قبل أن تكتحل الأعين بسحرها و تمتلئ الصدور بنسيمها البحري لابد من عبور العالم السحري بين غابات الصنوبر لكي تصل إليها كأنها أميرة مسحورة تختبئ بين أوراق قصة للصغار .. و ما أحلى أن نعود صغارا أبكارا إلى زمن الرقة و البراءة التي تذكرك بها تلك المنطقة البكر ” رأس إنجلة ” كما ينطقها أهل ولاية ” بنزرت ” و بقية أبناء تونس ..
– من أو ما هي ” رأس إنجلة ” :
” رأس إنجلة ” أو عذراء الصخور المطلة على زرقة المتوسط محاطة بسياج من الصنوبر هي أقصى نقطة شمالية في القارة الإفريقية كما أخبرنا مسئولو وزارة السياحة التونسية … و هناك حيث يوجد ” الفنار” الذي شيده أو كان يديره رجل إيطالي تعددت الروايات حول تسمية المكان فمنهم من قال أنه أطلق على المكان أسم زوجته .. و منهم من قال أنه أسم أبنته .. و غيرهم ذكروا أنه أسم العائلة و أيا كانت الرواية الصحيحة فقد حمل المكان إسم ” أنجيلا ” التي حولها لسان الدارجة التونسية إلى ” إنجلة ” التى إقترنت إلى الأبد بذلك الرأس البحري الذي يعد أقصى نقطة داخل المتوسط في إفريقيا الشمالية لتصبح منذ ذلك الحين ” رأس أنجيلا ” أو ” رأس إنجلة ” التي تكتب بالعربية حسب الدارجة التونسية و بالحروف اللاتينية
Cap Angila
ترويج المنطقة سياحيا :
و كعادة وزيرة السياحة التونسية السيدة ” آمال كربول ” التي عرف عنها النشاط و كثرة الحركة و الإبتكار التي إنعكست على الوزارة التي تترأسها .. نظمت وزارة السياحة يوما سياحيا ترويجيا في منطقة ” رأس إنجلة ” بولاية بنزرت و التي تبعد عن وسط مدينتها 19 كيلومتر .. دعت إليه رؤساء البعثات الديبلوماسية و وسائل الإعلام المحلية و الأجنبية فضلا عن أعضاء من الحكومة .. للتعريف بالمنطقة كوجهة سياحية على غرار ” رأس أقولا ” أقصى نقطة جنوبية في القارة الأفريقية ؛ و قد أزاحت وزيرة السياحة ” آمال كربول ” الستار عن نصب تذكاري أقيم لهذه المناسبة القت فيها كلمة للتعريف بالمنطقة و مزاياها دعت فيها الحضور لزيارتها و الإستثمار فيها دولا و أفرادا ؛ و أعقب ذلك عرض راقص للشباب من أبناء المنطقة إستعملوا في أدوات التنظيف و التسوية التي إستخدمت في إعداد المكان للزيارة ؛ و على طاولات غذاء ” الباربكيو ” في الخيمة البحرية الذي صاحبه أنغام و أغاني الفرقة الموسيقية الجهوية دار النقاش بين الحضور حول وجهتي نظر .. الأولى : ترى ترك المكان على بكارته بما في ذلك الطريق الرملي المعبد تعبيدا بسيطا حتى أنك لا تصل إلا بالحافلات الكبيرة أو سيارات الدفع الرباعي .. خوفا من زحف العمران و الزحام بمصاحبة ملوثات البيئة .. ؛ أما وجهة النظر الثانية : فكانت تميل إلى رصف الطريق لتسهيل الوصول مع إنشاء بعض الخدمات البسيطة مطعم و مقهي و دورات مياه على سبيل المثال مع فرض شروط صارمة لضمان منع الزحف العمراني و التلوث البيئي …
و الحقيقة أن كل من وجهتي النظر لها وجاهتها و مؤيداتها .. لذا فلابد من إرادة سياسية و إدارية لمساندة جهد الوزيرة المجتهدة من أجل ترويج و تنشيط تلك المنطقة و الحفاظ عليها في آن واحد ..
– و كعادة التونسيين في القسم برأس من يعز على قلوبهم فأغلب الظن أن تلك السمة ستنتقل إلى السياح القادمين إلى ” رأس إنجلة ” أو ” رأس أنجيلا ” لا يهمنا كثيرا كيف سينطقون أسمها ماداموا سيحلفون برأسها ..
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.