الزيادة المفزعة في عدد سكان العالم

تعْداد السكان في العالم هي أعداد تقريبية لعدد الذين عاشوا على الأرض في فترة زمنية سابقة كما أنها تُعطي بالتقريب التغيير المُنتظر في عدد سكان العالم في المستقبل على أساس التطور الإجتماعي للسكان وتوزيعهم الجغرافي والحركة النشِطة التي تتسم بها تغيرات السكان في البلدان المختلفة .

وتشغل قارة آسيا النسبة الأكبر من عدد سكان العالم حيث تشكّل الصين والهند معاً 36.21% من عدد سكان العالم ، تأتي بعدها قارة افريقيا ثم أوربا ثم امريكا الشمالية تليها امريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي ثم أوقيانوسيا .

في عام 1804 تعدى عدد سكان الأرض مليار نسمة وبدأوا تزايداً سريعاً حتى أن زادوا إلى نحو أربعة أضعاف خلال القرن العشرين وفي نهاية عام 2009 وصل تعداد سكان العالم إلى نحو 6.9 مليار نسمة بينما يُقدر تعداد سكان العالم الآن بنحو 7.3 مليار نسمة وتقدِر الأمم المتحدة زيادة سكان الأرض بمعدّل 79 مليون نسمة سنوياً وذلك بين عامي 2005 و 2015 وبزيادة عدد سكان الأرض بمعدل 79 مليون نسمة كل عام يزيدتعداد السكان بمعدل 150 نسمة كل دقيقة أو 216000 نسمة يومياً .

ويعتمد التغيّر في تعداد سكان الأرض من جهة على معدل الإنجاب ومن جهة أخرى على زيادة مطردة يتسم بها عمر الإنسان في العصر الحديث وكذلك على معدل وفيات الأطفال .

أظهرت دراسة جديدة اجراها متخصصون في علم السكان أن عدد سكان الأرض سيبلغ على الأرجح 11 مليار نسمة في نهاية القرن الحالي ما يُظهر التسارع المستمر في الإزدياد السكاني خصوصاً في افريقيا حيث تشير التقديرات إلى أن عدد سكان افريقيا سيزيد 4 مرات ليصل من نحو مليار نسمة حالياً إلى 4 مليارات في نهاية القرن الحادي والعشرين ، وهذا الوضع يفسّر خصوصاً لكون معدلات الخصوبة في دول افريقيا جنوب الصحراء لن تتراجع بالسرعة المتوقعة وبذلك ووفقاً لهذه التقديرات الأخيرة ثمة احتمال بنسبة 80% أن يكون عدد سكان القارة الافريقية في نهاية القرن الحالي ما بين 3.5 إلى 5.1 مليار نسمة .

ويؤكد الباحثون أن الحصول على وسائل منع الحمل والتعليم يمثلان عاملين حاسمين على صعيد تقليص اعداد الولادات أما بقية أنحاء العالم فستشهد تغيرات أقل بكثير ممّا سيحدث في افريقيا .

وعن عدد سكان الوطن العربي تشير الإحصاءات إلى أنه قارب أو تخطى ال 370 مليون نسمة وتُعاني أغلب الدول العربية من ارتفاع معدل الزيادة السنوية السكانية بشكل غير مدروس مما يعمل على الضغط الجائر على المواد الغذائية والمائية والطبيعية في البلدان العربية وذلك في ظل سوء توزيع الموارد وضعف التعاون فيما بين الدول مما يشكل مصاعب اقتصادية لدى عدد كبير من السكان .

ويتوزّع الكثير من سكان الدول العربية حول أماكن تواجد مصادر المياه أو في مناطق تتساقط بها الأمطار بشكل كافِ حيث يعيش نحو 150 مليون عربي حول مجرى نهر النيل أو الفرات ودجلة في حين تتوزع الكثير من المدن والقرى في القسم الذي يستقبل الأمطار في بلاد الشام أو المغرب العربي ومناطق جنوب غرب شبه الجزيرة العربية .

وتُعد مصر أكثر الدول تعداداً في الشرق الأوسط وتتباين كثافة السكان في مصر من مكان لآخر تبعاً للمناخ ومدى مناسبة الظروف لممارسة الأنشطة الإقتصادية وخصوصاً الزراعة من تربة وتوافر مياه الري لذا ترتفع كثافة السكان في الأجزاء الوسطى والجنوبية من دلتا النيل بشكل كبير بحكم طبيعة الموقع وخصوبة التربة وتوافر عوامل الزراعة الجيدة وتعدد المراكز الحضرية ويمكن القول أن :

مصر ذات الترتيب السادس عشر عالمياً من حيث عدد السكان.
مصر ذات الترتيب المائة وسبعة وعشرون عالمياً من حيث كثافة السكان .
مصر ذات الترتيب الثالث افريقياً من حيث تعداد السكان بعد نيجيريا وأثيوبيا .
مصر ذات الترتيب الأول عربياً من حيث تعداد السكان .

ودائماً ما يثور التساؤل حول ما إذا كان التحكم في النمو السكاني يُعتبر شرطاً ضرورياً لعملية التنمية الإقتصادية ؟ حيث تأتي الإجابة دائماً من أن الدول المتخلفة لن تخرج من دائرة الفقر ما لم يتم التحكم في النمو السكاني فالزيادة السكانية تعني أعباء إضافية في صورة توفير الغذاء والكساء والمأوى ونفقات التعليم ، وإذا لم يتزايد الناتج القومي بالقدر الذي يكفي لمواجهة هذا الأعباء فإن مستويات المعيشة للسكان لن تتحسن فالنمو السكاني يهدد نوعية الحياة التي نحياها كما يجهض عمليات تحسين مستوى المعيشة التي تحاول الدول تحقيقها في ظل نمو سكاني مرتفع .

وتشير الأبحاث العلمية إلى أن النمو السكاني الحالي في تعداد السكان مصاحباً بالزيادة في كثرة استهلاك الموارد يمكن أن يشكل خطراً على النظام البيئي على سطح الأرض ، كما أن الإحصائيات العالمية تشير إلى أن الأرقام الحالية بخصوص النمو السكاني ” لم يسبق لها مثيل ” وأوضحت الإحصائيات أن الكثير من المشكلات البيئية مثل ارتفاع درجة ثاني اكسيد الكربون والإحتباس الحراري والتلوث تفاقمت بسبب الزيادة المستمرة في عدد السكان .