هاني شكر الله : دعوة لتأسيس | بالأحمر | مجلة فكرية يسارية لا حزبية

01:25 صباحًا السبت 24 ديسمبر 2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

نشر الكاتب والصحفي الكبير هاني شكر الله على صفحته في فيسبوك الورقة التأسيسية لإصدار “بالأحمر”،  لقراءتها والتعليق النقدي عليها باعتبارها دعوة لتأسيس مجلة فكرية يسارية (لا حزبية) من أجل “نقد لا هوادة فيه لكل شئ قائم…” كما اقتبس من خطاب كارل ماركس لأرنولد روج (سبتمبر 1843)

IMG_3799تقديم
خمس سنوات بعد انفجار الثورة المصرية تحت شعار “عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة انسانية”، يجدر بنا النظر المتعمق في خاصية بارزة من خصائص حالة الفوران الشعبي غير المسبوق في عمقه ومداه التي شهدتها بلادنا منذ 25 يناير 2011، والتي تواصلت ثلاث سنوات، أسقطت خلالها ثلاثة أطقم حاكمة، ومازالت آثارها باقية رغم ضراوة الثورة المضادة، متمثلة في مئات الآلاف من الشباب المتمسكين بمبادئ الثورة وشعاراتها، والتواقين لمصر قوامها الحرية والعدالة الاجتماعية، ومتمثلة كذلك في نضالات سياسية واجتماعية متواصلة، رغم التضحيات الكبرى، على خلفية أزمة حكم طاحنة لا يبدو منها فكاك.
تكمن تلك الخاصية في رأينا في تجاوز ساحق للسياسة (كشعارات وممارسة عملية وطرائق نضال) للفكر (كرؤية للعالم ومناهج لتفسيره ومرشد لا غنى عنه لقضايا البرامج والاستراتيجية والتكتيك). إذ نلاحظ أن شعارات الثورة المصرية في مجملها، وكثير من المناضلين الذين اضطلعوا بقيادتها ميدانيًا، وجزء هام من مبادراتها التنظيمية القاعدية والتعبوية النضالية، انتموا جميعا إلى “اليسار”، ليس بمعناه الأيديولوجي الضيق، ولكن بالمعنى الاستراتيجي الفضفاض القائم على الربط بين التغيير الاجتماعي والتحرر السياسي وعلى إدراك مركزية الحركة الجماهيرية من أسفل في تحقيق مطالب الثورة. لكننا نلاحظ في الوقت نفسه مفارقة الفجوة الهائلة بين هذا وبين مستوى تبلور فكر اليسار وعمقه واتساع تأثيره، فضلا عن الغياب الفادح لنقاش فكري حقيقي في أوساط التيار الجذري في الثورة، ولنضال نظري جدير بهذه التسمية في مواجهة البنى والأنساق الأيديولوجية السائدة التي يمتد نفوذها في كثير من الأحيان، وبأشكال متنوعة، لمعسكر الثورة ومناضلي اليسار.

المشروع المقترح

إذن، فالسياسة سبقت الفكر في الثورة المصرية. لكننا نلاحظ من ناحية ثانية أن هذه الثورة خلقت – كما كان محتما لها أن تخلق – فضاءً جديدا لثورات في الفكر والثقافة نرى مؤشراتها ومظاهرها كل يوم؛ ثورات يفجرها الآلاف من الشباب، وترفد في مجراها إنتاج أعداد كبيرة من المبدعين الجدد في شتى مجالات الفكر والثقافة، وتصيب المجتمع القديم بفزع ظاهر بهجومها النقدي على كل البنى الأيديولوجية البالية الحافلة بالتناقضات.
وهكذا، فالمهمة المطروحة ليست إطلاق ثورة في الفكر والثقافة، فهذه قائمة بالفعل، ولكن مساعدة تلك القائمة على التحقق بأكمل الصور وأكثرها فاعلية. من هنا، فنحن نطمح لإنشاء منصة للنقاش والإنتاج الفكري والنضال النظري والثقافي ذات طابع يساري في منظورها العام، حديثة ومجددة، راديكالية في نقدها للقديم، ومبدعة وجريئة في إنفتاحها على كل ما هو جديد وغني وعميق ومتنوع. ونوجز تصورنا في التالي:
– هي منصة لا حزبية، هدفها تجديد الفكر اليساري وإطلاق ثراءه وإبداعه في كافة المجالات، وليس الدعاية والترويج لمنظور فكري أو أيديولوجي يعبر عن فصيل حزبي أو سياسي بعينه.
– تعمل على رفد الإنتاج النظري والفكري المبدع والمجدد في الإطار العام لمبادئ اليسار وشعارات الثورة المصرية، وفي مختلف مجالات الفكر، وتسهم بالتالي في تنظيم النقاش وتوحيده، وليس فرض رؤية بعينها عليه، حتى لا يعود الحوار “حوار طرشان” أو يبقى شذرات تتناثر هنا وهناك بلا فاعلية أو هدف.
– تنأى بنفسها عن اليومي والتكتيكي، ومن ثم عن التنابز والتشاتم والحلقية والشللية، وكلها أمراض طالما عانت منها قوى اليسار والثورة المصرية عموما، وتنشد الأطر الفكرية الأعم والأكثر شمولا في السياسة والاقتصاد والاجتماع وفي نظرتها للحركات الاجتماعية وفي تشخيصها للأوضاع الإقليمية والعالمية.
– تتطلع لأسلوب حي وجذاب في الكتابة، ولصرامة علمية ودقة في التحقق من المعلومات والإسناد، وللابتعاد عن الخطابة والوعظ، مع طرح الأسئلة وتحفيز التفكير والنقاش، وتجنب الإغراق في الطابع الأكاديمي الجاف.
– تشجع الحوار والتناظر شرط أن يكون قوامه الاحترام المتبادل بين المتناقشين والابتعاد عن التصيد والتهكم، حوار يقوم على مناقشة الأفكار المخالفة من منظور أقوى ما فيها وليس هفواتها.
– تجمع بين الدراسات المتعمقة والحوارات والمناظرات حول قضية بعينها، وبين المقال القصير في قضية فكرية أو ثقافية بعينها، وتنفتح على كل تنوع مبدع في أساليب السرد، كما تجمع بين اسهامات اليسار المصري والعربي والعالمي، وتعمل على ترجمة ونشر بعض من أهم منتجات مفكري اليسار المعاصرين في العالم، وفي مختلف مجالات الفكر.
– لا يقتصر اهتمامها على القضايا السياسية الكبرى، ولكن يمتد ليشمل شتى مناحي الفكر: في الفلسفة والتاريخ والاقتصاد والعلوم والفكر الديني والثقافة. وتهتم بشكل خاص بقضايا النضال الثوري وبقراءة تجاربه واستخلاص خبراته، وتعني بقضايا من نوع قراءات في تجربة الثورة المصرية وموجة الثورات العربية، تطورات الإقليم وصراعاته، الوضع العالمي وتطورات الإمبريالية، النظام الرأسمالي العالمي اليوم، خصائص التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية في مصر، العمال والحركة العمالية، القضايا الزراعية والفلاحية، التجارب الثورية والنضالية العالمية، أحوال اليسار في العالم، قضايا البيئة، قضايا المرأة والنوع الجنسي، الدين والعلمانية ونقد الفكر الديني، تاريخ مصر والبلدان العربية، القضية الفلسطينية، الصراع ضد الإمبريالية العالمية، إشكاليات حركات المقاومة والتحرر الوطني، تاريخ وحال الفكر المصري والعربي، الثقافة والسينما والموسيقى والغناء، وغيرها من القضايا.
– تتعاون بقدر الإمكان مع الإصدارات المماثلة في المنطقة العربية والعالم، بما يشمل حقوق الترجمة وتبادل المقالات والدراسات والمشاركة في طرح ونقاش قضايا بعينها.
خطوط عملية عريضة
– تُطلق المجلة كموقع الكتروني يحدّث في بدء الأمر بدورية نصف أسبوعية، ووفقا لتواتر الاسهامات، ويتم اللجوء للميديا الاجتماعية في إعلام المهتمين بمواده وتحديثاتها.
– يمكن للموقع أن يشتمل على أرشيف لأهم الإنتاج الفكري اليساري في سنوات سابقة وفقا لرغبة مؤلفيه وموافقة ناشريه، وتبعا لمدى توافق المنتج المعني مع سياسة تحرير المجلة كما هو مبين أعلاه.
– ينفتح الموقع على تعليقات ومناقشات وانتقادات قراءه ويتفاعل معها قدر الإمكان، شرط الالتزام بمستوى راق للحوار وبالكود الأخلاقي الموضح أعلاه.
– يمكن في مرحلة لاحقة، وبقدر نجاح المجلة الإلكترونية في كسب دائرة واسعة من المساهمين والقراء والمتفاعلين، أن يتم الاتفاق على إصدار مجلة دورية (شهرية أو كل شهرين أو فصلية)، ويتم تكييف الموقع الالكتروني وفقا لذلك.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات