الذي هكذا وصل “2” … كينجيغوتو

01:24 مساءً الثلاثاء 3 فبراير 2015
نجوى الزهار

نجوى الزهار

كاتبة من الأردن، ناشطة في العمل التطوعي

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بسم الله الرحمن الرحيم

“ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”

صدق الله العظيم

 

” كينجيغوتو “

 

اقترب من النار . اقترب أكثر مما تحتمل تلك النار الملتهبة . فأرادته وقودا لها.

اقترب من النار . اقترب أكثر مما تحتمل تلك النار الملتهبة . فأرادته وقودا لها.

هكذا وصل الى هذا الكون “كينجي غوتو” , فعندما تقدمت إليه الحياة بأكسيرها الخالد استبدلت قلبه برمانة  , رمانة تتجلى بكل حُبيباتها ألوان العشق لمذهب الرحمة , فكان قلبه طفلا , وكانت حياته رمزا سرمديا من رموز الرحمة.

أمسك بالكاميرا وطاف العالم ليصور آلام الأطفال , آلامهم من جوع فقر وحرمان.

الأطفال الذين يتعرضون للحروب , تلك الحروب نحن الذين قمنا بها , نحن الذين ندعي أننا كبرنا واختبرنا الحياة.

نحن لم نكبر , فقط انتقلنا , تركنا طفولتنا ثم بدأنا النهش بقلوبنا .. بأرواحنا.

قلة قليلة . هم الذين تكون الرحمة . هي زادهم .. طعامهم .. بل هي منارتهم.

كينجي غوتو . تعرف عليه أطفال جنوب أفريقيا . فكتب كتابه الشهير “لا نريد الألماس بل نريد العيش الكريم”.

وذهب الى الشام . ذهب الى بلادي . يتقاسم حزنهم . يساعدهم في فتح بوابة التعبير بالرسم بالأجهزة الالكترونية . ويبكي بدموع ليست كالدموع.

ترك عائلته زوجته مع ثلاثة أطفال . لم يتسع قلبه لمنطق الاتهام والتشهير , أراد أن يفهم هؤلاء ؟ من هم ؟

اقترب من النار . اقترب أكثر مما تحتمل تلك النار الملتهبة . فأرادته وقودا لها.

هذا هو كينجي غوتو . وماذا عنا نحن ؟

وماذا عنا نحن . إني لأتوسل الى قلبي أن لا تغيب عنه رمانة التسامح.

وإني لأتوسل إليكم أن نكف عن هذا . وأن لا نبحث إلا عن تلك الرمانة السحرية التي تمتطي قلوبنا.

فلنكتب…

فلنكتب قاموسنا الأخلاقي من جديد , ونطرزه بمعاني الرحمة والتسامح .

فلقد سئمنا نحن البسطاء . سئمنا كل تلك النظريات والتعليقات والتحليلات عن واقعنا.

ماذا لو من تلك اللحظة . نتعلم رموز الرحمة , نرسمها في وجوهنا , ندحرجها في كلامنا.

وهؤلاء الذين أمسكوا بالسكين ليقطعوا شرايين الدم ليس باستطاعتهم قطع شرايين الحياة.

هؤلاء هم الذين أرادكينجي أن يقترب منهم في محاولة للفهم والتفهم , سحابة التسامح ماتزال بانتظارهم .

لكن رمانته كان قد آن الأوان لها أن تتفجر حبا لتستعيد مجددا أكسيرها الأزلي.

إني لأشعر به , إني لأرى دموعه الهائمة ما بين كون وكون وهي تبتسم لرمانته التي تستعيد ثوبها من جديد , فهو العارف أن للرمان طريق لا يذبل.

“المحبة متى اتسعت , صعب التعبير عنها بالكلام , والذاكرة إذا كثُرت أحمالها سارت تُفتش عن الأعماق الصامتة”

جبران خليل جبران

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات