أسراب الجراد تهاجم مصر

08:15 مساءً الخميس 14 مارس 2013
أحمد محمد حسن

أحمد محمد حسن

كاتب ومخرج بالتليفزيون المصري، القاهرة

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

من أين تأتي أسراب الجراد؟

 حذرت وزارة الزراعة المصرية من وصول أسراب جراد ضخمة جديدة قادمة من مناطق شمال شرق السودان نتيجة ضعف المقاومة هناك وقد وصلت بعض هذه الأسراب للعاصمة المصرية بمنطقة القاهرة الجديدة والمقطم بل ووصلت مطار القاهرة ومنطقة التجمع الخامس التي يقع فيها منزل الرئيس .

الجراد هي حشرة مستقيمة الأجنحة ، ويوجد ما يزيد على 20 ألف نوع من الجراد في العالم وهي حشرات آكلة للنباتات تستطيع القفز إلى 20 مرة أطول من جسمها والجراد يلتهم في الكيلومتر الواحد حوالي 100 ألف طن من النباتات الخضراء في اليوم وهو ما يكفي لغذاء نصف مليون شخص لمدة سنة ويتغذى الجراد على الأوراق والأزهار والثمار و البذور وقشور النباتات والبراعم وبصفة عامة يصعب تقدير الأضرار التي يسببها الجراد بسبب طبيعة الهجوم حيث تعتمد الأضرار على المدة التي سيبقى الجراد فيها في المنطقة الواحدة وحجم الجراد ومرحلة المحصول .

وأسباب ظهور الجراد مرتبطة بعدم إعتدال المناخ وإنحباس المطر وعدم التوازن الطبيعي فالعوامل التي تتحكم في هجرة الأسراب تكون عند حصول نقص في الغطاء النباتي مما يدفغها للهجرة معتمدة على وجود رياح دافئة بالدرجة الكافية قادمة من الإتجاه المناسب .

ويعد الجراد الصحراوي من أخطر الأنواع المعروفة ويشكل أزمة جديدة تضاف إلى يوميات الدول العربية بدءا بمصر و بدون منتهى واضح إلى الآن ويمتلك الجراد قدرة عالية على التكاثر .

فبالنسبة لمصر تواصل فرق المكافحة التابعة لوزارة الزراعة التصدي لثلاثة أسراب جراد جديدة هاجمت الحدود المصرية مع السودان في مناطق حلايب وشلاتين وتوشكي ليصل بذلك عدد الأسراب التي هاجمت مصر منذ بدء غزو الجراد في نوفمبر / تشرين الثاني الماضي إلى حوالي 60 سرب بينما لم يزد عدد أسراب الجراد التي هاجمت مصر في الأعوام الماضية  عن 5 أسراب فقد قال رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات الزراعية التابعة لوزارة الزراعة أن ما حدث هذا العام كان هجوما كبيرا بأعداد هائلة من الجراد نتيجة ضعف المقاومة في السودان وأضاف أن أعمال المكافحة مازالت مستمرة وقالت التقارير الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أن خطورة هجوم الجراد على المحاصيل والزراعات المصرية مستمر حتى نهاية الشهر الجاري وأن تغيير حركة الرياح في أي وقت حتى إنتهاء موسم هجرة الجراد تهدد بدخوله مصر مرة ثانية وحذرت من خطورة الجراد في الفترة القادمة حيث أن الجرادة الواحدة تضع حوالي 150 بيضة كل 12 يوم وهو ما يهدد بخلق جيل جديد من الجراد في مصر خلال أيام ما لم تنجح جهود وزارة الزراعة في القضاء على الجراد المتواجد بالمناطق الحدودية .

ويرى خبراء الأرصاد الجوية أن عدم التعاون بين وزارة الزراعة وهيئة الأرصاد الجوية منذ السنوات الأخيرة من تسعينيات القرن الماضي رغم نجاح التعاون على مدى 4 عقود متصلة قبل ذلك هو السبب في الهجوم الكبير لأسراب الجراد هذا العام ولذلك يجب أن يكون هناك إتصال مباشر بين وزارة الزراعة و الأرصاد الجوية لأن مصر معرضة دائما لهجمات أسراب الجراد القادمة من الجنوب والغرب والشرق وتظهر في صور الأقمار الصناعية قبل وصولها للحدود .

ويحدد أحد الخبراء إستراتيجية المكافحة الوقائية بثلاث مراحل : الأولى هي مراقبة التكاثر والتجمع المحتملة عن طريق بيانات الأرصاد الجوية والإستشعار عن بعد عن طريق الأقمار الصناعية والثانية تنظيم عمليات المسح الجوي والأرضي في المناطق التي أصبحت مناسبة لنمو وتكاثر الجراد عقب هطول الأمطار الغزيرة والمرحلة الثالثة هي مكافحة جميع تجمعات الجراد الرحال الذي يتجاوز عددها الحد الحرج من 500 إلى 2000 جرادة في الفدان وبصورة أساسية في المناطق الجعرافية المعروفة التي تشكل بؤر تجمع للجراد ومصر ليست منها ولكن يغزوها من الحدود .

ويجب عند ظهور الجراد الإبلاغ عنه في وزارة الزراعة التي لديها الخبرة في التعامل السليم مع تجمعات الجراد ودرء مخاطرها وقد بذل رجال المكافحة في مصر جهدا مضاعفا هذا العام في التصدي لهجمات الجراد الرحال منذ نوفمبر / تشرين الثاني الماضي وحتى الآن بسبب عدم المكافحة الجيدة في السودان وإذا كانت السودان قد كافحته بفاعلية لم تكن لتصل أسراب الجراد بهذه الكثافة إلى مصر فتراخي المكافحة في السودان جعلت العبء يتضاعف على مصر والحمد لله لم تتعرض المحاصيل الشتوية لأي تلف .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات