موجة الأدب الأسيوي

10:02 صباحًا الخميس 10 يناير 2013
رضوى أشرف

رضوى أشرف

كاتبة ومترجمة من مصر، مدير تحرير (آسيا إن) العربية.

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
الروائي الصيني الحائز على نوبل "مو يان"

الروائي الصيني الحائز على نوبل “مو يان”

بعد فوز الأديب الصيني “مو يان” بجائزة نوبل العام الماضي، إتضح أن الأدب الأسيوي وصل بالفعل إلى درجة عالية من التأثير على القراء. فبجانب مو يان، الذي تُرجمت أحد رواياته إلى العربية مؤخراً, هناك العديد من الروائيين و الكُتاب الأسيوين الذين يتابعهم القراء العرب بشغف.

يرى معظم قراء الأدب الأسيوي أنه يتشابه في نقاط و محاور كثيرة مع أدبنا العربي. فمنهم من يرى أن شخصية الأم، مثلاً، في كل الروايات الأسيوية و العربية أو المصرية على سبيل المثال، متشابهة. فمهما إختلفت الدول، فالثقافة الشرقية واحدة. لذلك يتمكن الكثير من القراء بالإستمتاع بالأدب الأسيوي كلما كان متاحاً بعد ترجمته.

تظل عقبة الترجمة في طريق العديد من القراء العرب، التي تمنع العديد من الأعمال الأسيوية المميزة من الوصول إليهم. فعلى سبيل المثال, رواية “مو يان” الفائزة بجائزة نوبل “الذرة الرفيعة الحمراء” لم تترجم إلى العربية إلا بعد فوزه بجائزة نوبل في الأدب، و هي أول أعماله كذلك التي تترجم إلى العربية. و لذلك فعقبة الترجمة فد تكون هي العقبة الوحيدة التي تقف في طريق القراء.

الروائي الياباني "هروكي موراكامي"

الروائي الياباني “هروكي موراكامي”

أما بالنسبة لأكثر الأدباء الذين يقرأ لهم القراء العرب، فكان على رأسهم، الأديب الياباني “هاروكي موراكامي”. “هاروكي موراكامي” معروف بأسلوبه الخيالي في رواياته و يعتمد على رموز كثيرة و عادة ما تشير إلى الوحدة و العزلة. نال العديد من الجوائز الأدبية على أعماله، بجانب تسميته “أحد أعظم الروائيين على قيد الحياة” من جريدة الجارديان. و يعلق “إبراهيم عادل” أحد القراء, “في البداية لم أكن أتخيل أن أقرأ لروائي ياباني .. ولكن بعد هاروكي، أدركت أن الإنسانية شيء واحد لا فرق بين شعوب العالم، وإنما العهدة على الكتابة الجيدة والترجمة الاحترافية”.

الروائي الياباني الحاصل على الجنسية البريطانية "كازو أيشجورو"

الروائي الياباني الحاصل على الجنسية البريطانية “كازو أيشجورو”

من اليابان أيضاً، الروائي “كازو أيشجورو” جذب الإنتباه بروايته “بقايا اليوم” التي فاز بها بجائزة البوكر. فعلى الرغم من انه روائي ياباني، إلا أن أحداث الرواية تقع بأكملها في بريطانيا. يعود السبب إلى أن الكاتب رغم انه ياباني إلا أنه عاش عمره كله في بريطانيا و يحمل الجنسية البريطانية. و تعده التايمز أحد أهم كاتبي إنجلترا منذ عام 1945.

كتاب أخر من اليابان، هو كتاب “العرب.. وجهة نظر يابانية” للكاتب نوبوأكي نوتوهارا و تشير إليه القارئة “سلمى حمدي” انه كتاب رائع فعلاً. نوبوأكي هو كاتب ياباني درس اللغة العربية و زار معظم الدول العربية، و يعرض في الكتاب الذي كُتب باللغة العربية، معظم مشاكل العالم العربي من وجهة نظره. أهم المواضيع التي ناقشها نوبوأكي في كتابه هي القهر، عادات المجتمع الخاطئة، و عدم وجود أي نوع من التقويم الذاتي. من المذهل أن النقاط التي ناقشها نوبوأكي دقيقة و صحيحة و غير منحازة، فهو يكتب من واقع ما رأى.

الروائية الكورية الجنوبية "كيونغ سوك شين" عند إستلامها لجائزة "مان" في الأدب.

الروائية الكورية الجنوبية “كيونغ سوك شين” عند إستلامها لجائزة “مان” في الأدب.

ومن كوريا الجنوبية رواية “أرجوك إعتنِ بأمي” للروائية “كيونغ سوك شين” نالت الإهتمام كذلك، جدير بالذكر أن هذه أول رواية تترجم إلى اللغة العربية من أعمالها. الرواية تدور أحداثها حول فقدان أمّ في محطة سيول لقطار الأنفاق، بعد أن سبقها زوجها مخلفاً إياها خارج القطار. في ذلك اليوم، ذكرى ميلاد كلّ من الزوجين، انقلبت حياة أفراد العائلة رأساً على عقب، وبدأت مسيرة البحث عن الأم المفقودة، الأمّ التي ضحّت بنفسها جسداً وروحاً لإسعاد الآخرين. الرواية تعتمد على أسلوب إستعادة الذكريات و تستخدم الكاتبة أساليب مميزة في السرد. سوك شين واحدة من أشهر الروائيات في كوريا، و هي اول إمرأة تفوز بجائزة مان للأدب، عن روايتها “أرجوك إعتنِ بأمي”.

أغلفة مختلفة لترجمات متعددة لرواية "الأرض الطيبة"

أغلفة مختلفة لترجمات متعددة لرواية “الأرض الطيبة”

أما من الصين فهناك العديد من الكتب و الروايات التي يفضلها القراء العرب، على رأسهم رواية “الأرض الطيبة” للكاتبة الإنجليزية بيرل باك. و رغم أن الكاتبة ليست أسيوية إلا أنها عاشت معظم عمرها في الصين، ربما لهذا يحبها العديد من القراء وبعترفون بواقعية كتابتها عن الصين. تدور رواية “الأرض الطيبة” عن حياة شخص صينى بسيط و كبف بدأ حياته بزواج خادمة و كراهيته للطبقة الثرية و كيف أصبح فى نهاية حياته من نفس الطبقة التى كان يكرهها. وتدور أحداث الرواية في حقبة كانت الصين فيها تعاني من الإحتلال.

رواية "بجعات برية" للكاتبة الصينية "جونغ تشانغ"

رواية “بجعات برية” للكاتبة الصينية “جونغ تشانغ”

رواية أخرى من الصين هي “بجعات برية” للكاتبة الصينية الحاصلة على الجنسية البريطانية “جانغ تشانغ”، و هي من أشهر أعمالها. و هي عبارة عن رواية تتابع ثلاث أجيال، الجدة فالأم فالحفيدة. و رغم نجاح الرواية و ترجمتها إلى لغات عديدة و بيعها لأكثر من 10 ملايين نسخة في انحاء العالم، إلا أنها ممنوعة في الصين. ربما بسبب تعمقها في سرد الأحداث المريرة التي مرت بها عائلتها ، كمثال، على معاناة الصينين في ظل الحكم السائد و تأثير “ماو” على الصين.

كتاب "فن الحرب" للصيني "صن تزو"

كتاب “فن الحرب” للصيني “صن تزو”

و من الصين كذلك كتاب “فن الحرب” لـ صن تزو، و من لم يسمع بهذا الكتاب؟ و يقول محمد غنيم أحد القراء المتحمسين لقراءة هذا الكتاب ” بما إني سافرت الصين وتعاملت مع كثير من الآسيويين فكتاب كفن الحرب , إنطباعي المُسبق أنه مذهل , بل وملهم”

بالطبع هذه نبذة بسيطة عن عالم الأدب الأسيوي الذي يتعرف عليه القراء العرب شيئاً فشيئاً، و لكنهم لا يستطيعون سوى أن يجزموا بأنه أدب يستحق القراءة.

One Response to موجة الأدب الأسيوي

  1. mena رد

    3 فبراير, 2013 at 6:09 ص

    اروع الكتب التي قرأتها الارض الطيبة و فن الحرب
    مقال ممتاز

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات