هل يقسم السياح القادمون الى تونس برأس إنجلة ؟!

08:42 صباحًا الجمعة 5 ديسمبر 2014
خالد سليمان

خالد سليمان

كاتب وناقد، ،مراسل صحفي، (آجا)، تونس

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

أزاحت وزيرة السياحة ” آمال كربول ” الستار عن نصب تذكاري لرأس إنجلة

قبل أن تكتحل الأعين بسحرها و تمتلئ الصدور بنسيمها البحري لابد من عبور العالم السحري بين غابات الصنوبر لكي تصل إليها كأنها أميرة مسحورة تختبئ بين أوراق قصة للصغار .. و ما أحلى أن نعود صغارا أبكارا إلى زمن الرقة و البراءة التي تذكرك بها تلك المنطقة البكر ” رأس إنجلة ” كما ينطقها أهل ولاية ” بنزرت ” و بقية أبناء تونس ..

– من أو ما هي ” رأس إنجلة ” :

” رأس إنجلة ” أو عذراء الصخور المطلة على زرقة المتوسط محاطة بسياج من الصنوبر هي أقصى نقطة شمالية في القارة الإفريقية كما أخبرنا مسئولو وزارة السياحة التونسية … و هناك حيث يوجد ” الفنار” الذي شيده أو كان يديره رجل إيطالي تعددت الروايات حول تسمية المكان فمنهم من قال أنه أطلق على المكان أسم زوجته .. و منهم من قال أنه أسم أبنته .. و غيرهم ذكروا أنه أسم العائلة و أيا كانت الرواية الصحيحة فقد حمل المكان إسم ” أنجيلا ” التي حولها لسان الدارجة التونسية إلى ” إنجلة ” التى إقترنت إلى الأبد بذلك الرأس البحري الذي يعد أقصى نقطة داخل المتوسط في إفريقيا الشمالية لتصبح منذ ذلك الحين ” رأس أنجيلا ” أو ” رأس إنجلة ” التي تكتب بالعربية حسب الدارجة التونسية و بالحروف اللاتينية

Cap Angila

مع رؤساء البعثات الديبلوماسية

ترويج المنطقة سياحيا :

و كعادة وزيرة السياحة التونسية السيدة ” آمال كربول ” التي عرف عنها النشاط و كثرة الحركة و الإبتكار التي إنعكست على الوزارة التي تترأسها .. نظمت وزارة السياحة يوما سياحيا ترويجيا في منطقة ” رأس إنجلة ” بولاية بنزرت و التي تبعد عن وسط مدينتها 19 كيلومتر .. دعت إليه رؤساء البعثات الديبلوماسية و وسائل الإعلام المحلية و الأجنبية فضلا عن أعضاء من الحكومة .. للتعريف بالمنطقة كوجهة سياحية على غرار ” رأس أقولا ” أقصى نقطة جنوبية في القارة الأفريقية ؛ و قد أزاحت وزيرة السياحة ” آمال كربول ” الستار عن نصب تذكاري أقيم لهذه المناسبة القت فيها كلمة للتعريف بالمنطقة و مزاياها دعت فيها الحضور لزيارتها و الإستثمار فيها دولا و أفرادا ؛ و أعقب ذلك عرض راقص للشباب من أبناء المنطقة إستعملوا في أدوات التنظيف و التسوية التي إستخدمت في إعداد المكان للزيارة ؛ و على طاولات غذاء ” الباربكيو ” في الخيمة البحرية الذي صاحبه أنغام و أغاني الفرقة الموسيقية الجهوية دار النقاش بين الحضور حول وجهتي نظر .. الأولى : ترى ترك المكان على بكارته بما في ذلك الطريق الرملي المعبد تعبيدا بسيطا حتى أنك لا تصل إلا بالحافلات الكبيرة أو سيارات الدفع الرباعي .. خوفا من زحف العمران و الزحام بمصاحبة ملوثات البيئة .. ؛ أما وجهة النظر الثانية : فكانت تميل إلى رصف الطريق لتسهيل الوصول مع إنشاء بعض الخدمات البسيطة مطعم و مقهي و دورات مياه على سبيل المثال مع فرض شروط صارمة لضمان منع الزحف العمراني و التلوث البيئي …

و الحقيقة أن كل من وجهتي النظر لها وجاهتها و مؤيداتها .. لذا فلابد من إرادة سياسية و إدارية لمساندة جهد الوزيرة المجتهدة من أجل ترويج و تنشيط تلك المنطقة و الحفاظ عليها في آن واحد ..

– و كعادة التونسيين في القسم برأس من يعز على قلوبهم فأغلب الظن أن تلك السمة ستنتقل إلى السياح القادمين إلى ” رأس إنجلة ” أو ” رأس أنجيلا ” لا يهمنا كثيرا كيف سينطقون أسمها ماداموا سيحلفون برأسها ..

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات