اليابان: جذور ومقاربات

01:04 مساءً الجمعة 17 يونيو 2022
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

أهداني  الصديق والباحث د. رضا عبد الرحيم أحدث مؤلفاته (اليابان جذور ومقاربات)، والذي سعدت بقراءة الكثير من فصولهن لدى نشرها في مجلة اليابان (نيبون تايمز) أو آسيا إن (شبكة أخبار المستقبل، وكان ضم هذه المقالات تحت سقف واحد ضروريا لفهم الثقافة اليابانية المعاصرة، ومدى ارتباطها بالتاريخ والأسطورة، بشكل يسره الكاتب بلغة سلسة وموجزة، فجاءت كتابا في 152 صفحة، موزعة بين 19 فصلا، تجيب في طياتها عن أسئلة كثيرة تجول بخاطر القراء لدى استحضارهم مفردة “اليابان”

أول فصول الكتاب عن العِرْق الياباني؛ إذ تدخل فى تركيب أبدان اليابانيين – كما يقول المؤلف –  ثلاثة عناصر:القوقاسى(قوقازيين) وقد اتاهم من امة بينهم يقال لها “ابيسو”أو”عينو” هم سكان هوندو من جزائر اليابان،ثم العنصر المغولى اتاهم من آسيا عن طريق منوريا وكوريا،والعنصر الثالث هو الملقى جاءهم من ملايزيا عن طريق الفيلبين وفرموزا(تايوان).فمن اختلاط هذه العناصر على توالى الأجيال نشأ هذا الشعب الذى أدهش العالم بذكائه واقدامه وتعقله. ويذهب علماء الأجناس- أستنادا إلى الموقع الجغرافى لليابان والملامح المميزة لأفراد شعبها – أن يكون أسلافهم من أصل منغولى ؛ وذلك لأن الملامح المنغولية أكثر ظهورا فى اليابانيين من سواها..يدل عليها قصر القامة (متوسطها 5 اقدام و4 قراريط)،وصغر الأنف مع غياب جذره،وبروز الوجنات ولون البشرة الأسمر المصفر ولو قليلا،وعيونهم أقل انحرافا من عيون الصينيين،شعورهم سوداء وخفيفة.ويميلون إلى الاعتقاد بأنهم قدموا إليها من منغوليا والصين وكوريا.ولعله مما يؤيد هذا الرأى تلك البقعة الحمراء المعروفة بالبقعة المنغولية والتى يولد جميع الأطفال اليابانيين وقد طبعت على ظهورهم. أما الدم القوقاسى فأنه ظاهر بالاكثر فى قواهم العاقلة واشراق لون بشرتهم أو هى بيضاء فى ما يكتسى من ابدانهم.

ويحاول الدكتور رضا عبد الرحيم في كتابه، وهو الباحث في وزارة الآثار، أن يستدغي أبحاثا يابانية قد تفيد العالم كله، ولعل أهمها ما  قام به عالم النبات اليابانى وخبير علم البيئة النباتية  د.أكيرا مياواكى، الذي ولد فى اليابان عام 1928،وحصل على الدكتوراه فى العلوم عام 1961، بتأسيس طريقة لاستعادة الغابات وإعادة تأهيلها،تسمى طريقة(مياواكى) والتى حققت إنجازات ملموسة فى اليابان ودول أخرى.

وتقوم على فكرة استعادة الغابات متعددة الطبقات بزرع مجموعة من البادرات المختلفة بكثافة ،مع بادرات الشجرة الأولى(الأساسية) فى الحياة النباتية الطبيعية فى المنتصف ،ومحاطة بأنواع أخرى عديدة. فحتى فى عالم النباتات الخضراء،هناك مفارقة ملفتة:معظم النباتات الخضراء التى نراها الآن ،زرعها الإنسان كبديل أو عوض عن الأشجار الأصلية،وهى بذلك ليست أشجارا حقيقية أصلية.

والأشجار الأصلية لديها قدرة عالية على الأستمرار والمقاومة حتى فى أشد الظروف قسوة .ويجب أن نحمى الغابات الأصلية التى لاتزال تقاوم،لكونها كما ذكرت آنفا أساسا لحياة الإنسان،ومعاودة زراعة الغابات التى تعرضت للاجتثاث بطريقة مياواكى ،وإن لم نفعل ذلك،لن نتمتع بمستقبل رشيد،حتى لو تطور العلم والتكنولوجيا إلى أبعد مدى ممكن.

وقد طبقت طريقة  مياواكى بزراعة حوالى 30 مليون شجرة أو يزيد بالتعاون مع الحكومات والشركات والمنظمات  ووصل عدد المناطق المزروعة إلى حوالى 1600 منطقة تقع فى اليابان وماليزيا وتايلاند والفلبين والهند وأمريكا الجنوبية(الأمازون) وكينيا فى إفريقيا وتسمانيا فى استراليا

فصول الكتاب تُقرأ من عناوينها، سواء كانت عن (كوجيكي) كتاب اليابان المقدس، أو حروب البوشين التي أنهت عزلة المجتمع الياباني أو طقوس الشاي اليابانية (السادو)، أوتمائم المسرح التقليدي في بلاد الشمس المشرقة، وهكذا. ألف حكاية وحكاية تضيء الطريق إلى بوابات اليابان.

أحمل هدية د. رضا عبد الرحيم، وهو يحمل هديتي، كتابي (أيام دمشقية)

د. رضا محمد عبد الرحيم (1972)، باحث أول أثار مصرية ، وزارة الآثار، دكتوراة فى الآثار المصرية، عضو عامل باتحاد كتاب مصر، وعضو عامل بالجمعية المصرية للدراسات التاريخية، وصـدر له: مجموعة قصصية بعنوان”صرخة ناووس”، الهيئة العامة لقصور الثقافة،القاهرة 2015م. مسرحيتان تحت عنوان”محاكمة هيرودوت،رسائل خوفو السرية”، دارالنهى للنشر،القاهرة 2016م.كتاب أيام  فى طوكيو (من ادب الرحلات)، داراطلس للطباعة والنشر،القاهرة 2018م، كتاب من وحى الآثار، دار إضافة للطبع والنشر،الإسكندرية 2021م، وأخيرا هذا الكتاب (اليابان جذور ومقاربات)، دار بتانة للطبع والنشر،القاهرة 2022م. وقد حصل د. رضا محمد عبد الرحيم على الميدالية التذكارية لاتحاد كتاب مصر؛ تكريما لدوره فى إثراء أدب الرحلات فى مصر منذ 2018 حتى عام 2022م

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات