طوابع البريد المصرية على الإنترنت

مظروف يحمل طوابع مصرية مرسل إلى برلين على متن المنطاد زبلن قبل أكثر من 80 سنة

لكل طابع بريد دائما حدوتة تحكي عن زمان أو مكان أو إنسان وقيمة الطابع ليست في السعر المكتوب عليه سواء كان قرشا أو جنيها وبرغم أنه ورقة صغيرة “مشرشرة” نستخدمها في المراسلات إلا أنه عالم واسع له الكثير من الخبايا والأسرار التي لا يعرفها إلا هواة الطوابع في العالم .

ويعتبر النظام البريدي في مصر من أقدم الأنظمة البريدية على المستوى العربي والأقليمي والعالمي حيث كانت مصر من المؤسسين للإتحاد البريدي العالمي عام 1874 ضمن 22 دولة على مستوى العالم وكذلك بالنسبة للإتحاد البريدي العربي عام 1953 والإتحاد البريدي الأفريقي عام 1961 وظلت مصلحة البريد بهذا الإسم حتى صدور قرار جمهوري بإنشاء هيئة البريد عام 1957 وهي هيئة عامة ذات شخصية إعتبارية .

وفي عام 1982 تحولت الهيئة العامة للبريد إلى هيئة قومية بإسم الهيئة القومية للبريد تتبع وزارة النقل والمواصلات ولها ميزانية مستقلة ملحقة بالميزانية العامة للدولة وتدار بواسطة مجلس إدارة يقوم برسم السياسات ووضع الإستراتيجيات وإتخاذ القرارات التي يراها ضرورية لتنفيذ الأعمال بالهيئة .

وقد قام مركز توثيق التراث بالتعاون مع قطاع تكنولوجيا المعلومات التابعين لمكتبة الأسكندرية بإطلاق موقعا يضم أكبر مكتبة للطوابع المصرية على شبكة الإنترنت يوم الأحد 10 فبراير / شباط عام 2013

ومن خلال الموقع يمكن للمتصفح أن يسبح في بحر من الطوابع المصرية النادرة القيمة والثمينة وأن يتتبع تاريخ ظهورها وتطورها في رحلة عبر السنين تمتد لأكثر من مائة عام لتوثق بعض الأحداث من تاريخ مصر منذ إنشاء مصلحة البريد المصري عام 1866 وحتى عام 2002 بالإضافة إلى أن المتصفح سيتمكن من مشاهدة جميع الطوابع وأهم المناسبات التي حدثت خلالها والتعرف على بيانات كاملة عنها وكذلك التعرف على أنواعها سواء العادية أو التذكارية .

ويعتبر هذا الموقع مصدرا ثريا لهواة الطوابع المصرية في جميع أنحاء العالم وهو يوفر إمكانية البحث بأشكال مختلفة و متطورة للحصول على أسرع النتائج التي تخدم الهاوي والمحترف للتعرف على تفاصيل الطابع والعلامات المائية له .

والطوابع المصرية تحمل مناسبات مختلفة فهناك طابع عن إلغاء معاهدة 1936 وطابع عن رفع العلم المصري عام 1946 وطوابع أخرى لقناة السويس وحرب فلسطين..والمعاهدة المصرية الإنجليزية عام 1936 و المعرض الصناعي الزراعي عام 1925

ولا يفوتنا هنا أن نذكرأن هواة جمع طوابع البريد كثيرون ومختلفون في جميع أنحاء العالم ويحكي أحد هواة جمع طوابع البريد المصريين قصة إنشاء الجمعية المصرية لهواة الطوابع فيقول: كانت البداية في أحد مقاهي وسط البلد عندما جلس مجموعة من الأصدقاء المصريين والأجانب تجمع بينهم هواية جمع الطوابع ولا ينتهي الحديث عنها وعن أملهم في أن يكون لهم مقر وبالفعل نجحوا أن يجدوا مقرا لجمعيتهم في شارع عبد الخالق ثروت ومن هنا تأسست الجمعية المصرية لهواة الطوابع عام 1929 وتعتبر تلك الفترة هي الفترة الذهبية للطوابع في مصر فقد إستطاعت الجمعية أن تجمع الألاف من الطوابع من كل أنحاء العالم وأن تنظم أول معرض للطوابع في مصر عام 1946 وافتتحه الملك فاروق ولكن بعد قيام الثورة خفت دور الجمعية ولم تقم أي معارض للطوابع حتى عام 1991

وبرغم ذلك إستطاعت الجمعية أن تقتني أشهر وأندر الطوابع التي ترتبط بحكايات عن تاريخ مصر..فهناك طوابع لها قصة مع الخديوي إسماعيل عندما أصدرت هيئة قناة السويس 4 طوابع تذكارية بمناسبة إفتتاح قناة السويس فأثارت غضب الخديوي الذي أمر بإلغائها لأن الهيئة الفرنسية المشرفة على القناة لا يحق لها إصدار طوابع داخل الدولة المصرية .

وقد عرف عن الملك فاروق حبه الشديد الذي ورثه عن والده الملك فؤاد لهواية جمع الطوابع ويقال أنه بعد قيام الثورة كان أول شئ جمعه الملك فاروق هي الطوابع وقد سمحت له الثورة بذلك ولم تكف ست شنط لجمع كل الطوابع التي تقدر بملايين الجنيهات في حين ترك مجموعة صغيرة من الطوابع التي بيعت فيما بعد في المزادات ولم تتعد قيمتها 250 ألف جنيه..ولا يزال تقييم سعر الطوابع سرا لايعرفه إلا عشاق جمعها فهي كما يقال كنوز ورقية و يتربع الملك فاروق على عرش هواة جامعي الطوابع في العالم العربي .

ويستطيع المتصفح لموقع الطوابع المصرية على الإنترنت أن يجد كل هذه الحكايات والمعلومات بل وأكثر من ذلك فهي خطوة عظيمة في أسلوب تداول ومعرفة المعلومات عن الطوابع المصرية في جميع أنحاء العالم .