بيروت -اسماعيل فقيه:
الركن الصحافي الاقتصادي اللبناني ينهار اليوم بغياب الصحافي عصام الجردي. يخسر لبنان وتخسر الصحافة اللبنانية عميدها واستاذها . عصام الجردي ليس مجرد اسم صحافي غادر الحياة. انه عنوان الثقة والقدرة على اعلاء الثقة بالوطن المنهوب من سياسيه وزعمائه اللصوص. عصام الجردي الصحافي الذي واجه الحقيقة المرة وساهم بكشف الفساد في الوطن الصغير ،سيبقى حيا في ضمير كل انسان حر ..ونعته جريدة المدن التي كان عميد اعمدتها، قائلة:
اليوم، تخسر “المدن” والصحافة اللبنانية، أحد كبار مخضرميها العنيدين المبدئيين. صاحب القلم الصارم الشديد الاستقلالية، الذي لا يوجهه سوى شغفه بالاستقامة، لغة ورأياً ونقداً (رابط مقالاته).الصحافي الذي احترف الشأن الاقتصادي إلى حد تكريسه مرجعاً وخبيراً لا غنى عن مقالته، المشبعة أيضاً بثقافة سياسية، قضى السنوات الأخيرة يكرر بلا ملل “إنذاراته” الشهيرة بقرب الكارثة، ويفضح بلا هوادة الممارسات المنحرفة في سياسات الدولة المالية، وفي قرارات وهندسات مصرف لبنان.. وكل ما تقترفه المصارف الخاصة. قضى السنوات الأخيرة، ينبّه إلى حد التقريع، ويكشف إلى حد الصراخ بالأرقام والوقائع والوثائق ما كان يراه ويعرفه ويتيقن منه أنه الطريق نحو الكارثة والانهيار (راجع مقالته الأخيرة).
ينتمي الجردي إلى ذاك الجيل من الصحافيين الذين كانوا يمنحون مهنتهم حصانة التسمية: “السلطة الرابعة”، التي تأنف الاستتباع والاستزلام، وتنحاز إلى معنى “الرأي العام” الذي يحاسب وينتقد ويعمم الحقائق ويقرأ الأحداث. وهذا ما بات نادراً لبنانياً.عصام الجردي، الغضوب في حروفه، اللائق أبداً في كلماته، الحاد في وصفه، المتزمت بقواعد المهنة وأصولها، الذي رعى أجيالاً من الشبان الصحافيين، بحرص وشغف، منح الصحافة الاقتصادية اللبنانية الكثير من الصدقية والاحترام.قضى عقوداً في هذه المهنة الصعبة، وكسب معركة استقلاليته في كل الصحف الكبرى التي عمل فيها، حصيناً بوجه إغراءات هائلة لسلطة المال والسياسة والنفوذ. وكان من ذاك النوع المخيف لأهل السلطة، إن كتب وإن قال وإن نقدَ. فهو يكاد يكون رائداً في تعميم ثقافة العداء للفساد والفاسدين.رحيل عصام الجردي، أشبه بهزيمة جديدة يتلقاها جسد الصحافة اللبنانية.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.