بسم الله الرحمن الرحيم
“ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”
صدق الله العظيم
” كينجيغوتو “
هكذا وصل الى هذا الكون “كينجي غوتو” , فعندما تقدمت إليه الحياة بأكسيرها الخالد استبدلت قلبه برمانة , رمانة تتجلى بكل حُبيباتها ألوان العشق لمذهب الرحمة , فكان قلبه طفلا , وكانت حياته رمزا سرمديا من رموز الرحمة.
أمسك بالكاميرا وطاف العالم ليصور آلام الأطفال , آلامهم من جوع فقر وحرمان.
الأطفال الذين يتعرضون للحروب , تلك الحروب نحن الذين قمنا بها , نحن الذين ندعي أننا كبرنا واختبرنا الحياة.
نحن لم نكبر , فقط انتقلنا , تركنا طفولتنا ثم بدأنا النهش بقلوبنا .. بأرواحنا.
قلة قليلة . هم الذين تكون الرحمة . هي زادهم .. طعامهم .. بل هي منارتهم.
كينجي غوتو . تعرف عليه أطفال جنوب أفريقيا . فكتب كتابه الشهير “لا نريد الألماس بل نريد العيش الكريم”.
وذهب الى الشام . ذهب الى بلادي . يتقاسم حزنهم . يساعدهم في فتح بوابة التعبير بالرسم بالأجهزة الالكترونية . ويبكي بدموع ليست كالدموع.
ترك عائلته زوجته مع ثلاثة أطفال . لم يتسع قلبه لمنطق الاتهام والتشهير , أراد أن يفهم هؤلاء ؟ من هم ؟
اقترب من النار . اقترب أكثر مما تحتمل تلك النار الملتهبة . فأرادته وقودا لها.
هذا هو كينجي غوتو . وماذا عنا نحن ؟
وماذا عنا نحن . إني لأتوسل الى قلبي أن لا تغيب عنه رمانة التسامح.
وإني لأتوسل إليكم أن نكف عن هذا . وأن لا نبحث إلا عن تلك الرمانة السحرية التي تمتطي قلوبنا.
فلنكتب…
فلنكتب قاموسنا الأخلاقي من جديد , ونطرزه بمعاني الرحمة والتسامح .
فلقد سئمنا نحن البسطاء . سئمنا كل تلك النظريات والتعليقات والتحليلات عن واقعنا.
ماذا لو من تلك اللحظة . نتعلم رموز الرحمة , نرسمها في وجوهنا , ندحرجها في كلامنا.
وهؤلاء الذين أمسكوا بالسكين ليقطعوا شرايين الدم ليس باستطاعتهم قطع شرايين الحياة.
هؤلاء هم الذين أرادكينجي أن يقترب منهم في محاولة للفهم والتفهم , سحابة التسامح ماتزال بانتظارهم .
لكن رمانته كان قد آن الأوان لها أن تتفجر حبا لتستعيد مجددا أكسيرها الأزلي.
إني لأشعر به , إني لأرى دموعه الهائمة ما بين كون وكون وهي تبتسم لرمانته التي تستعيد ثوبها من جديد , فهو العارف أن للرمان طريق لا يذبل.
“المحبة متى اتسعت , صعب التعبير عنها بالكلام , والذاكرة إذا كثُرت أحمالها سارت تُفتش عن الأعماق الصامتة”
جبران خليل جبران
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.