القمة العربية في تونس … كواليس اللحظات الأخيرة قبل الافتتاح

04:40 مساءً الأحد 31 مارس 2019
خالد سليمان

خالد سليمان

كاتب وناقد، ،مراسل صحفي، (آجا)، تونس

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

3E6B6D59-6BB6-4507-B6AC-2E9CD70D0D29شهدت العاصمة التونسية إسبوعا حافلا بالعمل العربي لكافة المنظمات العربية الإقليمة التابعة لجامعة الدول العربية ” 35 منظمة ” في إطار الإعداد والتحضير للقمة العربية حيث إستعرضت تلك المنظمات حجم الإنجاز في العمل العربي المشترك و ناقشت الخطط المستقبلية المزمع العمل بها لتوسيع نطاق العمل العربي المشترك في مختلف المجالات ، ثم إجتمع وزراء الإقتصاد و المالية العرب لبحث المزيد من التعاون العربي المشترك يوم الخميس 28 مارس الجاري حيث شهد الإجتماع مراسم التسليم و التسلم بين وزيري المالية السعودي و وزير الإقتصاد التونسي حيث تسلمت تونس المسئولية عن هذا الملف الذي كانت تتولاه المملكة العرببة السعودية في 2018 خلال رئاستها للقمة التي عقدت في مدينة الظهران في العام المنصرم و التى تنتقل رئاسها إلى تونس في 2019

وزراء الخارجية و الموقف من فلسطين و الجولان و خطر الإرهاب و التمدد الإيراني :

و قد إلتئم يوم الجمعة 29 مارس الجاري الإجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب الذين تبنوا موقفا موحدا من القضية الفلسطينية و القرار الأمريكي الأحادي الذي يكرس ضم الكيان الصهيوني للجولان .. و قضايا الإرهاب
و يعد إجتماع وزراء الخارجية العرب بمثابة وضع اللمسات الأخيرة على القرارات  و التوصيات التي ستصدر في إجتماع الملوك و الأمراء و الرؤساء العرب يوم الأحد 31 مارس الجاري ..

أبو الغيط .. نرفض منح المحتل الشرعية :

تحدث السيد / أحمد أبوالغيط .. أمين عام جامعة الدول العربية حول قلق الرأي العام العربي إزاء  حالات التفسخ والتفكك التي ضربت بعض الدول العربية ، و معاناة الشعوب التي أنهكتها الصراعات .. و نهج التربص و الإنقضاض الذي تنتهجه بعض القوى الإقليمية في تعاملها مع المنطقة العربية .. ، كما أكد على رفض العرب للإحتلال أو تسميته بغير إسمه و منح المحتل شرعية لإحتلاله ، و أن الجولان أرض سورية عربية محتلة بواقع القانون الدولي و قرارات محلس الأمن 242 لعام 1967 و 497 لعام 1981 و التي رفضت الإعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان و أن أي إعلان من أي دولة مهما كان شأنها أو مكانتها يناقض هذه الحقيقة لن يغير من الواقع شيئا ، و ليست له حيثية أو أثر قانوني .. و إذا كان الإحتلال جريمة كبرى فإن شرعنته خطيئة و تقنينه عبث بالقانون و مبادئ العدالة .. و إقرار بأن القوة تنشئ الحقوق و ترتب المزايا .. و ليس على مثل هذا المبدأ يتأسس النظام الدولي المعاصر الذي كانت الولايات المتحدة أول من وضع أسسه و روج لمبادئه .. ثم تأتي اليوم لتكون أول من يخرق هذه المبادئ و يضرب تلك الأسس..

و شدد على الإجماع العربي في دعم الفلسطينيين في نضالهم من أجل إنهاء الإحتلال و إقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 و عاصمتها القدس الشرقية ، و أدان القمع و الحصار و الإستيطان الذي تمارسه سلطات الكيان الصهيوني الغاصب و مواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة التي جاءت كلها مخيبة للآمال و مشجعة للإحتلال على المضي قدما في هذا النهج الذي يضرب إستقرار المنطقة و يضعف قدرتها على مواجهة رياح التطرف دينيا كان أم قوميا ..
كما تحدث في كلمته المكثفة عن إجتماع كلمة العرب على التمسك بالدولة الوطنية و الحفاظ عليها و حماية تكامل ترابها و صيانة سيادتها ، و أنه لا حل سوى الدخول في تسويات سياسية حقيقية سواء في سوريا أو ليبيا أو اليمن ، و عدم السماح بتدخل الآخرين في شئوننا
و ثمن الأمين العام إنعقاد القمة العربية الأوروبية .. للمرة الأولى في شرم الشيخ الشهر الماضي بإعتبارها مؤشرا على علاقة إيجابية مع التجمعات و التكتلات العالمية الكبرى .. و الذي سبقه في ذات الإتجاه إنعقاد المنتدي العربي الصيني في يوليو 2018 ، و أعرب عن تطلعه إلى إنعقاد منتدى التعاون العربي الروسي في أبريل القادم .. ، و الإجتماع الوزاري العربي الهندي ، و الدورة الثانية للحوار السياسي العربي الياباني في نهاية العام الجاري ، كما نوه عن تعليقه أهمية كبيرة على إنعقاد القمة العربية الإفريقية الخامسة في الرياض في نهاية العام أيضا لما ينطوي عليه البعد الأفريقي من أهمية إستراتيجية متزايدة للعالم العربي على أكثر من مستوى

– العساف .. نرفض و نستنكر ضم الجولان :

د/ إبراهيم بن عبد العزيز العساف .. وزير خارجية المملكة العربية السعودية .. تحدث عن ما توليه قيادة المملكة و شعبها من إهتمام بقضية العرب الأولى التي على رأس أولوياتها أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة و على رأسها إقامة دولته المستقلة و عاصمتها القدس الشرقية .. مجددا رفض المملكة القاطع لأية إجراءات من شأنها المساس بوضعها التاريخي و القانوني ، مع تأكيده من جديد على رفض العربية السعودية القاطع لإعتراف الولايات المتحدة و دول أخرى بالقدس عاصمة ” لإسرائيل ” ، كما جدد رفض المملكة التام و إستنكارها للإعلان الذي أصدرته الإدارة الأمريكية بالإعتراف بسيادة ” إسرائيل ” على هضبة الجولان السورية المحتلة مؤكدا موقف المملكة الثابت و المبدئي من هضبة الجولان و أنها أرض عربية سورية محتلة وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة ، و أن محاولات فرض الأمر الواقع لا تغير في الحقائق شيئا ، و أن الإعلان المشار إليه مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة و مبادئ القانون الدولي و القرارات الدولية ذات الصلة بما في ذلك قرارات مجلس الأمن ، و حذر من الآثار السلبية الكبيرة على مسيرة السلام في الشرق الأوسط و أمن و إستقرار المنطقة ..

كما ذكر العساف أن أخطر أشكال الإرهاب و التطرف هو ما تمارسه إيران من خلال تدخلها السافر في الشئون العربية و ميليشياتها من الحرس الثوري الإيراني في العراق و سورية و لبنان و اليمن الذي يحتاج التعاون العربي لمواجهته ، و العمل على وقف برنامج إيران الصاروخي البالستي الذي تزود به الميليشيات الحوثية و تقوم من خلاله بإعتداءات سافرة بإطلاق المئات من الصواريخ الباليستية على مدن المملكة بما فيها مكة المكرمة مما يمثل تهديدا للمنطقة و للأمن و السلم الدوليين ..
و أضاف العساف أن العربية السعودية ملتزمة بوحدة اليمن و إستقراره و أمنه و سلامة أراضيه من خلال دعمها للحكومة الشرعية ،  وترحيبها بالجهود المبذولة من كافة الأطراف لتحقيق ذلك .. ، و حمل ميليشيات الحوثي التابعة لإيران المسؤلية الكاملة تجاه ما يحدث في اليمن .. و تعنتها في تنفيذ إتفاق إستوكهولم و عدم إنسحابها من مدينة الحديدة و موانئها ، و عدم التزامها بالإتفاقيات و قرارات مجلس الأمن ذات الصلة و تسببها في الأزمة الإنسانية في اليمن
و أكد أن المملكة العربية السعودية ستظل سندا و عونا للشعب السوري لتخفيف معاناته و تلبية إحتياجاته الإنسانية وفق موقفها الواضح و المعلن لإستقرار سوريا و وحدتها و سيادتها و سلامة أراضيها  ، و في الشأن الليبي قال أن السعودية تدعم مؤسسات الدولة الشرعية .. و الحل السياسي فيها يحافظ على وحدتها و يحصنها من التدخل الأجنبي .. ، و في نهاية كلمته سلم إبراهيم العساف رئاسة الإجتماع الوزاري التحضيري للدورة الثلاثين لمجلس الجامعة على مستوى القمة لنظيره التونسي  خميس الجهيناوي .. بإعتباره ممثلا للدولة التي ستترأس القمة في دورتها الثلاثين

– الجهيناوي .. التسوية السياسية الشاملة في ليبيا :

وزير الخارجية التونسي إستهل كلمته بالترحيب بضيوف تونس من الوفود المشاركة .. متحدثا عن دقة الظروف التي تمر بها المنطقة العربية و أن تلك الظروف تستوجب في إطار المسئولية العربية المشتركة الخروج بقرارات و توصيات متوافق عليها ترفع إلى القادة العرب لتساعدهم على وضع التصورات العملية و التقدم نحو إيجاد الحلول و التسويات المناسبة لقضايانا ، و تعزيز قدرات بلداننا على مواجهة التحديات و ما يحيق بها من مخاطر وتهديدات ..
و أعلن الجهيناوي .. أنه إنطلاقا من ثوابت السياسة الخارجية التونسية و التزامها بخدمة القضايا العربية و الحفاظ على وحدة الصف ، فإن تونس عقدت العزم من خلال توليها رئاسة هذه القمة على العمل بالتنسيق و التشاور مع كل الدول العربية الشقيقة لإضفاء فاعلية أكبر على العمل المشترك و إستعادة زمام  الدور العربي في معالجة أوضاع المنطقة و مساعدتها على التخلص من أزماتها و مهددات أمنها و إستقرارها ، و تحدث عن المكانة المركزية للقضية الفلسطينية في وجدان كل الشعوب العربية و الإسلامية و القوى المحبة للسلام ، و أنها ستظل على رأس الأولويات من خلال مواصلة الوقوف إلي جانب الشعب الفلسطيني الشقيق ..
و أكد في كلمته عن التسوية السياسيه الشاملة في ليبيا و إعادة الأمن و الإستقرار إليها و الحفاظ على سيادتها و إستقلالها و وحدة كيانها ، و أن تونس ماضية في إطار المبادرة الثلاثية  بالتنسيق مع الشقيقتين الجزائر و مصر من أجل تكريس حل ليبي للأزمة .. بالإضافة إلي دعم جهود المبعوث الأممي غسان سلامة لإستكمال تنفيذ مختلف مراحل خطة العمل من أجل ليبيا

و دعى إلى العمل على تحقيق تسوية سياسية تمكن من الحفاظ على وحدة سورية و مناعتها و إنهاء تلك الأزمة و وضع حدا لمعاناة الشعب السوري و تجاوز الوضع المتردي الحالي من أجل الإسهام في تحصين المنطقة ضد التدخلات الخارجية
و شدد على رفض تونس لقرار الإعتراف بسيادة ” إسرائيل” على هضبة الجولان المحتل لمخالفته القرارات الدولية و هو قرار لاغ ولا أثر قانوني له و لا يغير الصبغة القانونية و لا تترتب عليه أي التزامات ، و أن تونس ستعمل مع بقية الدول العربية الشقيقة و المجموعة الدولية على تطويق كل التداعيات المحتملة لهذا القرار في المحافل الإقليمية و الدولية .. ، و أشار إلى ضرورة دفع مسار التسوية السياسية في اليمن وفق المبادرة الخليجية و آلتها التنفيذية و القرارات الأممية ذات الصلة لوقف الأعمال القتالية و إستئناف الحوار بين الأطراف اليمنية من أجل إنهاء معاناة الشعب اليمني و تكريس الشرعية و إستعادة الأمن و الإستقرار

– كان التوجه العام في الإجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب يعكس إجماعا عربيا حول القضيه الفلسطينية و إستعادة مكانتها كقضية مركزية و التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني و أهمها إقامة دولته المستقلة و عاصمتها القدس الشرقية ، و أيضا كان موقف رفض القرار الأمريكي بضم مرتفعات الجولان للكيان الصهيوني قاطعا من كافة الدول العربية ، كما عكس الإجتماع رغبة عربية واضحة في تسوية الأوضاع سياسيا و بعيدا عن أي تدخل خارجي في ليبيا و اليمن و سورية .. فيما تحلم الشعوب أن لا تضيق فسحة الأمل و أن لا يتبدد ما بقي من الحلم العربي

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات