رسالة للسيسى ومنصور .. من الشعب بالميادين

08:55 صباحًا الإثنين 1 يوليو 2013
جمال طه

جمال طه

خبير مصري في العلوم السياسية. عمل برئاسة الجمهورية ووزارتي الخارجية والسياحة. كما عمل بالمجلس القومى لحقوق الإنسان مستشارًا إعلاميا، ومديرًا تنفيذيا للمشروع القومى لنشر ثقافة حقوق الإنسان.

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

خرجنا من نطاق معارضى تويتر ، ورافضى الفيس بوك إلى الكتلة البشرية قرب قصر الإتحادية

المحرر: تنشر آراء الديبلوماسي والخبير السياسي الأستاذ جمال طه على مدونته http://gamaltaha.wordpress.com/author/gamaltaha مصدر هذه المقالات المنشورة في (آسيا إن) 

كنت واحداً من تلك الكتلة البشرية المتراصة بين قصر الإتحادية “إمتداد الميرغنى” ووزارة الدفاع “الخليفة المأمون”..خروجاً من نطاق معارضى تويتر ، ورافضى الفيس بوك..ومن واقع حوارات متصلة بين عناصر الكتلة البشرية المتمردة تجمعت لدى رسالة يتفق عليها الجميع ، موجهة للفريق اول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع ، والمستشار عدلى منصور الرئيس الجديد للمحكمة الدستورية العليا..الرسالة مليئة بتفاصيل لاتخلو من عتاب..ساحاول ان الخصها قدر ما استطيع :

اولاً :

        ان الشعب قد اعطى الفريق السيسى الكثير من الثقة ، وهو على استعداد ان يقدم له المزيد من التأييد ، ولكنه حتى الآن لايدرى..هل هو من ذلك النمط الذى يعتمد الوعود والكلمات أكثر ممايترجم من افعال؟! ام انه متردد امام مايعترى الموقف السياسى من التباس؟!

1-  فالفريق السيسى بعد إتفاقه فى ديسمبر الماضى مع اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية قد دعا القوى السياسية المقاطعة لحوار الرئيس للتحاور تحت رعايته ، كما دعا النظام ، فقبلت القوى السياسية دعوته فوراً ورفضها النظام ، وضغط عليه لسحب دعوته فاستجاب للضغط وتراجع عنها ، ثم أقال الرئيس جمال الدين بعدها على أمل استغلال الفرصة المواتية للتخلص من السيسى ايضاً.

2-  ثم استشعر الشعب حجم الضغوط التى يتعرض لها السيسى ابتداء مما تلقاه من توجيهات بوقف العملية نسر ، وحفظ التحقيق فى قضية استشهاد 16 من جنودنا فى رفح على ايدى الإرهابيين فى رفح ، ومحاولته التحايل على توجيهات الرئيس بوقف هدم الإنفاق عن طريق إغراقها ، وادرك الشعب ان حصيلة ضغوط الرئاسة عليه كان مزيداً من دماء رجال الشرطة والجيش التى سالت على ارض سيناء..فضلاً عن استنزاف المزيد من مواردنا الإقتصادية التى يتم تهريبها لغزة بينما يزداد المصريين كل يوم معاناة وفقراً.

3-  وبادر الشعب المصرى فحرر اكثر من مليون تفويض للفريق السيسى باستلام إدارة البلاد لوضع حد لحالة التدهور الذى تعانيه البلاد نتيجة فشل الإخوان فى إدارتها ، وعندما استشعر لديه حرجاً قرر رفعه عنه وبدأ حملة توقيع “تمرد” لسحب الثقة من الدكتور محمد مرسى التى وقعها اكثر من 20 مليون مواطن فى استفتاء شعبى ليس له نظير.

4-  ان الجيش قد أمهل النظام والقوى المؤيدة والمعارضة أسبوعاً لإيجاد صيغة تفاهم وتواصل ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها ، وانه قد اكد انه لن يترك البلاد تنزلق إلى نفق مظلم وسيتدخل ويقف فى وجة الاقتتال الداخلى والفتنة الطائفية القادمة ، وقد انتهى هذا الأسبوع بالفعل أمس 30 يونيو بمزيد من الإستقطاب والإحتقان والفتنة التى انقلبت الى صراع دام بالعديد من المحافظات.

5-  ان الفريق السيسى قد حذر من ان القوات المسلحة لن تقف صامتة بعد الآن أمام أى إساءة قادمة قد توجَّه إلى الجيش مشدداً على ان على الجميع ان يدرك مخاطر ذلك على الأمن القومى المصرى ، وفى تعمد واضح لإجهاض هذا التحذير رد حازم ابواسماعيل والبلتاجى بإهانات غير مسبوقة للسيسى شخصياً ولشرف العسكرية المصرية وتاريخها القتالى.

6-  لقد قالها الفريق السيسى صريحة ان “الموت أشرف لنا من أن يُمَسّ أحد من شعب مصر فى وجود جيشه” فزادت حصيلة الشهداء فى الأيام الثلاثة الأخيرة عن 20 نتجت جميعها عن استخدام الإخوان والجماعة الإسلامية للرصاص الحى والخرطوش والمتفجرات ضد المواطنين المعارضين السلميين.

7-  ان الشعب قد خرج أمس 30 يونيو بأعداد أكدت CNN انها زادت عن 30 مليون ، ليوفر للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الغطاء الشرعى للتدخل باعتبار الشعب مصدراً للسلطات وللشرعية ، إلا انه لاينبغى ان نحمل الشعب من العنت مالايطيق ، فحرارة المناخ تختلف تماماً عن جو يناير وفبراير 2011 ، ومعاناة المواطن الراهنة نتيجة لنقص الوقود ، وانقطاع الكهرباء والمياه ، ونقص السلع وارتفاع الأسعار …الخ ترهق الجميع وتثقل كاهله ، ولذلك لاتجبروا الشعب المصمم على تحقيق مطالبه فى التخلص من حكم الإخوان على المبيت فى الشوارع والميادين ، او الخروج يومياً ، او الدخول فى عصيان مدنى يقطع الأرزاق..ويعطل الإنتاج والخدمات.

هذا هو الموقف سيادة الفريق السيسى..فماذا انت فاعل للشعب؟!

رجال الشرطة أخرجوا الكارت الأحمر للرئيس بعد أن كشفت التحقيقات عن مؤامرة الإخوان المسلمين ضدهم خلال ثورة 25 يناير

ثانيا :

         ان الشعب يتطلع لدور حاسم يؤديه المستشار عدلى منصور الذى يتولى رئاسة المحكمة الدستورية العليا اعتباراً من اليوم 1/7/2013 ، وذلك بحكم ماتتمتع به هذه الهيئة القضائية من مرونة تسمح لها بقدر من المواءمة السياسة التى تحقق صالح الشعب والوطن ، خاصة وان هذه المحكمة قد خذلت الشعب وثورته فى مواقف مصيرية :

 1-  فالشعب الذى شاهد الرئيس الراحل انور السادات يلغى شعائر الجنازة الرسمية لشقيقه الطيار الذى استشهد فى الطلعة الأولى للطيران المصرى خلال حرب اكتوبر المجيدة 1973 ، شاهد رئيس لجنة الإنتخابات الرئاسية ورئيس المحكمة الدستورية العليا السابق يمد أجل النطق بالقرار في الطعن المقدم من شفيق المرشح المنافس في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية أمام مرسي، على النتيجة النهائية للعملية الانتخابية، إلى اليوم التالى “الخميس” لوفاة شقيقه ، تاركاً للرئيس فرصة التطاول على اللجنة والمحكمة علناً مساء الأربعاء وهو على ثقة من ان هذا التطاول سيجبر المحكمة على التنحى مما يعفيه من ضربة قاسمة كان على يقين من انها ستوجه لمشروعيتة.

2- ولن ينسى الشعب انه فى الثانى من ديسمبر 2012 حيث موعد نظر قضية حل مجلس الشورى واللجنة الثانية لإعداد الدستور ، وعندما تعرضت المحكمة الدستورية لحصار الإخوان اكتفت المحكمة بتعليق جلساتها ، ولم تستغل مامنحها لها القانون من حقوق تتعلق بعقد جلساتها فى اى مكان آخر غير مقر المحكمة..وأفسحت بذلك المجال للجنة الدستورية فى إعداد دستور باطل تم تطهيره باستفتاء مزور .. كماتركت الملعب متسعاً امام مجلس شورى غير شرعى ليعيس فساداً فى قوانين البلاد.

3-  وعندما أصدرت المحكمة حكمها فى 2/6/2013 فى القضية حكمت ببطلان قانون انتخاب مجلس الشورى ولكنها أرجأت حله لحين انتخاب مجلس النواب المقبل دون حتى ان تفرض عليه قيود عدم اصدار تشريعات او قوانين الا مايتعلق بالضرورة ، تاركة له مطلق الحرية فى استمرار إصدار كل ماتستلزمه عملية الأخونة من قوانين وتشريعات.

4-  ويستشعر الشعب ان امام المستشار الجليل عدلى منصور ، بكل مايتمتع به من تاريخ ونزاهة ، فرصة تاريخية لتعديل مسار المحكمة ، والحد من ترددها ، وماتضطر اليه احيانا من مواءمات سياسية ، وان يحسم قضية مشروعية الحكم الراهن فى البلاد ، فى ظل ماأصدره من إعلانات دستورية ، وحكم محكمة الإسماعيلية الذى وضع رئيس الدولة موضع الشبهات كمتهم هارب من السجن ومتواطىء مع قوى خارجية ضد امن الوطن ، فضلاً عن فقدانه لحالة رضاء الشعب – مصدر السلطات – بعد خروج اكثر من 30 مليون مواطن عليه ، وإعلان العصيان المدنى بكل مايترتب عليه من نتائج ضد صالح الوطن.

هذا هو الموقف سيادة المستشار عدلى منصور..فماذا انت فاعل للشعب؟!

***

على إثر معاناة اليوم..حاولت النوم لإستريح قليلاً..لكن طارق السحر دق ابواب ليلتى الطوبلة..بت مسهداً..ممزق الفؤاد..كطائر بلا وطن..فبلغت الأمانة..

اللهم فشهد..اللهم بلغت.

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات