سوريا : من يُحرز الهدف الأخير؟

09:20 صباحًا الخميس 3 يناير 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
في حي سيف الدولة، وسط أطلال مدينة حلب، يركل الكرة أحد أعضاء المقاومة المسلحة للجيش الحر ، الأمم المتحدة قالت إن الحرب أتت على أرواح أكثر من 60 ألف سوري، (الصورة: أ.ب)

في حي سيف الدولة، وسط أطلال مدينة حلب، يركل الكرة أحد أعضاء المقاومة المسلحة للجيش الحر ، الأمم المتحدة قالت إن الحرب أتت على أرواح أكثر من 60 ألف سوري، (الصورة: أ.ب)

المنتخب السوري لكرة القدم يفوز ببطولة غرب آسيا، التي أقيمت خارج الحدود، ولكن على أرضه لا يجد ذلك المحارب في الجيش الحر جمهورا وسط الأطلال يصفق له وهو يلعب بقدم،  ويحمل السلاح بيد، ولا يزال الكر والفر تتناقله الأخبار فتبشر بالنصر المقاومين للنظام السوري الفاشي حينا، وتروج لنصر موهوم لقوات الجيش النظامي حينا آخر. آخرها صد قوات الأسد للهجوم على مطار تفتناز بريف ادلب شمال غرب سوريا.

هكذا سنسمع دائما وكالة الانباء السورية (سانا) تنفي “هذه الاكاذيب والشائعات تأتي في سياق الحملة الهستيرية التي تشنها وسائل اعلام معروفة بتضليلها ونفاقها لرفع معنويات الارهابيين المنهارة امام ضربات جيشنا الباسل الذي يلاحق فلولهم في كل مكان”.

مصادر المعارضة السورية أعلنت عن التردي الشامل للأوضاع الإنسانية في أنحاء البلاد، فتشهد مدينة الرقة (شرقا) إضرابا مع إغلاق الأسواق والمحال التجارية تنديدا بمجزرة القحطانية التي وقعت قبل يومين، في حين يحذر المبعوث الدولي والعربي المشترك إلى سوريا الاخضر الابراهيمي من تحول البلاد إلى صومال جديدة .

يسيطر الجيش السوري على حي دير بعلبة بمدينة حمص بعد انسحاب معارضين مسلحين من الحي على اثر عملية عسكرية نفذها واستمرت أياما عدة “، مضيفة أن ” العملية رافقها قصف واشتباكات متواصلة ومحاولات اقتحام متعددة وسط حصار للحي” مشيرة إلى أن ” الحي يعيش ظروفا انسانية مزرية.

ويعتبر حي دير بعلبة من أحياء حمص القديمة التي يسيطر عليها معارضون مسلحون، وتعرض الحي للقصف فيما وقعت اشتباكات على مداخله مرارا.

ولا تزال أحياء أخرى في المدينة تحت سيطرة المعارضين المسلحين، حيث تتعرض للقصف والاشتباكات، فيما يعاني سكان هذه الأحياء المتبقين من نقص في المواد الغذائية والأساسية والأدوية والمعدات الطبية، وفقا لناشطين.

في حين قال ناشطون نقلا عن لجان التنسيق المحلية للثورة السورية إن “اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيشين السوري والحر في محيط قلعة الحصن التي يسيطر عليها الجيش الحر وتحاول القوات النظامية استعادتها”.

وفي محافظة الرقة، قال ناشطون إن “مدينة الرقة تشهد اليوم إضرابا شاملا وعصيانا مدنيا مع إغلاق الأسواق والمحال التجارية تنديدا بمجزرة القحطانية التي وقعت قبل يومين”.

وكان العديد من الضحايا ، بينهم أطفال، إضافة إلى آخرين جرحى، سقطوا جراء قصف طال مزرعة القحطانية في ريف الرقة، في حين اتهمت وسائل إعلام رسمية “مسلحين بالاعتداء على الأهالي بالقحطانية ومقتل مواطنين بينهم أطفال ونساء، وعلى إثر ذلك تدخل الجيش وقضى على أعداد منهم ” .

وأوضح ناشطون أن “اشتباكات تدور في محيط مصفاة للنفط بالقرب من قرية حمرة بلاسم في الريف الشرقي، بين الجيش ومسلحين معارضين ما أسفر عن سقوط ضحايا من الطرفين”.

وفي سياق متصل ، قال معارض سوري في حلب لوكالة ((شينخوا)) إن “اشتباكات بين الجيش ومعارضين مسلحين من عدة كتائب ما تزال مستمرة منذ أربعة أيام في محيط معسكر وادي الضيف”، مضيفة أن ” اشتباكات وقعت عند اطراف مطار منغ العسكري الذي يبعد ثلاثين كيلومترا من مدينة حلب”.

هكذا يقتل نظام الأسد الشعب السوري

وبالمقابل ، افاد التلفزيون الرسمي السوري ان الجيش السوري نفذ عملية نوعية في حي دير بعلبه بحمص اسفرت عن مقتل عدد من المسلحين ومصادرة اسلحتهم من بينها مدافع هاون وعبوات ناسفة كما تم العثور على انفاق تحت الأرض .

وقال مصدر عسكري سوري لوكالة ((شينخوا)) ان وحدات من الجيش السوري عثرت أثناء استكمالها لتمشيط أرجاء حي دير بعلبة في حمص بعد ساعات عن إعلانها منطقة آمنة على 45 جثة تعود لعناصر من ميليشيا “الجيش الحر” مدفونة داخل مدرسة سعيد هلال في الحي .

وقالت وكالة الأنباء الرسمية ((سانا)) ، نقلا عن مصدر في محافظة ادلب (شمال غرب سوريا ) ، إن “وحدات من القوات المسلحة نفذت عمليتين نوعيتين في بلدة بنش وطريق إدلب سرمين قضت فيهما على عدد من المسلحين وأصابت آخرين ” .

وأضافت الوكالة أن “وحدات الهندسة أبطلت مفعول عبوة ناسفة يبلغ وزنها نحو 50 كغ زرعها إرهابيون قرب فرع مؤسسة إكثار البذار بإدلب “.

وفي محافظة حماة ( وسط ) البلاد ، أوضحت مصادر المعارضة أن “بلدة كرناز تعرضت للقصف من طائرة حربية ما ادى الى سقوط ضحايا ووجود جرحى تحت انقاض بعض المباني التي تهدمت” .

سياسيا اعتبر الإبراهيمي في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لا فروف عقده في موسكو أن “المواجهات في العاصمة السورية تتطور على نحو سريع تنذر بعواقب وخيمة”، مشيرا الى ان “نزاع دمشق قد يتسبب في هيستريا بين أكثر من خمسة ملايين نسمة تعيش بهذه المدينة وقد يغادرها مليون شخص بسبب ذلك”.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه مناطق من العاصمة دمشق ارتفاع وتيرة اعمال العنف والقصف والاشتباكات بين الجيش وعناصر الجيش الحر.

وأضاف المبعوث الدولي أن “هناك طريقين لا ثالث لهما لتسوية الأزمة في سوريا، إما طريق الحل السياسي، أو طريق التدويل الذي ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها ” .

وأعرب الابراهيمي عن تأييده لموقف لافروف بشأن النزاع الدائر في سوريا “كونه لا يزيد عسكرة فحسب بل بدأ يأخذ طابعا طائفيا شديد الخطورة “، مؤكداً أنه “لا ينبغي أن تتحول سوريا إلى صومال جديدة ” .

وكانت العديد من الدول والمنظمات أعربت عن تخوفها من تحول الصراع في سوريا إلى “صراع طائفي”.

واعتبر الإبراهيمي ان “العملية السياسية لابد وأن تسير على أساس اتفاقات جنيف ، ولكن مع مرور الوقت نجد انفسنا مضطرين لمناقشة هذه الاتفاقات وإدخال تعديلات بسيطة عليها تهدف إلى مساعدة المواطنين السوريين”، مضيفاً “حاولنا العمل على تحويل اتفاقات جنيف إلى قرار لمجلس الأمن”.

كما اعتبر المبعوث الأممي والعربي أن “جهود حفظ السلام جزءً من مجموعة الإجراءات الرامية للتسوية السياسية للأزمة السورية”، مشيرا الى ان ” تغيير النظام في سوريا لا يضمن تحقيق التسوية و لن يؤدي إلى تغيير الوضع”.

وأضاف الابراهيمي ان “السوريين أنفسهم يقتلون بعضهم البعض بصورة قاسية جدا”، مشيرا الى ان “النظام يقول أنه يحافظ على الشرعية ويحميها في إطار تنفيذ مهامه ، لكن هناك أطرافا تقول أن هذا النظام غير شرعي ويحكم منذ أربعين سنة ويجب أن يرحل ” .

ودعا الإبراهيمي ” المجتمع الدولي إلى أن يساعد على تسوية الوضع في سوريا”، مشيرا إلى ان ” الجميع يفهمون أن سوريا بحاجة إلى تغييرات ” .

واعتبر ان “التغييرات يجب أن تكون سليمة وثابتة”، موضحاً أنه ” يقصد هنا التغييرات العميقة وليست السطحية أو تغييرات التجميل”.

من جانبه ، قال لافروف، إن ” الرئيس بشار الأسد، غير عازم على الرحيل وسيبقى في منصبه، ولا يمكن تغيير هذا الموقف”، مشيرا إلى أنه “لا تزال هناك فرصة لتسوية الأزمة السورية بالطرق السياسية ” .

ونقلت صحيفة الحياة اللندنية عن الإبراهيمي قوله إن المبادرة ” تشتمل على دعوة واسعة لحوار وطني قد يديره نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ويستهدف تحديد آليات لتشكيل الحكومة الانتقالية والوصول إلى انتخابات بعد تهدئة الموقف الميداني ووقف إطلاق النار  “.

ووفق المصدر، أبلغ نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ، الذي أجرى محادثات الخميس مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، موسكو أن القيادة السورية ” لديها تحفظات على اقتراح الإبراهيمي ” وأوضح أن بلاده تعتزم الرد على الاقتراحات قريباً، عبر إعلان مبادرة لحوار موسع يحضره كل الأطراف .

ودخلت الأزمة السورية شهرها الـ 22، وسط تصاعد وتيرة الاشتباكات بين الجيش ومسلحين معارضين في عدد من المحافظات السورية، لاسيما في دمشق وريفها وحلب والمنطقة الشمالية الشرقية، ما أسفر عن سقوط آلاف الضحايا وتهجير مئات الآلاف خارج البلاد (دمشق ـ (شينخوا).

في نهائي بطولة غرب آسيا لكرة القدم، سجد اللاعبون السوريون فرحا بالفوز بالكأس، وسجد السوريون جميعهم لكي تتحرر بلادهم

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات