أنطولوجيا طريق الحرير | قصائد نانوية من أجل أفريقيا |142 | ربى اليوسف | لبنان

12:12 صباحًا الأحد 1 يناير 2023
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

حيواني يُناديني: أنا الملكة!

إنّك ديناصورات مُعاد تدويرها

وفراشات تنانين

ونباتات،

وصخور،

 وحطب…

فتّش في جسمك عن الحيوان الذي يسكنك

في جسد كل منّا حيوان خاص به

وربما تكون أنت ذلك “الحيوان”

لا تستغرب،

فقط دقّق في حركات يدك

كيف ترفع أصابعك

وكيف تمشي

وكيف تنام

وكيف تصرخ؟

ربما تكون طَرِيْغَلا

أحد أنواع السمك

أو بطريق غالابوس

أحد أنواع الطيور

إدميرة نبيلة

ذيل ثميس Urothemis

.

.

.

أنت تخاف من حيوانك

لذلك لا  تعترف به،

تشتري من أجله الأقفاص

وتعبر الحدود

وتشيّد المنازل والقصور

وتلبس الماركات العالمية (فيرساتشي، أرماني، رالف لورين، دولتشي اند جابانا..)

وتلمّع حذاءك فوق صناديق الخشب المربّعة على جوانب الطرقات مقابل دولار واحد

وتتكلّم سبع لغات..

ولا ترضى سوى بكوب قهوة من (كوبي لواك Kopi Luwak)

التي هي في الأصل من مخلّفات حيوان “زباد النخيل”

أنت صورة عن حيوانك..

ويقول العرٌافون بالرداء الأحمر الذين تدور الكرة البيضاء فوق رؤوسهم خمس مرات: أنت تخاف من صورتك!

لذلك اخترعوا لك الـ “Filter”

والـ Snap Chat”

وأدوات التجميل…

لا شيء في العالم يقع خارجك

أنت في الغابة

تستدعي نفسك

وتتواصل مع “روحك العليا”

وتكشف عن أسرارك للمرة الأولى

أنت في الغابة

عارٍ من الخوف

تسمع صوت حيوانك وحده

تملّس على جسده اللزج

وعلى الإفرازات البيضاء

على جلده

وسمّه

تسلمّه نفسك

مثل عروس المسيح في الكتاب المقدس

و”أفسس”

حيوانك يبوح لك بأشياء لا تريد أن تعرفها عن نفسك

والمعرفة مخيفة

عندما تعرف

تموت فورًا

لذلك تحاول منع ذلك الصوت من الوصول إلى رأسك

لذلك تهرب،

ترسم من حولك الإمبراطوريات

والجنود

والخدم والحاشية

والألقاب : أندريانا،

إنكا سابا، الإنكا العظيم

بيغوم بيشوا بيجزاد…

حيوانك يعرف من أنت؟

السؤال الذي تقضي عمرك في البحث عن جواب

(له، من أجله)

أنت لا تموت فقط بمجرد

انتهاء جدول الزمن الإلهي

أنت تموت مع موت حيوانك

لا تخف من العاهرة المقدسة

التي تسكنك

أنت مزيج منهما

من هاتين الصفتين التي قام على أساسهما الخلق

أنظر إلى ارتفاع النيران في عمودك الفقري

إلى أحجار “الشقرا Chakra” في يدك

إلى الآلهة غير

المرغوب

بها

أنظر إلى حيوانك

إنه يتجلّى لك

بمجرد أن تفتح النافذة

اسمعه

اتبع صوته

ربما لا يعدو كونه

أكثر من أرنب أبيض

يبحث عن جسد امرأة سوداء

لذلك قتل كل مواليدها

وسمّاهم “عبيد”..

من لديه القدرة على رؤية ذلك الحيوان

لديه القدرة الإلهية

على معرفة من “السيد” ومن “العبد”؟!

يسمّونني عبدة

وحيواني

يناديني الملكة

أنا الملكة…

افتح باب العرش

حتى أخرج لك

بثوب زفافي الأبيض

المضرّج بالدم

عن قرون من الاستعمار

والاستعباد

من البقر البيض

والقرون الهلالية الضخمة

يا ملوك البقر “الفلان”

وجدّي الأعلى الذي فتّح عينيه على الشمس والبقر

حتى سكنه الجن الأخضر

وملك الجن شمهروش

ثم أعطاه السر: من يجد الحيوان

الذي يبحث عنه،

في مدار “بلوتو- شارون”

قد وجد كل شيء في العالم

بلوتو

شارون

واسم حيوان جديدٍ آخر في العالم

هل تريد أن تعرف اسمه

اتبعني،

..

أنا وجدت حيواني

وأنت؟

ربى اليوسف

حاصلة على شهادة في فنون التواصل عن اختصاص راديو وتلفزيون Radio&Tv، شاركت في المجموعة القصصية (أنا أسكن ضاحية بيروت الجنوبية) الصادرة عن دار المجمع الإبداعي، لي بعض المشاركات في عدد من المختارات و”الأنطولوجيا” الشعرية، إضافة إلى مشاركات أخرى في المجلات والمواقع الإلكترونية… أعمل على كتابي الشعري الخاص، في الوقت الحاضر.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات