جلال نصّار يسأل: هل مصر تحارب؟

09:19 صباحًا الأحد 22 أكتوبر 2023
جلال نصار

جلال نصار

رئيس تحرير جريدة الأهرام ويكلي (سابقا)، مصر

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

خروج المظاهرات فى كل مدن و دول العالم ضد العدوان الإسرائيلى على غزة أمر يزعج إسرائيل والحكومات التى تدعمها فى الغرب؛ و لكن خروج الشعب والشارع المصرى هو أكثر ما يزعج الصهاينة و يسبب لهم التوتر ويلخبط حساباتهم مع طول أمد الهجوم البربرى وتزايد أعداد الشهداء و المصابين، و لنا هنا وقفة مع عدد من النقاط التى أعتقد أنها مهمة يجب أن يدركها الجميع و ميتخضش من اللى هكتبه:

1- إسرائيل فعليا أعلنت الحرب على مصر فى اللحظة التى أعلنت فيها الهدف من هجومها على غزة وإخطار سكان شمال غزة ووادى غزة بالتوجه إلى معبر رفح وتهجيرهم والضغط عليهم بقطع المياه والكهرباء والوقود والأدوية وضرب كل اللوجيستيات والمنظومة الصحية كى يستحيل العيش على أرض غزة وتحويلها إلى مقبرة جماعية لا خروج منها إلا من خلال معبر رفح دون أن تراعى او تبالى إسرائيل بالمصلحة المصرية وإتفاقية السلام التى سقطت مع هذ التصرفات غير المسئولة ووجود هذا الحجم من القوات والأسلحة على مسافات قريبة من الحدود المصرية وقصف المعبر أكثر من 4 مرات حتى لو كان فى الجانب الفلسطينى الملاصق… و ردة فعلها إجمالا على عملية “طوفان الأقصى” لا يتناسب مع حجم العملية و يتجاهل أمن و سلامة مصر…

2- معنى الخروج والهروب من جحيم الحرب فى القطاع وإقتحام معبر رفح يهدد أمن وسيادة مصر لتجد مصر نفسها أمام ثلاثة أمور ونقاط خطيرة؛ الأول: التعامل اللانسانى مع النازحين وإستخدام القوة المفرطة لمنعهم وهنا هتشيل مصر الشيلة… والثانى: هو القبول طواعية دخولهم وجمعينا يعرف من يدخل لن تسمح له إسرائيل بالعودة ويكون سيناريو التوطين قد نجح وتم تصفية القضية وإلحاق الضرر والهزيمة بمصر… والثالث: هو إفساد ذلك المخطط بالإصرار على دخول المساعدات بالقوة و وفق مبدأ التدخل الإنسانى الذى يكفله القانون الدولى وبناء على دعوة من السلطة الفلسطينية وحكومة غزة وهو أمر سيخضع لحسابات متخذ القرار المصرى وحسابات الربح والخسارة… او على أقل تقدير تنجح جهود وقف العملية البرية بالتوازى مع دخول المساعدات تحت إشراف الأمم المتحدة لمنع عملية التهجير…

3- إمتلاك الردع والتلويح بالحرب يمنعها… بوستات وبرامج ومذيعين الغبرة والإقلام المرتعشة التى تصدر فكرة أن المصريين يخشون الحرب ويخافون منها طوال الوقت أمر يجعل المعتدى يطمع فينا؛ وأن خيار السلام الإستراتيجى ليس من منطلق القوة و لكن بسبب الخوف و الضعف؛ وتصدير أن الراى العام المصرى ضد الحرب حتى لو أغتصبت الحدود وأنتهك العرض يساعد إسرائيل و حلفاءها على المزيد من الإنتهاك و خروجك برة حساباتهم و ستخضعك للأمر الواقع الذى تفرضه فى كل مرة… لذلك؛ يجب على كل محيطنا فى الإقليم والعالم أن يتأكد أن مصر لا تخشى الحرب وأن حالة الشحتفة والولولة وألحقينى يا مامى دى هتودينا فى داهية وهتطمع فينا الجميع وتؤدى فعليا إلى حرب ولكن بعد فوات الأوان وللإسترداد بعض مما لحق بنا من خسائر… ومش عايز اقول لكم أثيوبيا عملت أيه لما أتاكدت وأكد لها الغير أن مصر لن توجه لها أى ضربة عسكرية تجهض مسروع السد؛ وأن مصر تفضل طريق الحل السلمى والتفاوض وأسقطت من حساباتها خيار الحرب وأن الرأى العام المصرى يرفض فكرة الحرب على أى مستوى…

4 – أننا أمام أمر واقع وظروف فرضت علينا ويجب ا، نكف عن الولولة وتوزيع الأتهامات ونستغرق فى مناقشة أسباب ما حدث ولماذا حدث وأن نقف صفا واحدا خلف القيادة السياسية والعسكرية فى معركة دائرة بالفعل وعدم خلط الأوراق بين الملفات الداخلية والخارجية وبين موقفك من الحكومة والنظام والجدل حول الأولويات والأوضاع الإقتصادية والغلاء وبين ضرورة الوقوف صف واحد متماسك حتى تنتهى الحرب والأزمة بسلامة مصر وأرضها وجيشها وإفساد مخطط سنعانى منه لعقود وقرون مقبلة إذا قدر لهذا العالم أن يستمر…

دمتم عقلاء…

جلال نصار، كاتب فيسبوكى

القاهرة 20 أكتوبر 2023/…

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات