ميشيل قصير : أبحث عبر الشعر عن طريقة لتحرير نهر الأحلام وغناه الذى لم يُستَغَل

11:51 صباحًا الأربعاء 21 مايو 2014
غادة نبيل

غادة نبيل

شاعرة من مصر

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

ميشيل قصير شاعرٌ فرانكفوني مصري لبناني يرى نفسه مصرياً ولبنانياً وفرنسياً وكولومبياً . تعرفتُ إليه فى مهرجان “لوديف” الشعرى فى فرنسا من سنواتٍ بعيدة ثم تقابلنا فى مهرجان “سيت” الشعرى فى فرنسا ” مهرجان حية من المتوسط “مع زوجته الموسيقية والعازفة كلاوديا كريستيانسن . .

أحياناً كان قصير – الفارع الطول – يقرأ أشعاره على خلفية موسيقية من عزف كلاوديا فيبدوان كثنائى خرج من إلياذةٍ شرقية . ولد فى بيتٍ حرص فيه الأب على تعليمه الحديث بالعربية بينما كانت لغة المدرسة الفرنسية ( يتذكر هو بأسى معلقاً : الاستعمار ) .

الأب اشتراكي الهوى . وهكذا ميشيل الذى يجيد العديد من اللغات كتابة وقراءة .تمت ترجمته إلى لغات كثيرة وهو دائم السفر.. لكنه يحن إلى مواطن ذكريات طفولته ( مصر ) وأصوله ( لبنان ).

من أعماله الشعرية ” الدم الذى يصعد صافى الذهن ” ، ” براءة كجذر متقد “، “آن لنا أن نقطع آذان السحر الزرقاء “، ” بسبب الصورايخ والكآبة ” ، ” ربما حلمنا بأننا نعيش ” ، ” ليس ثمة ملائكة إلا ثمة عطر “، ” تباطؤ البرق ” ، ” زخرفة الأرض ” ، ” ورشة رمل ” ، ” المسافات المغناطيسية ” ( مع أنطوان بولاد ) ، ” مصهر النفس ” ، آلهة الآلهة الآلهة ” و” خارج التمازكال” ( اسم أحد طقوس أمريكا اللاتينية ) ومن أعماله النثرية ” جمر العدو ” وله ” قلق ” وهو كتاب شعرى جماعى والعديد من الترجمات كما أنه حائز على جائزة الشعر الفرانكفونية .

الشاعرة غادو نبيل تحاور الشاعر ميشيل قصير في فرنسا

أجرينا معه الحوار التالي بالإنجليزية فى ” سيت ” بفرنسا كما نسوق بعض المقاطع من إحدى أجمل قصائده – ” الإسماعيلية ” – والتي تمت ترجمتها للعربية .. تبدو مبهجة كـ قنديل خاصة من شاعر لا يكتب شعره بالعربية رغم كونها مُحمّلة بتيمة الفقد ورحيل الأم . وهنا نص الحوار يليه مقاطع من ” الإسماعيلية ” :

1- هناك خوف ووحدة مرعبة .. تنهمر من روح شعرك وثمة نبر تعزية فى أشعارك ” حبوب اللقاح ” ، ” يقظة ” ، ” الإسماعيلية ” . نعلم أن الأخيرة كانت مسقط رأس والدتك المتوفاة ( كلاريس ). ما هو الذى تنتحب وتحزن عليه ، إلى جانب حزنك على موت الأم ؟

– أنا لا أعتقد حقاً أن الخوف يكمن فى قلب أشعاري.. ربما يقف عند الهامش. وعلى العكس فإن الشعر هو أداة المغامرة الداخلية وهو يكسر الخوف من نسيان الكينونة . قد يبدو هذا خوفاً لكنه فى الواقع متضامن مع فعل الكلمات التى تعبر عن الأعماق. أنا أبحث عبر الشعر عن طريقة لتحرير نهر الأحلام وغناه الذى لم يُستَغَل فبهذا المعنى حقاً تكون القصيدة ثورية ، مبدعة وفقاً لمقاربتي التى ليست فريدة من نوعها بالطبع.

بالتأكيد الأشعار المهداة إلى أمى بعد موتها تتميز بغيابها بصورة قوية وربما بشعور أولىّ بالظلم تجاه هذا الفعل الطبيعى ( الموت ). وهى بالنسبة لى ليست أناشيد عزاء وإنما احتفال بها فى جمال الحاضر. ربما بعض تلك القصائد تقوم بدور استخراج الحزن ( كطرد الشياطين ). أحاول تحويل أمى المتوفاة إلى حضور حىّ وهو مستوى آخر من التواطؤ .

2- أنت ترى قطعة من البطيخ أمامك بقشرها فى الطبق وتتذكر جدك الطبيب وماذا حكى للفلاحين فى مصر وهكذا تكون هناك قصة قصيرة جاهزة . حكايات طفولتك ( التى حكيت لى بعضها ) مع جدك وتمشياتك مع أمك .. ألا تخاف من تأثير الخزان القديم للذكريات على كتابتك ؟

– ليس لدى أية مخاوف بشأن الخزان لأنه ليس قديماً إنما مادته التى لا تُصدّق هى الجذور . إنها ليست انتحاباً وهى تعمل كمادة تُغذى خيالى ووجودى الحقيقى فى هذا العالم.

لم أعرف هذا الجد أبداً لكنى أتذكر الحكايات التى حكوها لى عنه . كان ممتلئاً بحس الدعابة وكذلك كانت أمى . وأعتقد أنى مدين لهما بجزء من روحى أو طبيعتى . وبالمناسبة تلك السلسلة من الأشعار ( المهداة إلى الأم ) ذات خصوصية لأنها مهداة على نحو كامل إلى شخص واحد وهذا نادر فى إنتاجى الأدبى .

3- أنت تتحدث عدة لغات : الفرنسية ، الإنجليزية ، الإسبانية والعربية على الرغم من عدم حريتك فى التعبير بالكتابة بالعربية. ما هى اللغة التى تحلم بها أثناء النوم ؟ . بأية لغة تشعر روحك بالعطش والشوق ؟.

– هذا سؤال حساس جداً . لا بد من الاعتراف أن لغتى الأم هى الفرنسية رغم أن التعبيرات العربية كانت دائماً حاضرة وبالطبع أيضاً إشاعات وأغنيات القلب المصرى النابض . كتبتُ أحياناً بالإسبانية والإنجليزية مع بعض المحاولات بالعربية لكن بكل تأكيد أنا أكتب الشعر بالفرنسية . هى ليست مسألة إرادة لكن من هناك ( يقصد الفرنسية ) تسيل تعبيراتى من الداخل .إن فرنسيتى هى فرنسية المتوسط ( البحر المتوسط ) وهى كائن عربى ومتعدد الثقافات .

4- فى قصيدتك ” المعبد ” تكتب :” جذورى تنمو فى أى مكان / منذ غادرتْ “. ما الذى تبحث عنه – وحتى الآن – لم تجده ؟.

– أقصد ببساطة أنه الآن وقد ماتت أمى ومات أبى قبلها بعدة سنوات لا بد أن أجد جذورى رمزياً حيث أعيش وأقيم . إنه نوع من الواقعية. بالنسبة لى فحيث لم تكن مقبرتا أبى وأمى قريبتين لتكريمهما فقد اخترت حديقتين باريسيتين كانتا قد عرفاهما. وأكثر من ذلك.. المرء لا يجد جذوره أبداً وهذا غموض العيش . إنه نفس الوضع فى أى مكان فالمرء ليس فقط فى مكان فيزيقى وإنما أيضاً فى فضاء أو مساحة ذهنية وهو ما يمكن أن يجعلنا قريبين جداً ومختلفين جداً .

5- أنت بعيد عن كل شئ .. “متلبد بلا شريط”. ألا تشعر بالتناقض الثقيل داخلك بين الاشتراكي والشاعر ذى المزاج الوجودي، بين المصري اللبناني والرجل أو المواطن العالمي، بين الشاعر والأكاديمي ورئيس قسم الكيمياء الكهربائية ؟

– أفكر بعمق كيف أن الإنسان متعدد وواضح جداً فى الأطفال وفى كبار السن الذين تحرروا من الالتزامات وكذلك الفنانين بشكل عام .

كشاعر لا يمكننى أن أكون أى شئ غير نفسى . هذا هو الكنز الحقيقى فالمرء لا يستطيع أبداً أن يغصب نفسه . يمكن للمرء أن يتطور لكن هذا دائماً يكون عبر طرق ملموسة وليس قراراً ثقافياً .

أوقاتاً – وأنا مارست هذا – يدرك الأطفال فانتازيا وحقيقة الشعر أكثر من بعض المثقفين ممن يحاولون شرح وتفسير أسباب الإبداع. بالطبع الشرح أساسى لكن فعل الشعر هو فعل الشعر . يمكنه أحيانا ًأن يمتزج بالواقع الحارق ( أفكر فى مايا كوفسكى وغيره ) لكن لايمكن استثارته على نحو مصطنع . وبالحديث عن الاشتراكية أنا لست معجباً فى الحقيقة بالواقعية الاشتراكية فى الفن والتى قتلت الكثيرمن الإلهام بينما تعتقد أنها تخدم الناس.

الناس لا يحتاجون إلى دروسٍ فى الفن . إنهم يحتاجون للفن . أنا لست متمرساً فى السياسة لكن لدىّ خلفية ومعتقدات سياسية محددة وبالنسبة لى لا يوجد تناقض فى طريقة تعاملى مع الشعر والسياسة والعلم . إنها تدريبات مختلفة لكن هناك دائماً الحس الإنسانى ، الفضول ، الاكتشاف ، الرغبة فى تقاسم الأفكار والتنوير .

أنا لا أخلط بين أنشطتى . هى ذات جذور واحدة لكن المنهاجية تختلف . أشعر أن الحلم ضروري للباحث و الدقة ضرورية للشعر ( الدقة هنا ليست هى ” العقلانية ” بل ” الصدقية ” ، الحس الموسيقى واحترام تدفق الأحلام ) . إذا كنت أبدو كمواطن عالمى فهذا ليس عرضاً للتصوير وإنما مشوار حياة طويل أوصلنى إلى المشاركة فى ثقافات عديدة واحترامها لكنى أيضاً محدود مثل أى إنسان .لدىّ أماكني ومشاعري.. بمعنى ما أياً ما كانت تحركاتى من بلدٍ إلى آخر أنا شديد التأثر بخليط جذور الصحراء والمتوسط . أياً ما كانت ثقافتى أنا من مصر ولبنان ، بلدى الأم وأرض أسلافى. إن الوعى الذى أمتلكه ممتلئ بهذين البلدين وبشعبيهما أما الحديث عن كونى رئيس معمل الأبحاث فى الكيمياء فهذه وظيفة لعدة سنوات وهى ليست مثل أن تكون عالماً أو شاعراً . إنها تستغرق وقتاً لكنها لا تمتلك روحى .

6- كتابتك كالسريالية المثقوبة ، ممسوسة كأنما بالجن وبنوستالجيا مستمرة وبالوصف . إنها ليست مجرد لعب وتجريب رغم أن بها عنصر اللعب أيضاً . هل توافق أن سرياليتك التى تبدو مزيجاً فلسفياً من الصوفية والاغتراب وطبقات من المنفى والنوستالجيا هى البوابة إلى تعبيرك الذاتى الشعرى وهى التى تُشفّر تلك الذات فقط حتى الحافة ؟ . أقصد هناك مسافة بين مباشرتك ووضوح شخصيتك وبين ” الأبواب الجانبية ” النفسية فى شعرك ؟

– لا توجد سريالية صرفة حتى ولو كانت هناك ميول مهيمنة.

السريالية فعلت شيئا ًمهماً لتحرير الفن والشعر من التقاليد والقواعد أو السطحية . طبعاً تم استخدام اللعب والتجريب بكثافة لكن ما أرادته السريالية فى الحقيقة هو فتح أعماق البشر. الأحلام والأزمات والغيلان تخرج من أسرّتها إلى الحياة الواقعية وهو نوع من التحليل النفسى ولكن بخيال وحرية أكبر، مثال تلك القبائل فى كولومبيا التى كانت تتقاسم أحلامها قبل الإفطار كدليل على المشاركة والانعتاق . كلامك سليم تماماً فالسريالية أعطتنى دفعة لكنى ممتلئ بتأثيرات عدة ، من بينها الصوفية وثقافة أمريكا اللاتينية والأدب والمعتقدات الشرقية والغربية الخ . المباشرة والوضوح ليسا دائما ما يبدوان عليه. ربما أنا أكثر يقظة ( أحمل الغموض والجدة ) فى أشعارى مما أنا فى محادثاتى رغم أنه يمكننى أن أكون مفهوماً أكثر( بالمعنى التقليدى ) حين أتحدث . ولا تنسى أننى أقوم بالتدريس منذ سنوات.

7- قلت لي أنك مشغول منذ وقت بالشعر الشفاهى . ما الذى تبحث عنه فى الشفاهية وفى أية لغة ولماذا الشعرالشفاهى الآن ؟.

– كعرب نحن نعلم جيداً أهمية الشعر الشفاهى فهو الذى يوفر الموسيقى والانفعال لجمهور أكبر بل كان له دور سياسي واجتماعى ، ومع الوقت تطور الشعر وتطورت المجتمعات. صارت القصيدة ذات حميمية أكثر وبعيدة عن الجمهور العريض – صارت القصيدة غالباً ملكية المثقفين.. وبالعودة لوجود القصيدة فى العالم التكنولوجى بالشاشات والتليفونات فى كل مكان ، نجد الفعل الشفاهى فى الشعر يحاول فى نفس الوقت استعادة التقاليد القديمة ( الشعراء العرب ، التروبادور ، المطربين الملهمين الخ ) كما يحاول ذلك الشعر التواصل مع الجدة أو التجديد فى محتمعاتنا الحديثة التى تعانى من نقص الاتصال المباشر. أعتقد أنه من الأهمية بمكان أن نجعل الشعر حياً عبر اللسان والجسد . الشعر أيضاً فن كامل.

8- الأرقام فى بعض أشعارك تبدو كشفرة . هل لديها معادل نفسى مرتبط ببعض الأحداث والوقائع فى حياتك الخاصة ؟ وهل تقوم بعض الأرقام بالنسبة لك بدور التميمة ؟

– لا يوجد شئ خفىّ فى قصائدى . هى مجرد صدفة . ففى قصيدة مهداة إلى أمى ، ألعب بترتيب أرقام هاتفها والتى استخدمتها كثيراً خاصة أثناء الحرب الأهلية اللبنانية وحين كنت أعيش فى فرنسا أو المكسيك .

9- فى العديد من قصائدك أسماء لأماكن وممارسات ثقافية ، أسماء غيلان وآلهة مرتبطة بثقافات ومعتقدات أخرى . هذه يمكن أن يفهمها القارئ الأوروبى لكنها تقف كمشكلة ثقافية أمام القارئ العربى خارج دائرة المثقفين خاصة حين يواجه بالترجمة . هل تتفق معى ؟.

– كلامك صحيح فبعض المرجعيات يمكن تفسيرها ولكن ليس مباشرة فى القصيدة . لكن صدقينى أولا تصدقينى أن الغربى أيضاَ قد يجد نفس الصعوبة فى تحديد كل الأماكن والغيلان الخ… ربما يفهمها بعض الرحالة والمثقفين لكن أهم شئ هو ما تحمله وتقوله القصيدة حتى لو لم تكن الكلمات مفهومة جيداً . وعلى أية حال يمكن توفير الشروح اللازمة حين تدعو الحاجة لذلك ، كهوامش بالطبع .

10- فى تلك الحالة إذن هل لديك القدرة أو الإرادة والاستعداد لتعديل طريقة تعبيرك كى تقترب أكثر من القارئ العربى على مستويات الخيال والصورة والمعنى ؟

– أنا أكتب الشعر منذ سن الثانية عشرة وأظننى قد اكتسبت أسلوباً .. أقصد طريقة ما فى التعامل مع اللغة . سيكون من الصعب جداً أن أعدل قسرياً خيالى ومعانىّ ( المعانى التى بداخلى ) . أتمنى أن أفعل ذلك ، ليس لكى أكون مفهوماً أكثر بل لأكون أقرب إلى الناس ، إلى روحهم ، حكاياتهم ، محباتهم ومعتقداتهم . على أية حال حين تقرئين أبا العلاء المعرى الآن ، هل تعتقدين أنه مفهوم جداً لأغلب الناس ؟ . مع هذا هو شاعر عربى وعالمى. باختصار أتمنى أن يسحر شعرى كما هو.. الشعب المصرى .. لكن مع بعض المفاتيح . أعتمدُ على الموسيقى فى الصور والمناخ العام ( للقصيدة ). سأقُدّر وأُثمّن كثيراً لو قُدر لى أن أكتب عن مصر بعد صلة مباشرة قوية ( مع الناس ) لكن فى نهاية الأمر فإن ميشيل قصير سوف يكتب كميشيل قصير . لا يمكننى الهرب من ذلك.

11- هناك سطر فى شعرك ( المترجم للإنجليزية ) تقول فيه : ” حبوب الصنوبر هنا هى حبوب الصنوبر هناك” . الأماكن تتشابه طالما نحن كما نحن . هل هذا هو قدرنا كما أفهم من عبارتك .. هل يعنى هذا أنه ليس ثمة سفر حتى بينما نحن مسافرون ؟ أم أن هناك رحلة ” أخرى ” كلنا مشغول بها فى العميق ومع هذا نحاول التلهى عنها ونسيانها ؟

– بالإشارة إلى موت والدتى كنتُ مسافراً فى تلك الأثناء وأحسست أن السفر يمكن أن يحدث بدون تحرك . القلق يحمل الرياح إلى الأفكار لكن فى النهاية السفر هو جزء من أنفسنا ، من عدم حركتنا . المهم أن تشعرى بالاكتمال أينما كنتِ ، بالاغتناء بكونك ما زلتِ نفسك . لقد عثرت على كنوز عديدة جداً بالسفر لكنى واثق أنى كنت سأجدها فى مكان صغير بمصر . لكن قدرى هو ما عليه .. لا أكثر ولا أقل .

12- تقتبس سطراً من أنطونيو ماتشادو فى ديوانك ” خارج التمازكال ” ” حيث تقول بالفرنسية : ” أيها السائر ، لا يوجد طريق ، الطريق يتشكل أثناء المسير “. فهمته بفرنسيتى المحدودة . هل تؤمن حقاً بذلك ؟

– نعم ، أؤمن بعمق .. بقوة المسير لبناء الطريق أو تشكيله . هذا نوع من فلسفة الأخلاق. بالطبع يمكن للمرء أن يأخذه على مستويات عدة لكن عندى التأثير نابع من صوت الأقدام السائرة .

13- هل تتمنى لو أنك تقدر على كتابة ديوان كامل بالغة العربية ؟

– ستكون تلك معجزة ! . بالطبع أتمنى أن أمتلك خبرة حقيقية مباشرة باللغة العربية لكن سيتعين علىّ إعادة تعلم أشياء كثيرة قبل المحاولة . من يدرى ؟! .

صور من ذاكرة مدينة الاسماعيلية

مقاطع مترجمة من قصيدة ” الإسماعيلية ” للشاعر المصرى اللبنانى ميشيل قصير .

” الاسم يحمل الفردوس الأول

حيث الدراجة تدور حول

الحدائق ببطء

ومعها الضحكات

المنزلقة نحو قناة السويس

النافذة الهنيئة لسفر

لا يستغرقُ سوى ساعتين

من حلمٍ جالسٍ إلى الحافة

كم من حروبٍ .. كنتِ تقولين كم من حروب

ومعجزة شعلةٍ صغيرةٍ جداً

تجعل العيون ترقص

فى بهائها الخفىّ

ضحكتك التى تذيبُ الليل

وتلاعبنى فى الوحل الصباحى

كطفل فى أول قربانته

وهو يبحثُ بشكلٍ خاص عن الشعر

كم أنتِ أقل موتاً

من هذا العالم الذى يقتلع

جذوره

يمكننا أخيراً أن نسبح

فى سكونِ يديك

اغمضى عينيك البارزتين

إننى أعرف مدخل بيتنا

حيث كان يأتى جدى

بمندولينته

ليؤثرعلى حواس الحيوانات

أيتها المصر التى نجهلها

فلاحٌ فلاحين عزبة

طبيبُ الريف

الذى طلب أن تُطبخ

قشور البطيخ

بمثابةِ طبقٍ شهىّ

للفلاحين الساذجين

وذلك حباً بالنكتة

والدُ كلاريس

الذى تمادى فى المزاح

أى أن نموت بسببِ غلطةٍ طبية

فى مستشفاه

حتى قبل أن يُعلمنى

تدخين الغليون

وملامسة حمير

مزرعته الفاتنة “

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات