة ومالت إلى العنف وأصبح هناك خطر على الشعب الثائر ضد الديكتاتور ورفاقه الفاسدين في تلك الحكومة التي بدأت تتآكل وتتهاوى ، ولن يفلح معهم أي علاج أو مسكّنات لحظية ، كما لن ينفع معهم الدعم الأمريكي من الشيطان الآخر باراك أوباما فقد وقع أوباما تحت ضرس زوجته ميشال جرّاء أفعاله الصبيانية في وداع نيلسون مانديللا والحركات التي ارتكبها مع لهطة القشطة هيلا تورنينج شميت رئيسة وزراء الدانمارك ، فقد شعرت ميشال بالإهانة مما حدث من زوجها المراهق الذي بدا وكأنه يرى أنثى للمرة الأولى في حياته ، وأدركت ميشال أن العالم كله ينظر إليها الآن لا باعتبارها شريكة حياة أوباما ، بل باعتبارها أخاه الأكبر ، ورأت نفسها رجلا في أعين الآخرين ، وأنها لا يجب أن تبقى مع هذا المتهوّر تحت سقف واحد ولو كان سقف البيت الأسود الأمريكي ذات نفسه !!

جرافيتي تركي يفضح هوى أردوغان

 أوباما مشغول مثل أردوغان بالتآمر على مصر ، ومحروق مثله من الجيش المصري وقائده ـ تحديدا ـ عبد الفتاح السيسي ، وهم جميعا يلعبون في فريق واحد : الجماعة الإرهابية وحاكم قطر وأردوغان وأوباما وكلابه المسعورة ، وكل هدفهم  تعطيل ما يحدث من تقدم في خارطة المستقبل المصرية ، ويودّون لو يفسدون عملية التصويت على الدستور الجديد وإغراق البلاد في الفوضى والتناحر والحرب الأهلية ، لتجني أمريكا وعصابتها الأرباح على الجاهز ، وليمكّنوا لإسرائيل في الأرض بعد أن توهّموا أن مصر ماتت !!
أوباما سينشغل بالحريق المشتعل تحت ملابسه ، ولكنه سيظل يفكّر مع كلاب حراسته في تخريب مصر ، هو يدرك أن السيسي أسقطه “لمس أكتاف “، وقد يطير مستقبله السياسي بسبب هذه الضربة الموجعة التي طرقعت على قفاه بقسوة ، وقد تتحالف ميشال مع معارضي أوباما الأخرق لإيقاف مسيرته وعدم استكمال ولايته الثانية ، ولن يستطيع عقل أوباما مجاراة الأحداث القاسية التي تتدافع على رأسه المنتفخ بالوهم ، سيتخلّى عن أردوغان ويتركه لشعبه بعد أن فقد الأمل ـ أوباما ـ في عودة مرسي وشركاه بعد الأحداث المتسارعة على أرضنا ، ولن يبقى هناك مبرر للتضحية الأمريكية من أجل إنقاذ رقبة أردوغان !! وسيظل أردوغان ينزف من كل جنبات سمعته حتى يسقط ويقوده الشعب إلى المصير الذي ينعم به منتخب جماعة الإرهاب الآن في السجون المختلفة ، ومع كل ركلة أو صفعة على قفاه ، سيظل أردوغان مثل العاهرة التي تدافع عن الشرف والفضيلة ، وسيحاول أن يدّعي البطولة والفدائية فيواصل رفع إشارة الماسونية الربعاوية .

لا هو باللبيب ولن تنفعه الإشارة

**********
(( عن العدد 99 من جريدة ” فيتو ” ، الثلاثاء 31 ديسمبر 2013م ، بورتريه ، ص 9 ))

One Response to بشـــيـر عيـَّــاد ينتظرُ رؤيته في سجن طُرة العثماني : أردوغان … العاهرةُ التي تتحدّثُ عن الشرفِ والفضيلة !!

  1. بشير عياد

    ألف شكر لكم ، ” آسيا إن ” وأخي الأستاذ أشرف أبو اليزيد ، فبهذا ” الواجب ” تكون فضيحة أردوغان على كلّ لسان ، وهو يستحقها بجدارة !!
    ألف شكر لكم ، وبعدد حروف المقال .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات