هذا الأسبوع، كنت على موعد مع اليوم الختامي للدورة العاشرة من المهرجان الدولي للرقص البوذي، بمشاركة كورية وهندية، لعديد من الفرق، والراقصين، والراقصات.

استعاد عرض رقصة بوذا يستيقظ للفنانة أبيكشا نيرانجان (الهند) رواية بهاراتناتيام العاطفية، حيث أخذتنا الراقصة والمعلمة ومصممة الرقصات الهندية في رحلة لتشهد تحول الأمير سيدارت إلى بوذا – المستنير.

مصممة ومؤدية الرقصات أبيكشا نيرانجان، تحدثت في المؤتمر الصحفي الذي تلا عرضها مباشرة، وهي التي تؤدي فن بهاراتاناتيام، الذي يعد أقدم شكل من أشكال الرقص الكلاسيكي الهندي، ونشأ في منطقة تانجور في تاميل نادو ليمثل مصدرا لأشكال الرقص الكلاسيكي الأخرى في الهند. أولاً، بدأت هذه الظاهرة في المعابد الهندوسية في تاميل نادو وازدهرت في نهاية المطاف في جنوب الهند، لكنها اليوم تحولت إلى قصة البحث أو الوصول للاستنارة ليصبح بوذا.

سيدهارتا غوتاما (المعروف باسم بوذا،  563 –  483 قبل الميلاد) كان، وفقًا للأسطورة، أميرًا هندوسيًا تخلى عن منصبه وثروته سعيًا إلى التنوير باعتباره زاهدًا روحيًا، وقد حقق هدفه، ومن خلال التبشير بطريقته إلى الزهد، هو وآخرون، أسس البوذية في الهند في القرنين السادس والخامس قبل الميلاد.

أحداث حياته أسطورية إلى حد كبير، لكنه يعتبر شخصية تاريخية فعلية ومعاصرًا أصغر سنًا لماهافيرا (المعروف أيضًا باسم فاردهامانا،  ( 599-527 قبل الميلاد) الذي أسس مبادئ اليانية قبل وقت قصير من زمن سيدهارتا.

ووفقًا للنصوص البوذية، أُعطيت نبوءة عند ولادة سيدهارتا بأنه سيصبح إما ملكًا قويًا أو زعيمًا روحيًا عظيمًا. خوفًا من أن يصبح هو آخر السلالة إذا تعرض لمعاناة العالم، قام والده بحمايته من رؤية أو تجربة أي شيء مزعج خلال 29 عامًا أولى من حياته. ذات يوم (أو على مدار بضعة أيام) تسلل الأمير الابن خارج دفاعات والده ورأى ما يشير إليه البوذيون بالعلامات الأربع، أن يصبح رجلا عجوزا، أو رجلا مريضا، أو إنسانا فانيا، أو أن يكون زاهدا دينيا، ومن خلال هذه العلامات، أدرك أنه أيضًا يمكن أن يمرض، ويكبر، ويموت، ويفقد كل من يحبه. لقد فهم أن الحياة التي كان يعيشها تضمن أنه سيعاني، علاوة على ذلك، أن الحياة بأكملها تم تحديدها بشكل أساسي من خلال المعاناة من العوز أو الخسارة.

لذلك اتبع الأمير الشاب مثال الزاهد الديني، فجرّب معلمين وتخصصات مختلفة، ووصل أخيرًا إلى الاستنارة بوسائله الخاصة وأصبح يُعرف باسم بوذا (“المستيقظ” أو “المستنير”).

بعد ذلك، بشر بوذا بما أسماه “الطريق الأوسط” للانفصال عن الأشياء الحسية ونبذ الجهل والوهم من خلال حقائقه الأربع النبيلة، وعجلة الصيرورة، والسبل الثمانية إلى التنوير.

بعد وفاته، حافظ تلاميذه على تعاليمه وطوروها حتى انتشرت من الهند إلى بلدان أخرى على يد الملك أشوكا الكبير (حكم من 268 إلى 232 قبل الميلاد). منذ زمن أشوكا، استمرت البوذية في الازدهار، وهي حاليًا إحدى الديانات الرئيسية في العالم.

عرفت أن أبيكشا نيرانجان راقصة بهاراتناتيام الشهيرة من مومباي، وهي ممثلة ماراثية سابقة  كانت تُعرف آنذاك باسم Apeksha Kashikar) ) وفنانة متدرجة من دوردارشان.

للفنانة عين حريصة على التفاصيل وتسعى جاهدة لتحقيق الكمال في أدائها. وتتميز عروضها بالتعابير الجميلة والحركات النحتية الإيقاعية والدقة في الرقص، مما أكسبها لقب “ملكة التعبيرات”. تمتلك الفنانة خلفية غنية ومتنوعة في عالم الرقص الكلاسيك، وقد ولدت بتراث ثقافي فريد، حيث كانت جدتها لأبيها بولندية وجدها لأبيها من ولاية ماهاراشترا من كولهابور.

أحبت أبيكشا تراثها المتنوع وتشعر أنه يثريها كفنانة. إنها تشعر بارتباط عميق بتنجافور، معقل بهاراتاناتيام.

جاءت آبيكشا إلى كوريا للمرة الأولى، بصحبة ابنها الذي جلس معنا أثناء العرض، يلتقط الصور، ويوزع كتيبات التعريف بأمه وفنها، وحرصت هي على إبداء اعجابها كمسافرة متعطشة وعاشقة للثقافة.

تمتلك آبيكشا قدرة فريدة على التواصل مع الناس، وتقدر جميع الثقافات، وهي من محبي اللغات؛ فتعرف الإنجليزية والهندية الماراثية والبولندية والسنسكريتية والتاميلية. لا تتجاوز رقصة أبيكشا الحدود الجغرافية فحسب، بل إنها أيضًا بمثابة شهادة على لغة الفن العالمية، وهي تصمم عروضها الخاصة وتشتهر بتصميمات الرقصات التقليدية والمبتكرة.

• 

• 

• 

قالت آبيكشا  لي إنها بدأت رحلة الرقص في سن مبكرة. عندما كان عمرها 7 سنوات، بدأت في تعلم الكاتاك. أدرك والداها موهبتها الهائلة وتفانيها. لقد شجعاها ودعماها وما زالا ذلك حتى اليوم. صممت رقصة لمدرستها عندما كانت في الثامنة من عمرها. شعرت لاحقًا بالانجذاب إلى بهاراتناتيام وبدأت التدريب على أداء بهاراتاناتيام. حبها العالمي للرقص والموسيقى جعلها تستكشف العديد من الرقصات مثل بوليوود ولافاني والرقص الغربي ورقصات ماهاراشترا الشعبية أثناء تعلم بهاراتناتيام

. إتقان الحركة: تعليم أبيكشا الإضافي في الرقص بعد الزواج

 واصلت آبيكشا تدريبها تحت إشراف مرشدين متميزين مثل المعلم الدكتور سوشيتا شابيكار والدكتورة ألكا لاجمي في تانجفور باني. لقد تعلمت أيضًا بعض المؤلفات النادرة والفريدة من نوعها لمهراج شاهجي الثاني ومهراج سارفوجي الثاني من تانجافور من معلميها. حصلت على درجة الماجستير في مومباي وأكملت دبلومة Parangat، مع المركز الأول من مركز Nalanda Dance Research، مومباي

. جنبًا إلى جنب مع بهاراتناتيام، تعلمت أسلوب الرقص المبتكر المسمى Nrityaganga، الذي ابتكره الدكتور سوشيتا تشافيكار، وهو أسلوب رقص مركب من بهاراتناتيام على الموسيقى الكلاسيكية الهندوستانية. ومنذ ذلك الحين، صقلت حرفتها بتفان وشغف لا يتزعزع، وتستمر في تعلم المزيد لأنها تؤمن بأن التعلم عملية تستمر مدى الحياة.