بتسوانا من الفقر والجفاف..إلى قمة صناعة الألماس

06:53 مساءً السبت 28 سبتمبر 2013
أحمد محمد حسن

أحمد محمد حسن

كاتب ومخرج بالتليفزيون المصري، القاهرة

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بتسوانا قطر يقع في وسط الجنوب الأفريقي ، اسمه الرسمي جمهورية بتسوانا .

تتمتع بتسوانا بنظام حكم ديمقراطي وهي من الدول الأفريقية القليلة التي يوجد بها أكثر من حزب سياسي وهي عضو بدول الكومنولث .

تقع بتسوانا بعيدا عن البحر وتحيطها اليابسة من جميع الجهات وتعد من أقل الدول الأفريقية كثافة في السكان ، إذ تبلغ مساحتها 581,730 كيلومتر مربع بينما يبلغ عدد سكانها 1.9 مليون نسمة فقط ، يعيش معظم السكان في شرقها ، وتغطي صحراء كالاهاري ما تبقى من أراضيها وعاصمتها جابورون وهي أكبر مدنها .

اللغة الرسمية لبتسوانا هي الإنجليزية ولكن يتحدث معظم الناس الستسوانا .

في عام 1965 كانت بتسوانا بندرتها السكانية وجغرافيتها المنغلقة محاطة بأنظمة بيضاء عنصرية في جنوب أفريقيا وروديسيا وجنوب غرب أفريقيا ومما زاد الطين بلة تفاقم الجفاف لعدة سنوات وانتشار الأمراض وكان عدد خريجي الجامعات في ذلك الوقت لا يتجاوز 25 شخص تعلموا في الخارج بالإضافة إلى 100 خريج من الثانوية العامة ولم يكن هناك جامعة في هذه الدولة عندما استقلت إلا أن هذه الدولة تعتبر “إستثناء” في القارة الأفريقية أو إذا شئت نمرا أفريقيامن حيث ما أنجزته بهذه المعطيات المحدودة ما بين عام 1965 والوقت الحاضر ليس فقط مقارنة بأفريقيا وإنما كذلك ببقية دول العالم النامي وحتى بعض الدول المتقدمة .

بتسوانا هي إحدى قصص النجاح في مجال التنمية حيث كانت واحدة من أفقر الدول في أفريقيا لكنها في عام 1967 أي بعد عام واحد من حصولها على الإستقلال عن بريطانيا تم اكتشاف منجم ضخم للماس في منطقة نائية تسمى (أورابا) وبذلك أصبحت بتسوانا رائدة صناعة هذا المعدن الثمين في العالم وتمثل صناعة الماس 70% من عائدات التصدير في البلاد و 30% من الناتج المحلي الإجمالي .

تحولت جابورون عاصمة بتسوانا من مدينة راكدة إلى مركز عالمي لتجارة الماس وبعد عقود من تعدين الماس الخام أصبحت عاصمة بتسوانا الآن تقطع وتصقل وتبيع الجوهر النفيس .

وقد يعجز معظم الناس عن العثور على جابورون على الخريطة ولكنها أصبحت وجهة لتجار الماس الدوليين مما غير من إقتصاد المدينة وتغيرت معالمها حيث ظهرت المباني السكنية الشاهقة والفنادق وتراهن الشركات و المتاجر على أن هذا التغيير يعني الإزدهار بالنسبة لهم .

وتنشئ شركات الماس مصانع تأهبا لنقل شركة “دي بيرس” العملاقة في مجال تعدين الماس مقرها للبيع من لندن إلى جابورون وفي الوقت القريب العاجل ستقام تجارة ماس تقدر قيمتها بنحو 6 مليار دولار في عاصمة بتسوانا مما يجذب المشترين من مختلف أرجاء العالم .

وعقدت شركة محلية مزادا بالفعل وأقيم مجمع كبير للماس يضم شركات الماس المختلفة ويمكن رؤية عشرات الأشخاص معظمهم من الشابات جالسات أمام العدسات المكبرة بينما يقومون بتقطيع وصقل المعادن والأحجار وتحويلها إلى قطع مصقولة لامعة .

وتأتي بتسوانا في المرتبة الثانية الأغنى بالماس بعد روسيا التي تأتي في المرتبة الأولى وتليها الكونغو واستراليا وجنوب أفريقيا وكندا وانجولا وناميبيا وغانا وأخيرا البرازيل .

ويتم إنتاج ماس بقيمة ثمانية مليار دولار أمريكي سنويا من مناجم حول العالم وتعتبر شركة دي بيرس أكبر شركة لإنتاج الماس في العالم وقد كشف فيلم ليوناردو دي كابريو (بلو دياموند) عن قسوة إستخراج الماس .

وفي جنيف اشترت دار (هاري وينستون) أكبر ماسة صافية لا لون لها تعرض في مزاد بمبلغ 27 مليون دولار ويبلغ وزن الماسة 101,73 قيراط والماسة مستخرجة من منجم (جواهينج) في بتسوانا وكانت تزن وهي خام 236 قيراطا .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات