مجلة (العربي) تقدم عددًا خاصٍّا عن الثقافة الكويتية

10:44 صباحًا الخميس 23 يناير 2014
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

عددٌ خاص من مجلة (العربي) يصدر مطلع شهر فبراير ليقدم صورة نابضة للثقافة الكويتية المعاصرة، مثلما يضيء جوانب من حياة وتاريخ البلاد وهي تحتفل بالعيد الوطني وعيد التحرير.

ومثلما بدأت العام الجديد بتقديم أعلام الثقافة العربية، الذي تخصصه هذا العدد لتناول منجز الشاعر الكويتي علي السبتي، وهو الملف الذي أشرف عليه إبراهيم المليفي ويكتبه سعد الجوير وليلى محمد صالح وأمير الغندور، ها هي (العربي) تقدم بابًا جديدًا آخر يجمع بين ضفتيه أهم الأحداث العالمية التي تستضيفها، تحت عنوان: (الكويت ملتقى العالم). مشيرة إلى أن القاريء الذي عهد في مجلته (العربي) أن تكون ملتقى الثقافات العربية والغربية، إبداعًا، وترجمة، وأدب رحلة، تأخذه صفحاتها إلى حضرة حضارات وثقافات وشخصيات وآداب وفنون، قد حان الوقت ليُمنح الاهتمام المستحق لما يدور في محيطها المحلي والإقليمي والدولي،  كي يوسِّع الرؤى والمدارك الفكرية والاقتصادية والعلمية، دعمًا لرسالة المجلة في أن تكون مرآة للحراك العربي في كافة آفاقه وتجلياته.

هكذا يلتقي قراء هذا العدد الجديد من مجلة (العربي) مع كواليس القمة الاقتصادية العربية الأفريقية في استقراء شامل لمحمد البغلي، ويتجولون بين فنون الحرف التقليدية الأفريقية في تحقيق مصور كتبته هذايل الحوقل، ويتوقفون عند معرض الكويت الدولي للكتاب في زيارة يكتبها لافي الشمري؛ كبادرة لمحتوى أول زوايا (الكويت ملتقى العالم)، التي تعدُ المجلة قراءها بأن تتجدد كل عدد.

المواطنة اللغوية

وفي افتتاحيتها لهذا العدد تشير د. ليلى خلف السبعان؛ رئيس التحرير، في حديثها الشهري الذي عنونته (المواطنة اللغوية)، إلى واحدة من أهم القضايا الوطنية واللغوية، وهي التحول الكبير الذي طرأ على الاستفادة من اللغة الأم واستخداماتها في الحياة اليومية، وكيف بدأت حروف ومعاني الأسماء الغريبة تغزو السماء والجدران لتتحدث بلغات غير العربية، متأملة بإعجاب “موقف دولة وحيدة، هي اليابان، تدافع عن لغتها كما يحارب الساموراي من أجل مبادئه. ونحن نعرف ما وصلت إليه بلاد الشمس المشرقة من تقدم صناعي، بإنتاجها الفذ وتقنياته الخلابة، لكنها أدركت أن اللغة هي مسألة حياة، فدافعت عنها وأمنت مكانتها وكفلت حمايتها بكل السبل لأجيالها القادمة لتكون لغة قوية تكسر هيمنة اللغات الأجنبية، وخاصة الإنجليزية”.

وتضيف د. السبعان “إن التدوين عبر الإنترنت، في صوره التي نعرفها، ومنها آيات التخاطب عبر وسائط الدردشة، والبريد الإلكتروني، يمكن أن يكون دافعا لتعلم اللغة. فإذا كانت اللغة الشفاهية محملة بتراث تاريخي وميراث أسطوري، فيجب علينا، حين ننقلها إلى الإنترنت، أن نصعد بها مرحلة أعلى من التقويم، وهو للأسف ما لا نلحظه في معظم المخاطبات، التي تنحو إلى العامية المحكية بلهجاتها المتبانة، أو تستسيغ الحروف اللاتينية لكتابة المفردات العربية، أو تهدم أركان اللغة، هدمًا يتخطى الآني للقادم، واليوم للغد”. مؤكدة على مأساة اللغات الهجينة، ملقية الكرة في ملعب المؤسسات التي تؤدي دورًا مؤثرا في إشاعة هذه الفوضى” “فهي التي تجيز أسماء اللافتات في المحال والمؤسسات التجارية، وهي التي تبيح البرامج ومحتوها في الإذاعات السمعية والبصرية، وهي التي تتغاضى عن الاهتمام باللغة حين تحارب لغة الضاد معركة وجود وسط تنوع لغوي كبير، خاصة وأن منطقتنا ـ مثالا ـ بها عشرات الجنسيات التي تحاول فرض حضورها من خلال اللغة، بجرائد ومحطات بث خاصة، بإعلانات موجهة بلغات هؤلاء، وبتكوين لفظي ومفردات غزت البيوت التي يعمل بها الآسيويون، لتولد لغاتٌ هجينة، تجافي الصواب، وتحارب الفصحى، وتصد اللغة العربية بمقوماتها عن أداء هدفها في الربط المحكم بين سلوك المواطن وهوية الوطن”. داعية إلى مقاومة حصان طروادة الذي تطحننا به العولمة حين تخرج مقوماتها، وعلى رأسها اللغة الأجنبية، فتطمس المكون الوطني المحلي، لأن العولمة تؤدي حتما إلى سيادة لغات الدول المهيمنة بالسياسة والاقتصاد والثقافة والقيم، وهذا بدوره يهمش اللغات القومية والثقافات النوعية، وما الإنترنت إلا أحد أدوات هذا الطروادي الذي يعتمد على غفلتنا وإهمالنا للغتنا.

عام اللغة العربية

ولعل ذلك ما حدا (العربي) لتخصيص 2014 عامًا للغة العربية، كنقطة انطلاق لخطة عمل تشمل المناهج الدراسية، والمعاجم اللغوية، خاصة تلك التي تهتم بالناشئة، وتدشين مشروع لتعليم لغتنا العربية لأبناء الأمة الإسلامية من خارج الدول العربية، لأنها لغة القرآن الكريم، فضلا عن الاهتمام بها في فضاء أبناء جالياتنا بدول المهجر. ومن مقالات وأبحاث وشهادات هذا الشهر في عام اللغة العربية: فتتحدث غريد الشيخ عن تجربتها في إنشاء معجم خاص باللغة العربية، والدكتور محمود حداد حول الخطر على اللغة العربية.

ومما بدأته المجلة كذلك مطلع العام، هو حضور منثور لمقتطفات (الطرائف العربية)، التي تمنى قراء كثيرون في رسائلهم أن يروها، محاولة لإعادة قراءة تراثنا العربي عبر مُلحه، وطرائفه، فربما يفتح ذلك الباب لإعادة قراءة التراث العربي، في عمقه وتدبره واتساعه، مثلما يبرز في السرد العربي حكم وأمثال وحكايات يمكن أن تلهم وتُسْتَلهم.

 وفي إضاءة للإبداع العربي يطالع القراء مقالا عن الروائية فاطمة يوسف العلي للشاعر فاضل خلف، ودراسة عن التشكيلي سامي محمد للناقد والفنان عبد العزيز التميمي، ونقدا لأعمال باسمة العنزي وباسم المسلم للروائية ليلى العثمان، وتحقيقا عن مؤتمر مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين في البرلمان الأوربي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، وتأريخا لرحلة العلم الكويتي لأكثر من قرن يوثقه وليد الداود، وحوارا مع فارعة السقاف تجريه وفاء شهاب حول تجربة مؤسسة (لوياك)، واستعراضا لجاليري نادر يوثق لتاريخ الكويت المصور، في الألبوم الذي تتصفحه سعاد راضي بزاوية المكتبة العربية، بينما يقرأ أحمد محمد حسن في (المكتبة الأجنبية) كتابًا عن المشاهد السينمائية الأكثر وقعًا.

مواكب ثقافية

تحلق (العربي) في سماء كوكب الشرق التي تحل ذكرى رحيلها هذا الشهر، في مقال للشاعر بشير عياد، ويهنيء أشرف أبو اليزيد الفائزين بمسابقتين احتفت بهما الإمارات، الأولى للمبدعي في جوائز مجلة دبي الثقافية، في الرواية والشعر والقصة والسينما، والثانية للباحثين وكتاب الرحلة في مسابقة ابن بطوطة للأدب الجغرافي، مثلما تتابع اكتشاف ميناء الملك الفرعوني خوفو على البحر الأحمر للباحث عبد الرحيم الرحوتي،  وتعرض من تونس رؤية جديدة للربيع العربي للدكتور عبد المجيد بدوي، وفي الجزائر تقرأ الناقدة دكتورة هويدا صالح رواية أحلام مستغانمي: الأسود يليق بك، ومن السودان يأتي صوت الشاعر التجاني يوسف بشير في وداعية للكاتب فضلي جماع، بينما يوجز الناقد السينمائي محمد الفقي تجربة ياسوجيرو أوزو، ويكتب د. ملاك نصر عن قضية ثقافة الجمال، فضلا عن مواد أخرى في أبوابها وزواياها الشهرية، بأقلام أمين الباشا، وياسين الأيوبي، ومحمد سيف الرحبي، وسعدية مفرح، وإبراهيم فرغلي، وعبود عطية، وفاطمة بن محمود، وعلي عبد الله خليفة، وفاروق شوشةوآخرون، سواء في متنها أو في ملحقها الشهري (البيت العربي).

د. ليلى خلف السبعان؛ رئيس التحرير

ودعت مجلة (العربي) في استهلالها القراء المبدعين لإرسال مساهماتهم التي تعد للنشر في مجلة (الشباب العربي) التي تصدر هذا العام لإضاءة إنتاج الشباب المبدع في الكويت والعالم العربي، مرحبة، في الوقت نفسه، بكتابات المخضرمين من نقادنا لإبداع هذه الأجيال الجديدة، في الآداب والفنون، وكذلك في العلوم، لإيمان (العربي) بأن هذا الجيل الجديد هم صناع مستقبلنا الأفضل، فضلا عن دعوتها لتبني معالجة قضايا الشباب العربي الملحة التي باتت تحرك مسار التاريخ، بعنفوانها، وأهميتها.

وأشادت مجلة (العربي) بالمشروع الذي تبنته وزارة الإعلام بدولة الكويت، بتوفير أجزاء من مجلة (العربي) بلغة (بريل) للقراء من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما سيسمح للمبدعين منهم بالمشاركة بكتاباتهم للمساهمة الجادة في مجلة (الشباب العربي).

وأعلنت (العربي) عن ملتقاها الفكري السنوي الذي يقام بعد أسابيع، وقد اتخذت له هذا العام عنوانا (الثقافة العربية على طريق الحرير) إيمانا منها بدور التواصل الحضاري والثقافي، مدعومًا بالاتصال الإعلامي والتبادل الاقتصادي، لكي تؤسس لعالم أكثر معرفة وسلامًا. وتسعى (العربي) في هذا الملتقى للتعريف بمؤسسات المخطوطات العربية وأهميتها وتفعيلها، وعرض للمراكز والجامعات والمدارس والمؤسسات الراعية للثقافة العربية من خارج العالم العربي، إلقاء الضوء على رحلات واستطلاعات مجلة العربي على طريق الحرير، وقراءة رحلات العرب والأجانب وإسهام الجغرافيين والرحالة العرب على هذا الطريق، فضلا عن استذكار دور مؤسسات النشر العربي و ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الآسيوية، والتبحر في فنون وآداب دول طريق الحرير المترجمة إلى اللغة العربية، وزيارة لمنتخبات مدن طريق الحرير، متمثلة في أقدمها، وصولا إلى أحدثها التي تسعى الكويت لتشييدها لتكون قبلة جديدة للحضارة والاقتصاد.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات