موسم انتخابي … أم موسم الهجوم على مصر

09:16 صباحًا الجمعة 24 أكتوبر 2014
خالد سليمان

خالد سليمان

كاتب وناقد، ،مراسل صحفي، (آجا)، تونس

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

طارق رمضان … حفيد حسن البنا

في توقيت له دلالاته يحل بتونس د/ طارق رمضان .. حفيد ” حسن البنا ” مؤسس حركة الإخوان المسلمين من جهة والدته و نجل ” سعيد رمضان ” مؤسس التنظيم الدولي للإخوان .. ليقدم مداخلة في ندوة فكرية سياسية بعنوان ” بناء الديمقراطية و تأسيس العدالة الإجتماعية ” نظمها ” حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ” الذي أسسه الرئيس التونسي ” محمد المنصف المرزوقي ” قبل توليه الرئاسة ثم تركه بعد تولي المنصب الرئاسي ليصبح رئيسا شرفيا له ..

– و لا شك في أن توقيت الندوة التي أقيمت يوم الأربعاء 22 أكتوبر 2014  مثير للعديد من التساؤلات خاصة إذا عرف القارئ الكريم أنالإنتخابات التشريعية في تونس قد تقرر لها و منذ فترة طويلة يوم الأحد 26 أكتوبر للإقتراع .. بالإضافة إلى أن الأستاذ / عز الدين باش شاوش وزير الثقافة الأسبق المشارك في الندوة هو رئيس لقائمة مرشحين هامة لحزب المؤتمر في العاصمة .. و هو ما ينطبق على نائبة المجلس التأسيسي السيدة / مبروكة مبارك التي نعتقد أنها مرشحة في إحدى الدوائر الإنتخابية أيضا و نفس الشيء ينسحب على السيد / عماد الدايمي .. الأمين العام لحزب المؤتمر .. إذ يفترض أن يكون هؤلاء جميعا في قمة إنشغالهم بالمعركة الإنتخابية .. اللهم إلا إذا كان حضور ” طارق رمضان ” و ندوته جزء من دعاية حزب المؤتمر في الإنتخابات .. رغم أنه قد يكون غريبا بعض الشيء أن يستقدم حزب مدني كالمؤتمر من أجل الجمهورية في ندوته الباذخة التي أقيمت في سينما و مسرح ” الكوليزيه ” بوسط العاصمة رجل له خلفية ” طارق رمضان ” فضلا عن عضويته لإتحاد علماء المسلمين الذي ترعاه قطر و تترد حوله و حول نشاطه الأقاويل في الآونة الأخيرة .. إلا أن نوعية الحضور كانت مثيرة للدهشة خاصة إذا رأيت من بينهم ناشط محسوب على السلفيين يدعى ” ريكوبا ” على سبيل المثل لا الحصر و هو ما يشي أيضا بأكثر من دلالة حول الندوة و الهدف منها ؛ و التي صاحبها مطبوعات فاخرة تعرّف بنجم الندوة و آخر إصدارته في صفحتين ” ا 4 ” بالإضافة إلى برنامج الندوة و بيانين أحدهما ضد التعذيب و الآخر ردا علي المكتب التنفيذي الوطني للإتحاد العام التونسي للشغل .. و الذي يستغرب فيه حزب المؤتمر ما وصفه بالإقحام المجاني لأسمه من قبل الإتحاد في أمور خاصة بالطرفين .. و هو ما يجعلنا نتساءل عن إصرار السيد / عماد الدايمي .. الأمين العام لحزب المؤتمر منذ كان رئيسا لديوان رئيس الجمهورية على إقحام نفسه بصفته و شخصه هو و عدد من قيادات حزبه في الشئون الداخلية لمصر ..

– موسم الهجوم على مصر :

نعم و عن قصدية و تعمد أعتاد العديد من الأحزاب التونسية و قياداتها الركوب على الشئون الداخلية المصرية بحجة الدفاع عن الشرعية و الإنقلاب العسكري و كل هذه الإدعاءات الممجوجة و غير المقبولة شكلا و موضوعا لأن المزايدة السياسية و مداهنة قوى دولية و إقليمية معينة على حساب مصر و دعم جماعة إرهابية و رئيس متهم بالتخابر و التجسس أمر لن يسكت عليه الشعب المصري كثيرا حتى لو قصر سفيره في تونس في الرد ؛ و 94 مليون مصري هبط منهم 35 مليون في الشوارع لإسقاط جماعة إرهابية و ممثلها في الرئاسة ليسوا في حاجة إلى وصاية من كائن من كان في الكوكب أيا كان قدره و منزلته لكي يدافع عنه ..

و كان في مقدمة تلك الأحزاب التي تدخلت في الشأن المصري المؤتمر و النهضة و الجمهوري .. و ربما ترى تلك الأحزاب إن أحزابا كبرى في تونس أحترمت إرادة الشعب المصري و العلاقات بين الأشقاء ولم تتدخل فيما لا يعنيها أو تدافع عن إعتصامات إرهابية مسلحة و تهاجم القضاء المصري مثلما فعلوا .. مثل حزب نداء تونس و حزب المبادرة أقل دراية منهم بالسياسة الدولية .. عموما هذا كله لا يعني المصريين و هو شأن تونس الداخلي ..

– لكننا فوجئنا ب ” طارق رمضان ” عضو إتحاد علماء المسلمين و نجل مؤسس تنظيم الإخوان الدولي المتهم اليوم من قبل عدة دول بدعم الإرهاب يغمز و يلمز ثورة 30 يونيو في مصر خلال مداخلته الذكية إلى حد ” الخبث و اللؤم ” وهي صفات تمتع بها جده ” حسن البنا ” الذي خرج من عباءة جماعته كل التنظيمات الإرهابية الموجودة على الساحة بدءا من التكفير و الهجرة مرورا بحزب التحرير في بلاد الشام وصولا إلى القاعدة و النصرة و داعش .. و إن كانت الجماعة الأم للحق هي من أفتتح درب الإرهاب في القرن الماضي و صولا إلى القرن الحالي بإغتيال ” أحمد باشا ماهر ” و القاضي ” أحمد بك الخازندار” و ” محمود فهمي النقراشي ” باشا ..

– و كان ذلك هو الخيط الذي إلتقطته السيدة / مبروكة مبارك لتطلب من ” طارق رمضان ” مقاربة بين الثورتين التونسية و المصرية ليبدأ ” رمضان ” و صلة الدجل السياسي و التحريض على مصر

– طارق رمضان يحرض ضد مصر :

بعد وصلة مديح من ” طارق رمضان ” فيما يسمى بالربيع العربي و حديث يطرب السامعين عن ريادة الثورة التونسية التي ألهمت بلدان العرب الأخرى و في مقدمتها مصر إلخ .. قال ” رمضان ” أنه من العار على الساسة التونسيين و الشعب التونسي أن يسكتوا إزاء ما وصفه بالإنقلاب العسكري في مصر و قائده  عبد الفتاح السيسي ” .. و سط سلسلة من الأكاذيب و الإدعاءات حول المجازر التي يرتكبها الجيش و المعتقلين و مقاومة الطغيان و الطاغية .. و لا ندري ما الذي يريده ” طارق رمضان ” من وراء جرعة التحريض الرهيبة التي صبها في آذان الحضور بمباركة ” حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ” الذي إستضافه مباركا مداخلته مشاركا إياه الرأي ..

– إن ما قام به ” طارق رمضان ” و ما تقوم به بعض الأحزاب و بعض الساسة في تونس من شأنه إذا أستمر على هذا المنوال أن يشعل فتنة بين شعبين شقيقين بينهما من الأواصر ما يعلو على الأغراض السياسية الضيقة لبعض الأحزاب و الساسة ممن يتصورون أنه يمكنهم التدخل في شئون مصر و فرض الوصاية على إرادة 94 مليون مصري ..

ألم يسأل هؤلاء أنفسهم .. ماذا لو كان لأفعالهم رد و تدخلت مصر في الشأن التونسي ؟ .. و إن كانت مصر لم و لن تفعل لطبيعة سياستها المحافظة و الحكيمة .. فهل يضمن هؤلاء أن يكون ذلك السلوك هو منهج دول أخرى سمحوا لأنفسهم بالتدخل في شئونها ؟ .. لكن تلك مشكلتهم

و يكفي مصر أنها تهتم بشئونها .. و لم تتصرف مثل آخرين سمحوا لأنفسهم بتأييد جماعات إرهابية في سورية .. و نظيرتها في ليبيا رغم أنها في الحالة الليبية تقف ضد الشرعية التي إعترف بها العالم بصورة واضحة ليس فيها إلتباس أو خلاف .. تلك أمور متروكة للشعوب التي تستطيع محاسبة ساستها و أحزابها .. مثلما يجب أن تحاسب الإدارة المصرية و بشدة سفيرها المقصر و الصامت دائما إزاء التجاوزات في حق مصر و شعبها و رئيسها .. أو تعلن أنه برئ من أي تقصير و أنه ينفذ تعليمات عرجاء لحكومة مترددة لا يمكنها أن تمثل ثورة 30 يونيو و عنفوانها مطلقا ..

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات